أوكرانيا تقاوم في باخموت وتندّد بأكثر من 100 هجوم روسي استهدف مدنيين في البلاد / صورة: AFP (AFP)
تابعنا

عبّرَت كييف عن "اشمئزازها" لاستهداف مدنيين بعد سقوط وابل من الصواريخ الروسية على مدن أوكرانية في أول هجمات من نوعها خلال أسابيع، وتعهدت بالصمود والتحدّي فيما تواصل القوات الأوكرانية الدفاع عن مدينة باخموت شرقي البلاد لصد محاولات اختراق روسية.

وقال الجيش الأوكراني اليوم الجمعة إن جنوده صدُّوا أكثر من مئة هجوم على مدى الساعات الأربع والعشرين الماضية في باخموت، وهي مدينة يتركز عليها هجوم القوات الروسية منذ أغسطس/آب.

وتَسبَّب وابل من الصواريخ قبل الفجر أمس الخميس في قتل تسعة مدنيين على الأقلّ وقطع التيار الكهربائي عن عدة مدن، ولكن ساد ارتياح عامّ بفضل تراجع خطر وقوع كارثة نووية في مفاعل زابوريجيا إثر إعادة الكهرباء للموقع بعد انفصالها لفترة وجيزة عن شبكة الكهرباء الأوكرانية.

وقالت أوكرانيا إن دفاعاتها أسقطت عديداً من الطائرات المسيرة والصواريخ، لكن روسيا أطلقت عليها أيضاً ستة صواريخ أسرع من الصوت من منظومة كينغال لم يكن بمقدورها وقفها بأي طريقة.

وأكّدَت موسكو أنها استخدمت تلك الصواريخ في هجوم أمس الخميس.

وتُعَدّ تلك الضربات الواسعة النطاق على أهداف بعيدة عن جبهة القتال أول موجة من هذا النوع منذ منتصف فبراير/شباط. وأنهت فترة هدوء في حملة غارات جوية استهدفت البنية التحتية المدنية الأوكرانية شنّتها روسيا قبل خمسة أشهر.

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي: "المحتلون يمكنهم فقط إرهاب المدنيين، هذا كل ما بوسعهم، لكن ذلك لن يساعدهم، لن يفلتوا من المسؤولية عن كل ما فعلوه".

ونفت روسيا مراراً استهداف المدنيين، وقالت وزارة الدفاع الروسية إنها شنّت "ضربة انتقامية ضخمة" ردّاً على مداهمة عبر الحدود الأسبوع الماضي، وقالت إنها دمّرَت في الضربة قواعد لإطلاق الطائرات المسيرة وعطّلَت السكك الحديدية وألحقت أضراراً بمنشآت تصنع وتصلح الأسلحة.

وتقول موسكو إن مثل تلك الضربات هدفها تقليل قدرة أوكرانيا على القتال. وتقول كييف إن الضربات الجوية ليس لها أي أغراض عسكرية وتهدف فحسب إلى إيذاء وتخويف المدنيين، بما يشكل جريمة حرب.

وقال البيت الأبيض إن وابل الصواريخ كان أمراً "مروّعاً" وإن واشنطن ستواصل تزويد أوكرانيا بقدرات دفاع جوي.

وعلى أرض المعركة شهد الأسبوع تحوُّلاً ظاهراً في التوجُّه مع اتخاذ أوكرانيا قراراً بمواصلة القتال في باخموت، وهي مدينة تحملت وطأة هجوم روسيا خلال الشتاء في أكثر معارك الحرب دموية.

وتقول موسكو إن باخموت مهمة، إذ تعتبرها خطوة لتأمين محيط منطقة دونباس، وهي هدف أساسي للحرب. ويقول الغرب إن المدينة التي أصبحت مدمَّرة ليس لها قيمة استراتيجية كبيرة، وإن القوات الروسية تضحّي بالأرواح لمنح بوتين نصره الوحيد منذ أرسل مئات آلاف جنود الاحتياط إلى امعركة منذ نهاية العام الماضي.

وقال أوليغ جدانوف المحلل العسكري الأوكراني، إن المدافعين عن باخموت أحبطوا محاولات روسية لتطويقها بالكامل من جهة الغرب. وصمدت الجبهة في الجنوب لعدة أيام، لكن روسيا تَمكّنَت من تحقيق بعض التقدم في قرى إلى الشمال من المدينة.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً