السيسي يرحب بانضمام الإمارات لمنتدى غاز شرق المتوسط (Reuters)
تابعنا

كعادته، لم يغادر ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد، القاهرة خالي الوفاض إثر لقائه بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، إذ عاد هذه المرة كعضو "مراقب" في منتدى غاز شرق المتوسط، الذي يضم مصر، الأردن، فلسطين، إسرائيل، إدارة جنوب قبرص، إيطاليا، اليونان.


هذه الخطوة التي تحققت بطلب إسرائيلي عقب توقيع اتفاق التطبيع بين البلدين، تأتي في وقت تُستثنى فيه دول أخرى تنتمي لشرق الحوض من الانضمام للمنتدى مثل تركيا التي تمتلك أطول ساحل على البحر الأبيض المتوسط.

إلا أنها بدت وكأنها محاولة أخرى لاستعداء أنقرة من قبل الحلف الذي يسعى إلى إدخال الإمارات في مربع الطاقة شرقي المتوسط.

تحت طلب إسرائيل

"اقترحنا انضمام الإمارات وقالت الدول الست المشاركة في حفل التوقيع إنهم يدرسون الأمر".

لم يكن مجرد طلب في انتظار الدراسة كما بدا في كلام وزير الطاقة الإسرائيلي، يوفال شتاينتز عندما اقترح انضمام دولة الإمارات إلى منتدى غاز شرق المتوسط، رغم أنها لا تطل على البحر المتوسط.

كلام شتاينتز الذي جاء خلال لقائه مع نظيره الإماراتي سهيل بن محمد المزروعي عبر تقنية الاتصال المرئي، في إطار بحث التعاون في نقل الغاز إلى أوروبا، لم يحتج الكثير من الوقت ليصبح واقعاً، إذ أعلن المتحدث باسم الرئاسة المصرية بسام راضي، أن الإمارات انضمت إلى منتدى غاز شرق المتوسط، بصفة مراقب، مشيراً إلى ترحيب الرئيس عبد الفتاح السيسي بهذه الخطوة.

وأوضح راضي، في بيان، أن السيسي رحّب بانضمام أبو ظبي إلى المنتدى كمراقب بجانب الأعضاء المؤسسين، معتبراً أن هذا الأمر "يمثل إضافة للقيمة الاستراتيجية للمنتدى"، وتعزيزاً للتعاون بين أطرافه.

وجاء الترحيب المصري عقب اجتماع عقدته مجموعة العمل لمنتدى غاز شرق المتوسط، عبر دائرة تلفزيونية مغلقة، لمناقشة عدد من الأمور التنظيمية لتفعيل أنشطة المنتدى.

وبحسب "بوابة الأهرام"، استعرض المجتمعون إجراءات انضمام أعضاء جدد ومراقبين للمنتدى، "في ضوء اهتمام العديد من الدول بالانضمام إلى المنتدى كأعضاء أو مراقبين".

استعداء لتركيا

كان حديث وزير الدفاع التركي خلوصي أقار قبل أشهر واضحاً عندما وجّه كلامه إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، إذ قال إنها نفذت أعمالاً مضرّة في ليبيا وسوريا، وستحاسبها تركيا على ما فعلت في المكان والزمان المناسبين.

أقار ذهب في كلامه إلى أكثر من ذلك، حيث وصف أبو ظبي بأنها "تدعم المنظمات الإرهابية المعادية لتركيا" قصد الإضرار بأنقرة، داعياً إياها لأن تنظر إلى ما وصفه بـ"ضآلة حجمها ومدى تأثيرها" وألا تنشر الفتنة والفساد.

ووصف أقار الإمارات بأنها دولة وظيفية تخدم غيرها سياسياً أو عسكرياً، ويجري استخدامها واستغلالها عن بُعد.

وتخوض الإمارات حروباً بالوكالة في كل من ليبيا واليمن وسوريا، حيث تدعم مليشيات الانقلابي حفتر في ليبيا، والمجلس الانتقالي الذي ينادي بانفصال جنوب اليمن عن شمالها، كما أنها أحد مساندي نظام الأسد في سوريا والمحرضين على تنفيذ انتهاكات وقف إطلاق النار في الشمال.

لذلك، تعتبر تركيا خطوة ضمها إلى منتدى شرق المتوسط استهدافاً مباشراً لمصالحها.

وكان المتحدث باسم الخارجية التركي حامد أقصوي قد حذر مطلع العام الدول الأعضاء في المنتدى من التوقيع على ميثاق لتحويل المنتدى إلى منظمة دولية.

وأشار إلى أن إنشاء المنتدى جاء بدوافع سياسية لإخراج تركيا من معادلة الطاقة في شرق المتوسط، مضيفاً أنه لو كان الهدف الحقيقي من المنتدى هو التعاون، لجرت دعوة كلّ من تركيا وجمهورية شمال قبرص التركية إليه.

وأكد أن إنشاء مثل هذه التكتلات ضد تركيا وقبرص التركية، لن يساهم في تحقيق السلام والتعاون في المنطقة، مشدداً على أن أي مبادرة تجري في شرق المتوسط دون وجود تركيا وقبرص التركية فيها، لن يُكتب لها النجاح.

وتؤكد أنقرة دائماً إصرارها على حماية حقوقها ومصالحها المشروعة في البحر المتوسط، إضافة إلى حقوق ومصالح القبارصة الأتراك.







TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً