قوات النظام السوري استهدفت مقر إقامة وعمل الصحفية كولفين ما أدى إلى مقتلها في 22 فبراير/شباط 2012 (AP)
تابعنا

أصدرت قاضية أمريكية حكماً يدين نظام بشار الأسد ويلزمه بدفع تعويضات لا تقل عن 302.5 مليون دولار، بسبب تورطه في قتل الصحفية الأمريكية ماري كولفين عام 2012 أثناء تغطيتها الحرب في سوريا.

"سلوك لا يقبله العقل"

وقالت القاضية الأمريكية إيمي بيرمان جاكسون في مسوغات حكمها، الأربعاء، إن النظام السوري "تورط في قتل مواطنة أمريكية خارج إطار القانون".

وأضافت القاضية أن "استهداف مركز إعلامي يستضيف صحفيين أجانب، سلوك لا يقبله العقل".

وفقدت مراسلة الحروب البالغة من العمر 56 عاماً ماري كولفين حياتها، في 22 فبراير/شباط 2012، ومعها المصور الفرنسي ريمي أوشليك، في مدينة حمص المحاصرة حينها، بعد قصف صاروخي استهدفت به قوات النظام السوري موقع تصوير كان صحفيون، بينهم كولفين، يتخذونه مقراً للعمل والإقامة.

التبعات القانونية للحكم على نظام الأسد

أقامت عائلة كولفين، في 2016، دعوى قضائية أمام محكمة فيدرالية أمريكية ضد نظام الأسد الذي اتهموه بتعمد استهداف وقتل كولفين وصحفيين آخرين، ولم يكن ممثلو الدفاع عن النظام السوري حاضرين المحاكمة.

وبالمقارنة بحالات شبيهة لدعاوى قضائية رُفعت أمام محاكم أمريكية ضد حكومات أجنبية، فمن المستبعد أن تستطيع عائلة كولفين تحصيل التعويضات التي حكم بها القضاء الأمريكي.

على الرغم من ذلك، قال ديكسون أوزبورن، المدير التنفيذي لـ"مركز العدالة والمحاسبة" المعني بقضايا حقوق الإنسان، وهو المركز الذي مثّل عائلة كولفين أمام القضاء، إن الدعوى تُعد الأولى التي تتهم نظام الأسد بارتكاب جرائم حرب، وقد اتُّخذت خطوات قانونية مشابهة لإقامة دعاوى قضائية في دول أوروبية مثل ألمانيا.

الأسد: إنها الحرب!

لم يعلق النظام السوري حتى الآن على الحكم القضائي الأمريكي، ولكن قناة NBC News الأمريكية أجرت حواراً مع بشار الأسد ووجهت له سؤالاً حول مقتل كولفين.

حينها، أجاب الأسد "إنها حرب، وقد دخلت الصحفية الأراضي السورية بشكل غير شرعي، كما تعاونت مع إرهابيين، وكان عليها، بالتالي، أن تتحمل عواقب أفعالها".

يذكر أن ماري كولفين كانت مراسلة حروب بارزة، فقدت إحدى عينيها أثناء تغطيتها النزاعات المسلحة في سريلانكا عام 2001، كما عُرضت قصة حياتها في فيلم "حرب خاصة" الذي أُنتِج عام 2018.

TRT عربي
الأكثر تداولاً