بريطانيا تقول إن الغرب قد يواجه "أخطر لحظة" في مواجهته مع موسكو في الأيام القليلة المقبلة (Vyacheslav Madiyevskyy/Reuters)
تابعنا

قالت بريطانيا، الخميس، إن الغرب قد يواجه "أخطر لحظة" في مواجهته مع موسكو في الأيام القليلة المقبلة، بينما تنفذ روسيا تدريبات عسكرية في بيلاروسيا والبحر الأسود بعد حشد قواتها قرب أوكرانيا.

ووسط تصاعد حدة التوتر، تجري أوكرانيا أيضاً تدريبات عسكرية، لكن الزعماء على الجانبين أشاروا إلى أنهم يأملون في نجاح الدبلوماسية لإنهاء ما وصفه رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون "بأكبر أزمة أمنية لأوروبا منذ عقود".

وفي جولة جديدة من الجهود الدبلوماسية، تبادلت وزيرة الخارجية البريطانية ليز تراس العبارات الحادة علناً مع نظيرها الروسي سيرغي لافروف أثناء محادثات في موسكو. وزار جونسون مقر حلف شمال الأطلسي في بروكسل ومن المقرر أن يلتقي مسؤولون من روسيا وأوكرانيا وألمانيا وفرنسا في برلين لبحث الصراع في شرق أوكرانيا.

وتنفي روسيا، التي حشدت أكثر من 100 ألف جندي قرب حدود أوكرانيا، اتهامات الغرب بأنها تخطط لغزو الجارة السوفيتية السابقة، على الرغم من قولها إنها قد تتخذ إجراء عسكرياً غير محدد إذا لم تُلب مطالبها الأمنية.

وقال جونسون في مؤتمر صحفي مع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ في بروكسل "بصراحة لا أعتقد أنه جرى اتخاذ قرار (من قبل موسكو) حتى الآن. ولكن هذا لا يعني استحالة حدوث شيء كارثي في وقت قريب جداً ويؤسفني القول إن معلومات مخابراتنا لا تزال غير مبشرة".

وأضاف "ربما تكون هذه اللحظة هي الأخطر، ومن الممكن القول إنه في غضون أيام قليلة مقبلة، وفي خضم أكبر أزمة أمنية تواجهها أوروبا منذ عقود، ينبغي علينا أن نتفهم الوضع بدقة. وأعتقد أن الجمع بين العقوبات والحسم العسكري بالإضافة إلى الدبلوماسية هو الشيء الصحيح".

وقال ستولتنبرج في المؤتمر الصحفي المشترك مع جونسون إن على روسيا أن تختار بين الحل الدبلوماسي للأزمة الأوكرانية أو العقوبات الاقتصادية من الغرب وزيادة الوجود العسكري لقوات الأطلسي في دول الحلف الشرقية.

وأضاف: "ستكون هناك عقوبات اقتصادية. سيكون هناك وجود عسكري أكبر لحلف الأطلسي في دوله الشرقية وبريطانيا في الواقع جزء مهم من ذلك".

"شخص أصم وأبكم"

وعبرت وزيرة الخارجية البريطانية عن استيائها من نظيرها الروسي في المؤتمر الصحفي المشترك بموسكو الذي اتهمها فيه بالاستعلاء ورفض الإنصات.

وقال لافروف (71 عاماً) للصحفيين "بأمانة أشعر بخيبة أمل إزاء وضع نجد أنفسنا فيه أمام شخص أصم وأبكم.. توضيحاتنا المفصلة للغاية لم تجد آذانا مصغية".

وكان مسؤولون أمريكيون قد حذروا من أن روسيا قد تهاجم أوكرانيا بعد حشد قوات قرب حدودها واتهموا موسكو بتصعيد التوتر بإجراء تدريبات عسكرية مشتركة في روسيا البيضاء وصفها حلف شمال الأطلسي بأنها أكبر حشد عسكري لروسيا في البلاد منذ الحرب الباردة.

وقال ستولتنبرغ الأسبوع الماضي إنه من المتوقع أن تنشر روسيا 30 ألف جندي في بيلاروسيا بالإضافة إلى قوات عمليات خاصة وطائرات سوخوي "SU. S-35" المقاتلة ونظم الدفاع الصاروخي "S-400" وصواريخ إسكندر القادرة على حمل رؤوس نووية.

ومن المقرر أن تستخدم القوات الأوكرانية المشاركة في التدريبات، والتي لم يذكر عددها، طائرات مُسيرة من طراز بيرقدار وصواريخ من طراز (جافلين) و(إن.إل.إيه.دبليو) المضادة للدبابات المقدمة من شركاء أجانب. ومن المنتظر أن تحصل كييف على شحنة أخرى من المساعدات العسكرية الأمريكية في وقت لاحق اليوم الخميس.

وحذرت ليز تراس موسكو من مهاجمة أوكرانيا وقالت "بالأساس، سيكون لشن حرب في أوكرانيا نتائج كارثية على شعبي روسيا وأوكرانيا وعلى الأمن الأوروبي. حلف شمال الأطلسي أوضح أن أي توغل في أوكرانيا ستكون له عواقب وخيمة وتكلفة باهظة".

تضامن أوروبا

وتأمل بريطانيا في استغلال زيارة جونسون لحلف الأطلسي في التأكيد على تضامن أوروبا في حين تطالب موسكو بضمانات بعدم السماح لأوكرانيا بالانضمام إلى حلف شمال الأطلسي.

وقال خبراء روس بعد اجتماع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين في موسكو الاثنين إن هناك إشارات على أن بوتين يريد تجنب تصعيد أزمة أوكرانيا.

وهددت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بفرض عقوبات على روسيا إذا هاجمت أوكرانيا وذلك بناء على خطوات اتُّخذت عندما ضمت روسيا شبه جزيرة القرم وساندت انفصاليين يقاتلون القوات الحكومية في شرق أوكرانيا في 2014.

ومن المقرر أن يجتمع دميتري كوزاك، مبعوث الكرملين للمفاوضات بشأن أوكرانيا، مع مسؤولين من أوكرانيا وألمانيا وفرنسا في برلين في أحدث محادثات بشأن الصراع الدائر في شرق أوكرانيا.

وقال وزير خارجية أوكرانيا دميترو كوليبا إن المحادثات ستكون مهمة وإنه يأمل في حمل مجموعة الاتصال الثلاثية بشأن الصراع في شرق أوكرانيا على العمل مرة أخرى. وتضم المجموعة روسيا وأوكرانيا ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا.

وقال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان إن الاتفاق في المحادثات على استمرار المناقشات سيكون بادرة إيجابية.

وقال مسؤولون روس إن ست طائرات مقاتلة روسية وصلت إلى سيفاستوبول في شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا من أوكرانيا في 2014 لتعزيز قوات موسكو في البحر الأسود قبيل تدريبات بحرية مقررة.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً