عدة دول في الشرق الأوسط أعلنت اكتشاف إصابات بكورونا الجديد (DPA)
تابعنا

يستمر فيروس كورونا الجديد الذي أرعب العالم، بالانتشار من مدينة ووهان الصينية معقل المرض إلى الشرق الأوسط في الوقت الذي سجّلت فيه كوريا الجنوبية والصين ارتفاعاً في حالات الإصابة بالفيروس، الأمر الذي أجبر رئيس الوزراء الكوري الجنوبي على التحذير من أن التفشي السريع للمرض دخل "مرحلة أكثر خطورة".

ويأتي ذلك في الوقت الذي أعلنت فيه الصين إصابة 648 حالة جديدة بالفيروس، مما يرفع عدد الحالات إلى 76936، فيما انخفض عدد الوفيات اليومي بشكل طفيف إلى 97.

وحذّر المكتب السياسي الصيني، الذي يتألف من كبار مسؤولي الحزب الشيوعي الحاكم، من أنه رغم احتواء الوباء مبدئيّاً فإن "البلاد لم تشهد بعدُ نقطةَ تحوُّل".

من جهة أخرى، صرّح تيدروس أدهانوم غبريسيس، مدير عامّ منظمة الصحة العالمية، السبت أن فريقاً يضمّ خبراء دوليين في المنظمة، في طريقه إلى ووهان، مركز تفشي المرض في الصين.

فيما أشارت مديرة صندوق النقد الدولي كريستالينا جورجيفا إلى أن فيروس كورونا المستجد يعرض انتعاش الاقتصاد العالمي للخطر.

كورونا في إيران

على الصعيد العالمي أصيب أكثر من 78000 شخص بالفيروس في 29 دولة، وكانت إيران من بين الدول التي ارتفع فيها عدد وفيات الفيروس إلى ست، وهي الأعلى خارج الصين.

وبالتزامن مع العملية الانتخابية لمجلس الشورى النيابي الإيراني، بدأ الفايروس بالانتشار، ما ألقى بظلاله على العملية السياسية برمتها، فمنذ اكتشاف أول حالة في مدينة قم، أعلنت السلطات الإيرانية حالة النفير القصوى مشكلة لجنة لمكافحة المرض، بمشاركة أعضاء من مختلف أعضاء القيادة، من بينها الرئاسة والجيش ووزارة الداخلية والصحة.

ورصد موفدTRT عربي إلى طهران حالة الاستعداد الكبيرة في المستشفيات الإيرانية لمواجهة فيروس كورونا، مؤكداً وجود حالة استعداد في المشافي الإيرانية للتعاطي مع الحالات القادمة والتعرف على أعراضها وتقديم إعلان للوزارات المعنية بالأمر من أجل التعاطي مع المسألة.

وقال الموفد إن السلطات الإيرانية تصر على عدم القلق من الفيروس على الرغم من اكتشاف بعض الحالات في العاصمة طهران ذات الكثافة السكانية وفي مدينة قم ذات الأهمية الدينية.

وأضاف "شملت الإجراءات محطات المترو والنقل العام من خلال تعقيمها، وتعطيل المدارس والمرافق العامة والفنية والثقافية مثل السينما تجنباً لانتشار المرض أكثر من ذلك".

في السياق ذاته، أعلن وزير الصحة التركي فخر الدين قوجه، إغلاق المعابر الحدودية مع إيران بشكل مؤقت لمنع انتقال فيروس كورونا الجديد إلى تركيا.

وأوضح قوجة في تصريح صحفي، أن تركيا قررت توقيفاً مؤقتاً من جانب واحد لجميع الرحلات الجوية الدولية القادمة من إيران اعتباراً من الساعة 20:00 بالتوقيت المحلي (17:00 بتوقيت غرينتش).

وأشار الوزير التركي إلى أن السلطات منعت دخول 8 مواطنين إيرانيين إلى تركيا السبت والجمعة الماضيين، بسبب وجود أعراض الإصابة بفيروس كورونا.

الوفد الكوري

ومن إيران إلى إسرائيل والضفة الغربية، حيث أعلنت الأخيرة عن حالة واحدة مصابة لديها بعدما أعادت طائرة ركاب كورية جنوبية بعد هبوطها في مطار بن غوريون مساء السبت، وأُجلِيَ 12 إسرائيليّاً كانوا على متنها وخضعوا للحجر الصحي.

