مدينة إدلب اثناء قصف النظام السوري على أحد الأحياء السكنية  (Getty Images)
تابعنا

تحتضن مدينة إسطنبول، السبت، قمة رباعية تجمع تركيا وروسيا وألمانيا وفرنسا لتوحيد الجهود من أجل إيجاد حل سياسي دائم للأزمة السورية.

وتشكل قمة إسطنبول، بين زعماء الدول الأربعة، نقطة التقاء لما تمّ التوصل إليه في لقاءات المعارضة السورية والنظام في العاصمة الكازاخية أستانا، وبين ما تم الاتفاق عليه في سلسلة مؤتمرات جنيف السويسرية.

وتجمع القمة لأول مرة ممثلين عن منصة أستانا، المؤلفة من تركيا وروسيا وإيران، وممثلين عن المجموعة المصغرة المشكلة في جنيف التي تتألف من الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وألمانيا والسعودية والإمارات ومصر والأردن‎.

النتائج المحتملة

أعرب المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالن، الجمعة، عن أمله في أنّ تضع قمة إسطنبول خارطة طريق لتسوية سياسية في سوريا، إلى جانب تشكيل لجنة صياغة الدستور.

وأكد كالن أنّ من أولويات بلاده في هذه القمة، إيجاد حلّ سياسي وليس عسكري في سوريا والبحث في صيغ الحلول القابلة للتطبيق في سوريا مع الحفاظ على اتفاق سوتشي وطرح الانتهاكات العسكرية التي تتم من قبل النظام السوري.

لكن هذه التصريحات سبقتها مواقف من الخارجية الروسية إذ أعلنت في وقت سابق أن قمة إسطنبول ستكون قمة تشاورية لا أكثر، مؤكدة بأنها مستمرة في العمل وفق مسار أستانا مع إيران وتركيا.

ويعتبر مسلم شعيتو رئيس المركز الثقافي الروسي العربي والباحث في الشأن الروسي، أن الموقف الروسي بالأساس هو داعم لتركيا.

وأكد شعيتو لـTRT عربي، أن موسكو تعمل من خلال هذه القمة من أجل الضغط على أوروبا لجلبها لخيارات أستانا.

وأضاف أن هذه القمة هي محاولة جدية من أجل عزل الولايات المتحدة عن التأثير في سوريا وذلك بجلب الدول التي تنسق معها لخيارات روسيا وتركيا.

القمة هي محاولة جدية من أجل عزل الولايات المتحدة عن التأثير في سوريا وذلك بجلب الدول التي تنسق معها لخيارات روسيا وتركيا

مسلم شعيتو - رئيس المركز الثقافي الروسي العربي

وشدد شعيتو على أن القمة ستكون تشاورية بالأساس ولتقريب وجهات النظر لأنها الأولى من نوعها التي تجمع أطراف من أستانا وجينف.

من جهته، يرى الكاتب الصحفي أحمد كامل أن مسار أستانا قد انتهى، معتبراً أن تركيا تبحث عن مسارات أخرى من أجل عملية السلام في سوريا.

وقال كامل لـTRTعربي، إن أنقرة تحاول استبدال مسار أستانا المنحاز للنظام السوري بمسار أكثر اعتدالاً بتحييد إيران، بالإضافة إلى تحقيق توافق في الرؤية بين دول غربية مقربة لتركيا في سوريا.

أنقرة تحاول استبدال مسار أستانا المنحاز للنظام السوري بمسار أكثر اعتدالاً

أحمد كامل- كاتب صحفي سوري

إدلب.. نقطة الالتقاء

في جانب آخر، أعلنت الخارجية الروسية قبل أيام عن لقاء ثنائي بين الرئيس الروسي فلادمير بوتين ونظيره التركي رجب طيب أردوغان على هامش القمةمن أجل دفع عملية التسوية في سوريا وخطوات تعزيز الأمن في إدلب، إضافة إلى مسألة عودة اللاجئين.

ويعتقد أحمد كامل أن الاتفاقات الثنائية في سوريا هي الأكثر إحتراماً على عكس الاتفاقات الرباعية والثلاثية، مشيراً إلى نجاعة اتفاق عفرين وشرق الفرات في الوقت الذي سقطت فيه اتفاقات الغوطة الشرقية والجنوب السوري.

وعبّر كامل عن تفاؤله من مستقبل إدلب بسبب التقاء المصالح التركية والروسية في هذه المرحلة، مؤكداً على أن اتفاق سوتشي يعتبر ناجحا حتى الآن.

الاتفاقات الثنائية في سوريا هي الأكثر إحتراماً من غيرها

أحمد كامل- كاتب صحفي سوري

دستور سيادي 

في سياق متصل، عقد مجلس الأمن الدولي قبيل القمة، جلسة طارئة بناء على طلب فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة للاستماع إلى إفادة من المبعوث الأممي الخاص إلى سورية ستيفان دي مستورا، عبر مداخلة بالفيديو بعد زيارته لدمشق.

وطرح دي مستورا على المجلس جهوده لتسهيل إنشاء لجنة دستورية، ونتائج تشاوره مع النظام السوري في محاولة أخيرة لحمله على المشاركة في العملية السياسية، قبل أن يتنحى عن منصبه في نهاية نوفمبر/ تشرين الثاني.

في حين اصطدم المبعوث الأممي خلال زيارته، بإعلان وزير خارجية النظام وليد المعلم، خلال لقائه به، أن "الدستور وكل ما يتصل به هو شأن سيادي يقرره الشعب السوري من دون أي تدخل خارجي"، كما ذكرت وكالة الأنباء السورية.

ويعتبر أحمد كامل في هذا الإطار أن النظام السوري يرفض الجلوس مع معارضيه حتى في الحالات التي يكون فيها منتصراً.

وشدد على أن اللجنة الدستورية هي أحد الحلول التي تخدم مصالحه وتضمن بقائه ومع ذلك يصر على عدم الاعتراف بها.

TRT عربي
الأكثر تداولاً