في خلفية الصراع بين الإدارة الأمريكية والمتظاهرين المحتجين، يتعزز صراع جديد بين الديمقراطيين والجمهوريين، قبل أشهر من الانتخابات الرئاسية (Reuters)
تابعنا

تشهد مدن في مختلف أنحاء الولايات المتحدة احتجاجات واسعة، منذ مقتل المواطن الأمريكي من أصل إفريقي جورج فلويد، بأيدي الشرطة في مدينة مينيسوتا يوم 25 مايو/أيار، تَحوَّل بعضها إلى مواجهات بين قوى الأمن والمتظاهرين.

وعرفت عدد من المظاهرات لجوء أشخاص إلى إضرام النار في مقرات الشرطة، وعدد من البنايات الحكومية والمحلات الخاصة، وتكسير واجهات المحالّ والسيارات، في الوقت الذي دعا فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترمب إلى مواجهة المتظاهرين بالقوة، وهدّد بإنزال الجيش.

وفي خلفية الصراع بين الإدارة الأمريكية والمتظاهرين المحتجين، يتعزز صراع جديد بين الديمقراطيين والجمهوريين، قبل أشهر من الانتخابات الرئاسية المزمع عقدها في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، والتي سيخوضها ترمب في مواجهة المرشح الديمقراطي جو بايدن.

بايدن: لن أُشعل نار الكراهية

تعهد جو بايدن، نائب الرئيس الأمريكي سابقاً، الثلاثاء، في أول خطاب كبير يلقيه منذ أسابيع، بأن لا "يشعل نار الكراهية" إذا انتخبه الأمريكيون رئيساً لهم، وأن يسعى بدلاً من ذلك إلى "مداواة جراح العنصرية التي ابتُليت بها الولايات المتحدة طويلاً".

ووفقاً لمقتطفات من الخطاب نشرتها الحملة الانتخابية لبايدن، وجّه بايدن الذي تحدث في مدينة فيلادلفيا، التي هزتها في الأيام الماضية احتجاجات تحولت إلى العنف أحياناً، انتقادات لاذعة إلى الطريقة التي تعامل بها الرئيس ترمب مع المظاهرات، التي اجتاحت الولايات المتحدة احتجاجاً على العنصرية وانتهاكات الشرطة، حسب وكالة رويترز.

وانتقد بايدن، وهو ديمقراطي سيواجه ترامب الجمهوري في انتخابات الثالث من نوفمبر/تشرين الثاني، على نحو خاصّ قرار الرئيس الاثنين، التقاط صورة له بجوار كنيسة تاريخية مقابلة للبيت الأبيض، بعد أن أطلقت السلطات الأمنية قنابل الغاز المسيل للدموع على المحتجين لإبعادهم عن المنطقة.

وقال بايدن: "عندما يُفرَّق المحتجون السلميون بأمر من الرئيس يصدره على أعتاب بيت الشعب، البيت الأبيض، باستعمال الغاز المسيل للدموع وقنابل الضوء لالتقاط صورة بجوار كنيسة مقدسة، فإنه يمكن التماس العذر لنا إذا اعتقدنا أن الرئيس مهتمّ بالسلطة أكثر من اهتمامه بالمبدأ"، حسب ما نقلته رويترز.

واتهم بايدن ترمب بأنه قلق حيال إعادة انتخابه أكثر من قلقه على جمع شمل أمريكا المقسمة، وقال: "إنه أكثر اهتماماً بأهواء قاعدته الانتخابية منه بحاجات الذين يُفترض أن يهتمّ بهم".

وأضاف أن مقتل جورج فلويد كان "صدمة لبلادنا ولنا جميعاً"، وتابع: "لكنني أعدكم بهذا: لن أستغل مشاعر الخوف والانقسام، ولن أؤجج مشاعر الحقد. سأحاول تضميد جراح العنصرية التي لطالما تأصلت في هذا البلد ولن أسعى لاستغلالها لمنافع سياسية".

تراجع ترمب في استطلاعات الرأي

بعد مقتل فلويد بأيام، وبعد عدد من التغريدات التي أغضبت الأمريكيين، تراجع ترمب بعشر نقاط خلف منافسه بايدن، في استطلاع للرأي أجرته صحيفة واشنطن بوست وشبكة ABC الأمريكية.

وقالت واشنطن بوست إن "بايدن متقدم على ترمب بواقع 53% مقابل 43% بين المصوتين المسجلين وطنياً"، وأضافت أن بايدن في تقدم مستمرّ، إذ كانت الاستطلاعات تشير قبل شهرين إلى تقدُّم بايدن بنقطتين فقط بـ49% في حين كان ترمب عند عتبة 47%.

وفي مقال له على صحيفة نيويورك تايمز، قال الكاتب جاميل بويي إن الاحتجاجات وحالة اللاستقرار التي تشهدها الولايات المتحدة ستؤثر بالضرورة td إمكانية إعادة انتخاب دونالد ترمب.

وأضاف الكاتب أن ترمب يحاول بإظهاره القوة وتقديم نفسه على أنه المرشح المثالي لإعادة النظام وحكم القانون في البلاد، غير أن السياق السياسي الذي يأتي فيه ذلك لن يساعده على رسم هذه الصورة وإقناع الناخبين بها.

ويبدو أن الاحتجاجات الأخيرة، ومطالب إنصاف مجتمعات الأمريكيين من أصل إفريقي، باتت وقوداً للسباق الرئيسي والتنافس بين الديمقراطيين والجمهوريين، إذ أشار موقع Politico الأمريكي إلى أن خطاب وتعامل الديمقراطيين مع الأزمة سيكون له تأثير في مجرى الانتخابات.

ولفت الموقع إلى مقال كتبه الرئيس الديمقراطي السابق باراك أوباما، نُشر على منصة Medium، جاء فيه أن التغيير الحقيقي سيأتي عن طريق صناديق الاقتراع في الانتخابات المقبلة، داعياً إلى جعل هذا الحراك نقطة تحول في اتجاه التغيير الحقيقي.

بايدن متقدم على ترمب بواقع 53% مقابل 43% بين المصوتين المسجلين وطنياً (Reuters)
تستمرّ الاحتجاجات في الوقت الذي دعا في الرئيس الأمريكي دونالد ترمب إلى مواجهة المتظاهرين بالقوة، وهدّد بإنزال الجيش (Reuters)
TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً