صورة للشابين الألمانيين عيسى الصباغ ومحمود عبد العزيز
تابعنا

ما المهم:في وقت لم تُغلقْ قضية مقتل الباحث الإيطالي جوليو ريجيني في مصر عام 2016، كانت المخاوف قد تجددت من تكرار هذا السيناريو مع المواطنين الألمانيين عيسى الصباغ ومحمود عبد العزيز، منذ اختفائهما في مصر الشهر الماضي.

وأعلنت وزارة الخارجية الألمانية أنها تلقّت إشارات من الحكومة المصرية تفيد بأن أحد الشابين، وهو محمود عبد العزيز، محتجز لديها بدون أن تقدّم معلومات عن المختفِي الآخر، إلا إنها عادت وصرّحت أن السلطات المصرية أوقفت عيسى الصباغ بالاشتباه، فيما أوضح والده لـTRT عربي الأمر بأنه تشابه أسماء مع أحد المطلوبين لدى السلطات المصرية.

وحظيت قضية ريجيني بصدىً كبير، بعد العثور على جثمانه وبه آثار تعذيب بعد أيام من اختفائه، عشية الذكرى الخامسة لثورة الخامس والعشرين من يناير/كانون الثاني 2016، وسط اتهامات لأجهزة اﻷمن المصرية بالضلوع في مقتله، وهو ما نفته السلطات المصرية مراراً.

المشهد:أعلنت السلطات المصرية مساء الخميس 10 يناير/كانون الثاني أنها رحّلت أحد الشابين وهو محمود عبد العزيز خارج البلاد، عقب ضبطه حال وصوله مصر قادماً من السعودية عبر ميناء القاهرة الجوي، وادّعى الأمن المصري توافر معلومات بأنه يحاول الانضمام لداعش في سيناء.

أما عيسى الصباغ (18 عاماً) فقد اختفى يوم 17 ديسمبر/كانون الأول الماضي حين انقطع اتصاله بعائلته، وهو في طريقه لزيارة جدّه في القاهرة، في رحلة غير مباشرة تمرّ عبر مطار الأقصر ومنه إلى مطار القاهرة، حيث كان ينتظره عمُّه.

ورجّحت عائلة الصباغ حينها أن يكون ابنها محتجزاً لدى السلطات المصرية، وأشار والده إلى أن لديه معلومات بأن ابنه عيسى قام بتسجيل سفره لدى شركة الطيران المصرية من أجل متابعة السفر من الأقصر إلى القاهرة، إلا أنه لا يدري ماذا حصل له بعد ذلك.

وبعد اختفاء عيسى بعشرة أيام، كانت السلطات المصرية قد اعتقلت محمود عبد العزيز (23 عاماً) في مطار القاهرة، كما ذكر أخوه مالك الذي كان مسافراً معه، بدون ذكر الأسباب.

وقبل إعلان السلطات المصرية عن ترحيل عبد العزيز في وقت متأخر من أمس، قال شقيق محمود في تصريحات لـTRT عربي إنه لا يعرف مكان أخيه، ولم يتوافر لهم مصدر معلومات سوى الخارجية الألمانية، التي أكّدت لأسرته توقيفه من قبل الأمن المصري الذي طالب عبد العزيز بالتنازل عن الجنسية المصرية قبيل ترحيله.
ومن ناحية أخرى كشفت الخارجية الألمانية أيضاً لعائلة عيسى الصباغ أنه تم توقيفه هو الآخر بحسب تصريحات والد عيسى لـ TRT عربي.

وأشار محمد الصباغ إلى أن نجله تمّ توقيفه مشتبهاً فيه بتهمة "الإرهاب" على خلفية تشابه أسماء مع أحد المطلوبين.

وفي وقت اختفاء الطالبين الألمانيين، تعود إلى الواجهة قضية اختفاء طالب الدكتوراه الإيطالي جوليو ريجيني في القاهرة قبل عامين وقتله، ما أدّى إلى توتر العلاقات الدبلوماسية بين القاهرة وروما، ومؤخراً أعلن البرلمان الإيطالي في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي قطع العلاقات البرلمانية مع نظيره المصري على خلفية القضية.

وفتحت السلطات الإيطالية تحقيقاً رسمياً بحق خمسة من عناصر جهاز الأمن في مصر، تقول إنهم متورطون في اختفاء الطالب ريجيني وقتله، في حين تردّد السلطات المصرية روايات متضاربة، جميعها تصبّ في نفي أي تورّط رسمي في الحادث.

ردود الأفعال:أعلنت الخارجية الألمانية أنها منشغلة بأمر الألمانيين، اللذين ينحدر كل منهما من أمٍّ ألمانية وأب مصريّ، مضيفةً أنها على اتصال مع السلطات المصرية، وتبذل قصارى جهدها لاستيضاح الملابسات في كلتا الحالتين.

وكان ناشطون في حملة على مواقع التواصل قد طالبوا بإطلاق سراح الشابين الألمانيين.

أما السفارة المصرية في برلين فإنها لم تُعلّق على الأمر حتى الآن، ولم تُجب عن أسئلة الصحفيين، بحسب صحيفة دير شبيغل الألمانية، وقد أكدت أسرة الطالب عيسى الصباغ أنها تتواصل مع الخارجية الألمانية، وفشلت في التواصل مع السلطات المصرية عن طريق السفارة.

وقال والد الطالب عيسى فيما يخص التحرك الألماني بإنه غير كافٍ حتى الآن، وثمة تقاعس حكومي عن حماية مواطن ألماني محتجز خارج نطاق القانون في بلد آخر.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً