تبادل الجيش السوداني وقوات الدعم السريع الاتهامات بخرق الهدنة المعلنة بين الجانبين، فيما أعلن الأمين العامّ للأمم المتحدة عن أسفه لإخفاق المنظمة في وقف الحرب.
وبينما اتهم الجيش قوات الدعم السريع بخرق الهدنة والاستمرار في الخروقات المتمثلة في القصف العشوائي، ذكرت الأخيرة أنها تصدّت لهجوم على مواقع تمركز قواتها في منطقة وسط الخرطوم.
وقال الجيش في بيان: "جرت اشتباكات مع قواتنا نهار اليوم في منطقة السوق العربية ومحيط القصر الجمهوري انتهت بوقف تحركات العدو وكبدته خسائر كبيرة".
وأضاف: "اعترض العدو (الدعم السريع) قوة من الشرطة قوامها عشرة أفراد على متن عربتين في منطقة السوق العربية، استُشهد منهم خمسة وجُرح أربعة وأُسر واحد".
وأضاف: "لم يلتزم المتمردون الهدنة المعلنة واستمروا في الخروقات المعتادة التي تتمثل في القصف العشوائي لبعض المواقع وما حولها من مناطق سكنية وأعمال تخريب المنشآت الحيوية ونهب ممتلكات المواطنين والمحلات التجارية والبنوك، وتنفيذ بعض التحركات العسكرية".
في هذه الأثناء ذكرت قوات الدعم السريع في بيان أنها "تصدّت لمغامرة من قوات الانقلابيين وفلول النظام البائد بزيّ قوات شرطة الاحتياطي المركزي حاولت الهجوم على مواقع تمركز قواتكم الباسلة في منطقة وسط الخرطوم قرب موقف شروني صباح اليوم الأربعاء، في اختراق مفضوح للهدنة المعلنة".
وأشارت إلى "تدمير 4 عربات لاند كروزر واستلام 5 عربات لاند كروزر وبوكس وتدمير 4 دبابات واستلام واحدة بحالة جيدة".
والثلاثاء أعلنت حكومة جنوب السودان أن قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو "حميدتي " اتفقا من حيث المبدأ على هدنة جديدة مدتها 7 أيام تبدأ الخميس المقبل، وتسمية ممثلين عنهما للانخراط في مفاوضات سلام".
إخفاق في وقف الحرب
في السياق نفسه أبدى الأمين العامّ للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أسفه لـ"إخفاق" المنظمة في وقف الحرب في السودان، حيث تقوّض المعارك المستمرة جهود ترسيخ الهدنة.
وقال غوتيريش لصحافيين في نيروبي إن الأمم المتحدة "فوجئت" بتفجُّر العنف في السودان لأنه كان مأمولاً أن تُثمِر المفاوضات بين عبد الفتاح البرهان ومحمد حمدان دقلو.
وأضاف: "لم نتوقع ذلك، يمكن القول إننا أخفقنا في منع حصول ذلك".
وأشار غوتيريش إلى أن "بلداً مثل السودان عانى كثيراً... لا يمكنه تَحمُّل نزاع على السلطة بين شخصين".
وتزامنت تصريحات غوتيريش مع زيارة للمفوّض الأممي للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث للسودان، غداة إعلان جنوب السودان أن طرفَي النزاع وافقا "مبدئياً"، خلال اتصال مع الرئيس سلفا كير، على هدنة تبدأ الخميس.
وتسود حالة من الفوضى العاصمة السودانية منذ اندلعت المعارك في 15 أبريل/نيسان بين الجيش بقيادة البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة نائبه دقلو الملقب بـ"حميدتي".
ومنذ 15 أبريل/نيسان الماضي يشهد عدد من ولايات السودان اشتباكات واسعة بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، و"الدعم السريع" بقيادة محمد حمدان دقلو "حميدتي"، يتبادل فيها الجانبان الاتهامات بالمسؤولية عن اندلاعها عقب توجُّه قوات تابعة لكل منهما للسيطرة على مراكز تابعة للآخر.
وأسفرت المعارك في الخرطوم ومناطق أخرى، خصوصاً دارفور في الغرب، عن 550 قتيلاً على الأقلّ و4926 جريحاً، حسب بيانات رسمية لوزارة الصحة.
ودفعت الاشتباكات أكثر من 100 ألف آخرين إلى اللجوء إلى دول مجاورة، في تطوُّر دفع إلى التحذير من "كارثة" إنسانية قد تطال تداعياتها المنطقة بأسرها.