لكن الحديث عن المرض وصل إلى ذروته في الضفة الغربية أيضاً بعد وصول وفد كوري سياحي إلى إسرائيل والضفة الغربية، إذ أبلغت كوريا الجنوبية فيما بعد أن تسعة من أفراد الوفد تجولوا هناك لمدة أسبوع هذا الشهر، وثبتت إصابتهم بالفيروس.

وطلبت السلطات الصحية الإسرائيلية والفلسطينية ممن كانوا على اتصال وثيق بالسائحين، عزل أنفسهم.

في السياق ذاته، أبدت وزيرة الصحة الفلسطينية مي الكيلة تخوفها من انتشار الفيروس في الضفة الغربية في مثل هذا الوقت، خاصة في ظل انتشار مرض الانفلونزا نتيجة حالة الطقس البارد، مشيرة إلى وجود تنسيق مع السلطات الإسرائيلية والدول العربية حول الموضوع.

وقالت الوزيرة في مؤتمر صحفي عقدته برام الله إن الوضع حتى الآن مسيطر عليه، وإن الوزارة وضعت خطة لمقاومة المرض وتستعد لمواجهته في ظل دعم حكومي. ودعت إلى دحض الإشاعات وأخذ أي معلومة متعلقة بالموضوع من وزارة الصحة الفلسطينية.

نحن في جهوزية كاملة في حال انتشر المرض في الضفة الغربية

وزيرة الصحة الفلسطينية - مي الكيلة

وأضافت "قمنا بتحديد التواريخ والأماكن التي زارها الوفد الكوري في الضفة الغربية وأتخذنا العديد من الإجراءات من بينها إغلاق الفنادق والمطاعم التي زارها وفحص كل من رافقه أو أحتك به، ولغاية الآن النتائج سلبية، ورغم ذلك قمنا بحجر صحي على كل من اشتبه بعدواه بالمرض".

وبخصوص الطلبة الفلسطينيين العائدين من الصين، قالت الوزيرة إنهم "وضعوا في الحجر الصحي، لأن هذه القضية قضية أمن قومي ومجتمعي، وعلينا تقبل الأمر، وفقاً لقانون الصحة العامة".

أما في لبنان، فقد نفى وزير الصحة اللبناني حمد حسن، السبت، تسجيل إصابات جديدة مؤكدة بفيروس "كورونا الجديد" في البلاد، بعد تداول شائعات عبر مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل إعلام محلية تتحدث عن تسجيل إصابات جديدة بالفيروس القاتل في لبنان.

لبنان سجل حالة موثقة وحيدة فقط مصابة بفيروس كورونا، وهي التي تم التثبت منها الجمعة

وزير الصحة اللبناني - حمد حسن

وشدد حسن على أن الشائعات، التي يتم تداولها حول تسجيل إصابات جديدة بالفيروس، "لا ترتكز على أي معطى علمي".

ولم يخلو العراق من المرض، حيث أفاد مصدر طبي، السبت، باشتباه السلطات الصحية في محافظة ذي قار، جنوبي العراق، بإصابة عراقي قادم من إيران بفيروس كورونا.

وقال المصدر، وهو طبيب في دائرة صحة ذي قار الحكومية، لوكالة الأناضول، إن "طالباً عراقياً راجع مستشفى الحسين التعليمي مساء الجمعة، وظهرت عليه أعراض الانفلونزا، وبعد التأكد من قدومه من مدينة قم الإيرانية تم حجزه في مكان خاص بالمستشفى".

عالميا، أغلقت السلطات عشرات البلدات في شمال إيطاليا، حيث خضع مئات السكان لاختبارات بعد شكوك بأنهم تواصلوا مع نحو 79 حالة إصابة مؤكدة هناك، فيما توُفّي شخصان في إيطاليا بالفيروس.

لاحقاً، أعلن محافظ إقليم لومبارديا الإيطالي عن ارتفاع حالات الإصابة بالفيروس إلى 100 بينهم 89 بالإقليم وحده.

جانب من المؤتمر الصحفي الذي عقدته وزيرة الصحة الفلسطينية في رام الله (TRT عربي)
TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً