المحتجون السودانيون يحمّلون المجلس العسكري المسؤولية عن مقتل طلاب في احتجاجات مدينة الأبيض (AFP)
تابعنا

يتواصل التصعيد الميداني في السودان بين المحتجين والأجهزة الأمنية والعسكرية، على الرغم من إعلان قوى الحرية والتغيير استئناف المفاوضات المباشرة الثلاثاء، مع المجلس العسكري الانتقالي الحاكم بخصوص "الإعلان الدستوري".

وشهدت مدينة الأبيض بولاية شمال كردفان أحداثاً دامية الاثنين، إذ تَعرَّض متظاهرون غالبيتهم من الطلاب لطلقات نارية، يقول المحتجون إن قناصة تابعين للمجلس العسكري انتشروا فوق أسطح البنايات وجّهوها إليهم، مما أسفر عن سقوط 8 قتلى وعدد من المصابين.

احتقان شعبي

اندلعت مظاهرات عنيفة في مدينة بحري بالعاصمة السودانية الخرطوم، تنديداً بسقوط قتلى وجرحى في الاحتجاجات التي شهدتها مدينة الأبيض.

من جهته أصدر تجمُّع المهنيين السودانيين، الذي يُعَدّ أبرز مكونات قوى الحرية والتغيير التي تقود الحراك الشعبي منذ بدايته، بياناً حمّل فيه المجلس العسكري المسؤولية عن سقوط الضحايا، واتهمه بأنه "فاشل في المهمة التي ادَّعاها، وهي حماية الوطن والمواطنين".

وأكّد التجمع في بيانه أنه لن يقف هذه المرة "عند تحميل المجلس العسكري مسؤولية مجزرة الأبيض التي حدثت اليوم، ولن نستمر في انتظار موقف جدِّي من سفَّاكي دم الأبرياء من المتظاهرين السلميين، بل سنواصل كصانعين للفعل، فالشوارع منتصبة والطريق فسيح"، مشدداً على أن "مطلبنا الآني والعاجل هو القبول بالإعلان الدستوري المُعدَّل من قوى الحرية والتغيير دون شروط وقيود أو تأنٍّ".

تجمع المهنيين السودانيين #بيان جماهير شعبنا الأبي، تأبى الفجيعة أن تفارق ديارنا، ويأبى الحزن أن ينحسر، وتبرز في كل...

Posted by ‎تجمع المهنيين السودانيين‎ on Monday, 29 July 2019

مستقبل العملية السياسية

قال القيادي في قوى الحرية والتغيير حبيب عبيد إن المجلس العسكري يتعمد "التهاون بأرواح السودانيين وعدم احترام عهوده"، بما قد يشي بأنه "يريد تعطيل العملية السياسية".

وأشار عبيد في حديث لـTRT عربي إلى أن هذه الأحداث تأتي قبل يوم واحد فقط من استعداد اللجنة الفنية المشكَّلة من المعارضة، للتفاوض حول المسوَّدة الدستورية، المنوطة بتحديد طبيعة مجلس السيادة الذي سيدير المرحلة الانتقالية.

واتهم المعارض السوداني المجلس العسكري الحاكم بـ"التنسيق مع النظام البائد وكتائب الظل الموالية له"، مؤكّداً أنه "لا يمكن لأي شخص يريد تحقيق مصلحة البلاد أن يسمح بأن تُفرَّق المواكب السلمية باستخدام الرصاص الحي وقتل المتظاهرين".

حميدتي في القاهرة

بالتزامن مع ارتفاع حدة التوتر بين المحتجين والمجلس العسكري الحاكم، يُجري نائب رئيس المجلس محمد حمدان دقلو (حميدتي)، أولى زياراته للقاهرة، ويلتقي خلالها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بهدف مناقشة "تطورات الموقف الحالي في السودان، وجوانب العلاقات الثنائية بين القاهرة والخرطوم"، على نحو ما أُعلن رسميّاً وفق بيان أصدرته الرئاسة المصرية.

وأكد السيسي خلال اللقاء ما سمّاه "الموقف الاستراتيجي الثابت لبلاده تجاه دعم استقرار وأمن السودان وشعبه الشقيق".

استقبل السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم الفريق أول محمد حمدان دقلو "حميدتي"، نائب رئيس المجلس العسكري الانتقالي...

Posted by ‎المتحدث الرسمي لرئاسة الجمهورية-Spokesman of the Egyptian Presidency‎ on Monday, 29 July 2019

وتكتسب زيارة حميدتي للقاهرة، التي بدأها الاثنين وتستمر ليوم واحد فقط، أهمية خاصة في هذه الأثناء، نظراً إلى التخوُّفات التي عبّر عنها ممثلو الحراك الاحتجاجي في السودان في أكثر من مناسبة، من احتمالية استيلاء الجيش على السلطة مثلما حدث في مصر، عقب الانقلاب العسكري الذي قاده وزير الدفاع حينها عبد الفتاح السيسي، في منتصف عام 2013.

ويتولي المجلس العسكري الانتقالي الذي تؤيّده القاهرة علناً، السلطة عقب عزل الرئيس عمر البشير، في 11 أبريل/نيسان الماضي، تحت وطأة احتجاجات شعبية بدأت أواخر العام الماضي تنديداً بتردِّي الأوضاع الاقتصادية، قبل أن تأخذ طابعاً سياسيّاً وسط مطالبات برحيل جميع الوجوه المحسوبة على البشير وتسليم السلطة فوراً للمدنيين.

وتأتي زيارة حميدتي بعد أيام من زيارة رئيس أركان الجيش السوداني الموقوف حالياً هاشم عبد المطلب أحمد بابكر، القاهرة في 17 يوليو/تموز الجاري، الذي اتهمته السلطات السودانية لاحقاً بتدبير محاولة انقلاب في البلاد.

TRT عربي
الأكثر تداولاً