دول عربية مثل لبنان وتونس قررت استئناف الدراسة بينما أرجأتها دول أخرى مثل المغرب إلى سبتمبر/أيلول المقبل. (AFP)
تابعنا

مع إعلان عدد من الدول حول العالم استئناف الدراسة وتحديد أخرى لمواعيد عودتها، خلال الفترة المقبلة، تصاعدت تحذيرات مسؤولي الصحة، وانتشرت تقارير عن إصابات كبيرة في صفوف الأطفال العائدين إلى مدارسهم، ما تسبب في حالة من الخوف لدى الأهالي.

وقال الإعلام الإسرائيلي إن السلطات قررت إخضاع نحو 10 آلاف طالب للحجر المنزلي بعد إصابة 217 من زملائهم ومعلميهم بفيروس كورونا. وأضافت قناة "كان" أن وزارة التعليم قررت إغلاق 13 مدرسة بإسرائيل، في ظل استمرار تفشي الفيروس بين الطلاب، وذلك بعد إغلاق 18 مدرسة الاثنين.

فيما قرر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في أعقاب مشاورات أجراها مساء الثلاثاء، مع وزراء ومسؤولين بحكومته عدم تعليق الدراسة في أي من المراحل التعليمية، حسب المصدر ذاته.

تشكل الحالة الإسرائيلية تحذيراً مبكراً لما يمكن أن تكون عليه أوضاع استئناف الدراسة في أماكن أخرى، فرغم تحذيرات مسؤولي الصحة حول العالم بضرورة التأني في إعادة مؤسسات التعليم لما كانت عليه قبل جائحة كورونا، إلا أن بعض الدول العربية مثل لبنان وتونس استأنقت الدراسة بالفعل، ودول أخرى تفكر في ذلك.

دولة جنوب أفريقيا من جهتها قررت إرجاء موعد فتح المدارس أسبوعاً آخر بعدما كان مقرراً في الأول من يونيو/حزيران، نظراً لأن عدداً كبيراً من المدارس غير مستعد لاستقبال التلاميذ.

وكانت خطة عودة الدراسة في آخر عامين بالمرحلتين الابتدائية والثانوية، في الأول من يونيو/ حزيران قد أتت بنتائج عكسية بعدما حثت نقابات المعلمين أطقم العاملين في المدارس على تحدي أوامر الحكومة قائلة إن المدارس لا تملك معدات الوقاية للحفاظ على سلامة المدرسين والتلاميذ.

وقالت الوزارة إنها اتخذت قرارها بعد تلقي ثلاثة تقارير تثير المخاوف بشأن حالة الاستعداد.

وأضافت "يشعر مجلس وزراء التعليم بالقلق من أن معدات الوقاية الشخصية للدارسين على وجه الخصوص لم تصل إلى بعض الأقاليم وبعض المدارس ليست مستعدة لوصول المدرسين والدارسين".

وفي الإطار ذاته، قرر المغرب تمديد إغلاق المدارس حتى أيلول/سبتمبر الذي يصادف موعد الدخول المدرسي المقبل مع الاقتصار على إجراء امتحانات البكالوريا، في سياق إجراءات التصدي لانتشار جائحة كورونا، حسب ما أعلنه وزير التربية الوطنية.

ونقلت وكالة الأنباء المغربية عن الوزير سعيد أمزازي قوله إن التحاق التلاميذ بالمدارس سيجري في أيلول/سبتمبر المقبل، حيث علقت الدراسة في المملكة منذ منتصف آذار/مارس بسبب تداعيات الوباء، مع اعتماد نظام للدروس عن بعد.

لكن مع بدء عودة مظاهر الحياة الطبيعية والتخلص من القيود التي فرضت خلال جائحة فيروس كورونا يزداد الاهتمام بالكيفية التي يتأثر بها الأطفال بالفيروس ويُطرح السؤال: هل يجب استئناف الدراسة أم أنه من المبكر استئناف العملية التعليمية بوضعها الطبيعي؟

تقول المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها إن عدد حالات الإصابة بكوفيد-19 الناتج عن فيروس كورونا بين الأطفال أقل منها بين البالغين.

ويوضح المركز أن حوالي 2% من حالات الإصابة المؤكدة في الولايات المتحدة كان أصحابها دون سن 18 عاماً. ويبلغ هذا المعدل في الصين 2.2% و في إيطاليا 1.2% وفي إسبانيا 0.8 % وفقاً لما تقوله المراكز.

لكن خبراء الأوبئة يقولون إن هذه المعدلات لا تتضمن على الأرجح الأطفال الذين لا تظهر عليهم أعراض المرض كما هو الحال بالنسبة لعموم السكان٫ وذلك لأنه نادراً ما تجري فحوص لمن لا تظهر عليهم الأعراض.

كما نبه الأطباء إلى ضرورة التأهب لظهور حالات إصابة بمتلازمة التهابية نادرة تهدد الحياة تصاحب الإصابة بكوفيد-19 في الأطفال يتردد أنها تشبه مرض كاواساكي.

الأطفال هم المصدر الأولي للعدوى في أقل من 10% من حالات المصابين بفيروس كورونا (كوفيد-19)

دراسة لجامعة كوينزلاند

لاحظت دراسة حديثة مجموعة من بؤر الإصابة الأسرية على المستوى الدولي بكوفيد-19 وتوصلت إلى أن الأ طفال هم المصدر الأولي للعدوى في أقل من 10% من الحالات.

ونُشر تقرير الدراسة التي أجرتها جامعة كوينزلاند على منصة إس.إس.آر.إن للأبحاث غير المنشورة في أبريل/نيسان، وقٌدم إلى دورية لانست الطبية لمراجعته من قبل المختصين.

وقد توصلت عدة دراسات صغيرة في دول مثل إيران وفرنسا إلى استنتاجات مماثلة وكذلك المعهد الوطني للصحة العامة والبيئة في هولندا.

وقال باحثون في معهد علوم الفيروسات بجامعة شاريتيه في برلين إن تحليلاً أجري في وقت سابق من العام الجاري لنحو 4000 عينة إيجابية توصل إلى أن الحمل الفيروسي لا يختلف بقدر كبير في صغار السن عنه في الكبار٫ الأمر الذي دفعهم إلى التحذير من التوسع في إعادة فتح المدارس.

مسؤول الصحة العامة في الولايات المتحدة أنتوني فاوتشي حذر من مخاطر إعادة فتح المدارس الأمريكية على الأطفال

رويترز

ورغم التحذيرات طبقت دول مثل الدنمارك وسويسرا وهولندا وكندا إجراءات صارمة في المدراس التي استؤنفت الدراسة فيها، وسعت لتطبيق طقوس جديدة في المؤسسات التعليمية، منها عمليات فحص مستمرة لدرجات حرارة الطلبة، و إجراءات تباعد اجتماعي بين التلاميذ والمعلمين، وعمل فواصل بلاستيكية حول مقاعد التلاميذ. إضافة إلى نشر معقمات الأيدي في قاعات الدراسة والممرات.

استأنفت تونس الدراسة لطلاب نهائي التعليم الثانوي، بعد عطلة إجبارية فرضها تفشي فيروس كورونا (AFP)
إسرائيل قررت في مطلع مايو/آيار الماضي إعادة فتح المدارس تدريجيا بعد توقف دام نحو شهرين عن الدارسة (Reuters)
TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً