مجلس الشيوخ الأمريكي صوّت لصالح مشروع قانون يقضي بسحب الدعم الأمريكي لتحالف السعودية في اليمن (AP)
تابعنا

صوّت مجلس الشيوخ الأمريكي بالأغلبية، الأربعاء، لصالح مشروع قانون يقضي بسحب الدعم الأمريكي للتحالف الذي تقوده السعودية في حرب اليمن.

ما المهم: يُعد تصويت مجلس الشيوخ الأمريكي ذي الأغلبية الجمهورية لصالح قانون يوجِب إيقاف الولايات المتحدة دعمها للتحالف الذي تقوده المملكة العربية السعودية في حرب اليمن بمثابة تحدٍّ لإدارة الرئيس دونالد ترمب التي تريد الإبقاء على علاقات جيدة مع المملكة.

وأصدر البيت الأبيض بياناً هدد فيه بأن ترمب سيستخدم حق النقض الفيتو على القرار، إذا ما مُرر في مجلس النواب ذي الأغلبية الديمقراطية، وهو الإجراء الذي لم يتخذه الرئيس الأمريكي منذ توليه المنصب مطلع عام 2017.

المشهد: صوّت 54 عضواً في مجلس الشيوخ لصالح مشروع القانون مقابل 46 صوّتوا ضده.

ويمنع القانون، في حال سريانه، الجيش الأمريكي من المشاركة في الصراع الدائر في اليمن، بما في ذلك تقديم الدعم للضربات الجوية السعودية على صعيد الاستهداف دون تفويض من الكونغرس.

ويرى مؤيدو مشروع القانون، ومنهم عدد من أعضاء الحزب الجمهوري الذي ينتمي إليه ترمب بالإضافة إلى ديمقراطيين، أن المشاركة الأمريكية في حرب اليمن تنتهك ما ينص عليه الدستور بأن الكونغرس، وليس الرئيس، هو المخوّل باتخاذ القرار حول انخراط البلاد في الحرب.

ويُنتظر أن يُعرض مشروع القانون على البيت الأبيض، بعد موافقة مجلس النواب عليه وهو أمر مرجح في ظل سيطرة الديمقراطيين على المجلس.

من جهته، قال السيناتور الجمهوري الداعم لمشروع القانون مايك لي "نحن نساعد قوة أجنبية على قصف خصومها، فيما هي حرب دون شك وبما لا يقبل الجدل".

أما السيناتور الديمقراطي كريس مورفي فقد اعتبر أن موافقة مجلس الشيوخ بحزبَيه على مشروع القانون يُعد أمراً مهماً للغاية؛ "لأن اليمن تشهد أسوأ كارثة إنسانية في العالم بسبب حملة القصف التي تدعمها الولايات المتحدة"، مضيفاً أن نحو "85 ألف طفلٍ لا تتجاوز أعمارهم 5 سنوات لقوا حتفهم جراء المجاعة أو المرض".

في السياق ذاته، وصف السيناتور والمرشح الرئاسي السابق بيرني ساندرز تصويت مجلس الشيوخ بـ"التاريخي"، وأكد أن المجلس أرسل من خلاله "رسالة مهمة بأننا لن نستمر في دعم السعودية التي تتسبب في أسوأ مأساة إنسانية على وجه الأرض".

في المقابل، ندد زعيم الأغلبية الجمهورية في مجلس الشيوخ ميتش مكونيل بمشروع القانون واعتبره "غير مناسب ويأتي بنتائج عكسية".

الدوافع والخلفيات: أوقفت الولايات المتحدة، العام الماضي، عمليات التزويد بالوقود في الجو لسلاحي الجو السعودي والإماراتي في حرب اليمن، إلا أنها تواصل تقديم الدعم المتمثل في التدريب والتوجيه وتحديد أهداف القصف.

وتقود السعودية تحالفاً عسكرياً لدعم قوات الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي لاستعادة حكم البلاد منذ 26 مارس/آذار 2015 ضد مسلحي جماعة الحوثيين الذين يسيطرون على العاصمة صنعاء.

وأدى النزاع الدامي في اليمن، حتى اليوم، إلى نزوح مئات الآلاف من السكان من منازلهم ومدنهم وقراهم وانتشار الأمراض المعدية والمجاعات في بعض المناطق، وتدمير كبير في البنية التحتية للبلاد.

كما أسفر، حسب إحصائيات هيئات ومنظمات أممية، عن مقتل وإصابة مئات الآلاف من المدنيين، فضلاً عن تردّي الأوضاع الإنسانية وتفشي الأمراض والأوبئة خاصة الكوليرا وتراجع حجم الاحتياطيات النقدية.

ما التالي: قال الباحث في المركز العربي في واشنطن جو معكرون إن "الكونغرس يحاول منذ فترة تقييد سياسات ترمب الخارجية، لا سيما فيما يتعلق بالسعودية وسوريا".

وأضاف معكرون في حديث لـTRT عربي أن "مشروع القانون الأخير يأتي في هذا السياق، وكان نتيجة تلاقي مصالح بين ديمقراطيين لا يريدون استمرار الكارثة الإنسانية في اليمن وجمهوريين يريدون من البيت الأبيض تعديل مقاربته حيال السعودية بعد مقتل جمال خاشقجي".

وتابع الباحث السياسي "على الرغم من أن الدعم الأمريكي العملي لم يعد حاضراً بقوة، كما أن ترمب يمكنه استخدام حق الفيتو، فإن مشروع القانون يُعد رسالة رمزية لإدارة ترمب كي تلعب دوراً أكثر فعالية في وقف الحرب في اليمن وليس فقط وقف الدعم اللوجيستي لهذه الحرب".

TRT عربي
الأكثر تداولاً