بدأ الانسحاب التدريجي للمعتصمين من أمام السفارة الأمريكية (AFP)
تابعنا

لا تزال مشاهد الكر والفر أمام السفارة الأمريكية في بغداد متصدرة الساحة العراقية، بعد أن اقتحم عشرات المحتجين الثلاثاء، حرم سفارة واشنطن في بغداد، وأضرموا النيران في بوابتين وأبراج للمراقبة، قبل أن تتمكن قوات مكافحة الشغب من إبعادهم إلى محيط السفارة.

ويأتي هذا التطور رداً على غارات جوية أمريكية استهدفت الأحد، مواقع لكتائب حزب الله العراقي، أحد فصائل "الحشد الشعبي" بمحافظة الأنبار (غرب)، ما أسقط 28 قتيلاً و48 جريحاً بين مسلحي الكتائب.

وبدأ الانسحاب التدريجي للمعتصمين من أمام السفارة الأمريكية ظهر الأربعاء، حسب وكالة الأنباء العراقية. ودعا الحشد الشعبي أنصاره إلى الانسحاب من محيط السفارة الأمريكية، احتراماً لقرار الحكومة، الأمر الذي قد يعني إيقاف هذه الجولة من التصعيد بين واشنطن والحشد الشعبي.

اتهام مباشر لقادة الحشد

ورداً على تداول صور كل من رئيس "هيئة الحشد الشعبي" فالح الفياض، ونائبه أبو مهدي المهندس، وزعيم "تحالف الفتح" هادي العامري، وأمين عام "عصائب أهل الحق" قيس الخزعلي، خلال مشاركتهم في الاحتجاجات أمام السفارة، اتهم وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو الأربعاء، قادة من "الحشد الشعبي" العراقي بتدبير الهجوم على السفارة الأمريكية لدى العاصمة بغداد.

ونشر بومبيو في تغريدة له على تويتر، صور أربعة من قادة الحشد، واصفاً إياهم بأنهم "إرهابيون أتباع لإيران"، واتهمهم بأنهم من "دبروا الاعتداء" على سفارة بلاده في بغداد.

وقال الوزير الأمريكي: "لقد نُظم الهجوم من قبل الإرهابيين أبو مهدي المهندس وقيس الخزعلي، وحرض عليه الوكلاء الإيرانيون هادي العامري وفالح الفياض".

وفي السياق، شدد بومبيو على ضرورة ألا يجري "الخلط" بين الاعتداء على السفارة الأمريكية واحتجاجات الشعب العراقي المستمرة في البلاد منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وأضاف: "لا بد ألا يتم الخلط بين الاعتداء على السفارة الأمريكية والجهود المشروعة للمحتجين العراقيين، الذين خرجوا في الشوارع منذ أكتوبر/تشرين الأول لصالح شعب العراق، وإنهاء الفساد الذي يصدره النظام الإيراني".

إيران: انتقام من الحشد

وعلى صعيد آخر، قال المرشد الإيراني علي خامنئي الأربعاء، إنّ الولايات المتحدة "تنتقم" من الحشد الشعبي بالعراق، لهزيمته تنظيم "داعش" الإرهابي.

جاء ذلك في كلمة لخامنئي بفاعلية محلية في العاصمة طهران، تعليقاً على اتهام الإدارة الأمريكية إيران، بالوقوف وراء الاعتداء على سفارة واشنطن بالعاصمة العراقية بغداد.

وأضاف خامنئي: "انظروا ماذا تفعل الولايات المتحدة في العراق وسوريا، هي تنتقم من الحشد الشعبي لهزيمته داعش. الحشد دمر داعش الذي أوجدته الولايات المتحدة، وهم (الأمريكيون) الآن ينتقمون".

وفي وقت سابق، رفضت إيران على لسان متحدث وزارة خارجيتها بهرام قاسمي، اتهامات المسؤولين الأمريكيين لها بالمسؤولية عن الهجوم على السفارة الأمريكية في العاصمة العراقية بغداد.

هل استفاد الحشد من الهجوم الأمريكي؟

في الأشهر الأخيرة، خرجت تظاهرات عراقية مستهدفة النفوذ الإيراني في العراق، وطالبت الاحتجاجات في الشوارع بوضع حد لنفوذ طهران والفساد المتفشي، بينما تراجع الغضب تجاه الأمريكيين مع تراجع دورهم في المشهد العراقي.

لكن الغارات الجوية الأمريكية الأخيرة على مليشيات تتهم بتلقي دعم إيراني جعلت واشنطن مركز العداء الجماهيري، ما قلل من حدة الغضب تجاه طهران ووكلائها، حسبما ورد في تقرير لصحيفة نيويورك تايمز الأمريكية.

ويشهد على ذلك أيضاً اتهام قادة عراقيين الولايات المتحدة الاثنين، بانتهاك سيادة العراق إذ أعربوا عن خشيتهم من أن يؤدي تصاعد التوترات بين الولايات المتحدة وإيران إلى حرب بالوكالة على الأراضي العراقية.

وكانت إدارة ترمب قد فرضت عقوبات اقتصادية على ثلاثة قادة مليشيات هذا الشهر، بينهم قائد كتائب حزب الله التي استهدفها الهجوم الأمريكي. واتهمت الولايات المتحدة تلك المليشيات بالمشاركة في هجوم غير مبرر على المحتجين المناهضين للحكومة أسفر عن مقتل 15 شخصاً.

وتؤكد الولايات المتحدة أن الضربات كانت رداً انتقامياً على أكثر من 30 صاروخاً أطلقتها كتائب حزب الله على قاعدة عسكرية عراقية قرب كركوك يوم الجمعة، ما أسفر عن مقتل متعاقد أمريكي وجرح أربعة جنود أمريكيين وجندين عراقيين.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً