عامل إزالة ألغام أوكراني يفحص حفرة بعد هجوم صاروخي على قرية روهان بالقرب من خاركيف (AFP)
تابعنا

اتهمت روسيا الثلاثاء أوكرانيا بمواصلة قصف محطة زابوريجيا للطاقة النووية بشكل يومي، محذرة من أن ذلك قد يؤدي إلى "وقوع حادث إشعاعي ستكون له عواقب وخيمة على القارة الأوروبية بأكملها".

وقال مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة السفير فاسيلي نيبيزيا، في كلمته خلال جلسة مجلس الأمن الدولي الطارئة التي دعت إليها موسكو: "تواصل القوات المسلحة الأوكرانية قصف أراضي محطة زابوريجيا يومياً تقريباً، بأسلحة غربية ووقعت أضرار في بعض المرافق بالمحطة".

وحذر نيبيزيا، من أن هكذا هجمات "قد تؤدي إلى وقوع حادث إشعاعي ستكون له عواقب وخيمة على القارة الأوروبية بأكملها". وانتقد "عدم صدور أي إدانة من الأمين العام للأمم المتحدة (أنطونيو غوتيريش) بشأن قصف المحطة النووية".

لكنّ ردّ السفير الأوكراني سيرجي كيسليتسيا لم يتأخّر إذ قال: "لا يمكن لأحد أن يتخيّل أن تستهدف أوكرانيا محطة للطاقة النووية ممّا يخلق خطراً هائلاً بحدوث كارثة نووية على أراضيها".

وأضاف أنّ روسيا "لديها مرة أخرى الجرأة لعقد اجتماع لمجلس الأمن لبحث استفزازاتها وأعمالها الإرهابية"، معرباً عن أسفه "لخسارة ساعة من الوقت للاستماع إلى كمّ هائل من التصريحات الوهمية".

استعادة شبه جزيرة القرم

من جهته، تعهد الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، في كلمة خلال افتتاحية قمة منصة القرم، وقبل يوم من ذكرى استقلال أوكرانيا عن الاتحاد السوفييتي الثلاثاء باستعادة السيطرة على شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا إليها عام 2014.

وقال زيلينسكي: "نحتاج إلى الانتصار في المعركة ضد العدوان الروسي، وبالتالي نحتاج إلى تحرير شبه جزيرة القرم من الاحتلال الذي سينتهي من حيث بدأ".

وأضاف: "بدأ تدهور روسيا مع الاستيلاء على القرم. بدأ بالإرهاب ضد شعب تتار القرم، السكان الأصليين لشبه الجزيرة. بدأ بالقمع على أسس دينية، والذي ربما أصبح أكبر اضطهاد ديني في أوروبا في القرن الحادي والعشرين ضد المجتمع المسلم هناك".

ومضى قائلاً إن "القرم كانت ولا تزال لأوكرانيا، وستصبح بعد إنهاء الاحتلال، إلى جانب دولتنا بأكملها، جزءاً من الاتحاد الأوروبي".

أسلحة إضافية لأوكرانيا

ومع تواصل الهجوم الروسي على أوكرانيا، تواصل دول غربية دعمها العسكري لكييف، إذ أعلنت ألمانيا الثلاثاء أنّها ستزوّد أوكرانيا بأسلحة إضافية تناهز قيمتها 500 مليون يورو، مشيرة إلى أنّ قسماً كبيراً من هذه الأسلحة ستتسلّمه كييف اعتباراً من العام المقبل.

وقال متحدّث باسم الحكومة الألمانية لوكالة الصحافة الفرنسية، إنّ بلاده ستزوّد أوكرانيا خصوصاً بثلاث منظومات للدفاع الجوي من طراز آيريس-تي، و"نحو عشر مدرّعات لسحب الدبّابات، و20 قاذفة صواريخ مثبّتة على شاحنات صغيرة"، بالإضافة إلى "ذخيرة دقيقة وأجهزة مضادّة للطائرات المسيّرة".

ومع دخول الهجوم الروسي على أوكرانيا شهره السابع، شدد الغربيون لهجتهم تجاه روسيا، إذ اتّهمت الولايات المتحدة روسيا الثلاثاء بالسعي لتكثيف هجماتها على أوكرانيا.

والثلاثاء، كشف مسؤول أمريكي أنّ الولايات المتّحدة ستعلن الأربعاء مساعدة عسكرية إضافية بقيمة ثلاثة مليارات دولار لأوكرانيا، في أكبر حزمة دعم أمني أحادية لكييف منذ بدء الغزو الروسي.

وفي مجلس الأمن، تبادلت موسكو وكييف الاتهامات بتعريض محطمة زابوريجيا النووية للخطر، في حين دعا الأمين العام أنطونيو غوتيريش الجانبين إلى وقف كل الأنشطة العسكرية في محيط المنشأة.

وفي حين دعت فرنسا إلى عدم إظهار "أي ضعف" أمام موسكو، أجرى وزير خارجية روسيا سيرجي لافروف ونظيرته الفرنسية كاترين كولونا مباحثات حول الزيارة المحتملة لمفتشين من الوكالة الدولية للطاقة الذرية لمحطة الطاقة النووية الأوكرانية في زابوريجيا.

وتعهد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الثلاثاء بأن يتواصل دعم الاتحاد الأوروبي لأوكرانيا، التي تواجه الهجوم الروسي، "على المدى الطويل".

من جانبها، حذّرت السفارة الأمريكية في كييف الثلاثاء من أن روسيا قد تضرب منشآت مدنية ومباني حكومية في أوكرانيا "في الأيام المقبلة"، داعية المواطنين الأمريكيين إلى "مغادرة أوكرانيا اعتباراً من الآن".

من جانبه، أكّد وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يراهن على أن رد الاتحاد الأوروبي الموحّد على هجومه لأوكرانيا سيتصدّع، إذ إن الأسعار المرتفعة تؤثر بشدة على الناخبين الأوروبيين.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً