السودان.. 97 قتيلاً في الاشتباكات والجيش يستعيد مبنى الإذاعة والتلفزيون / صورة: AFP (AFP)
تابعنا

أعلن الجيش السوداني الاثنين استعادة السيطرة على مبنى الإذاعة والتلفزيون بالعاصمة الخرطوم.

وذكر الجيش في بيان: "قواتكم المسلحة تستعيد السيطرة على مبنى الإذاعة والتلفزيون (بالخرطوم) وإعادة البث" دون مزيد تفاصيل.

والسبت قالت قوات "الدعم السريع" في بيان إنها سيطرت على مباني الإذاعة والتلفزيون خلال المواجهات المسلحة التي اندلعت بين الجانبين.

وفي بيان منفصل ذكر الجيش السوداني أن "الرائد نجم الدين إسماعيل المتحدث الرسمي السابق باسم قوات الدعم السريع أعلن انسلاخه وانضمامه إلى القوات المسلحة".

في السياق، دعا الجيش منتسبي "قوات الدعم السريع" للمسارعة إلى الانضمام إلى القوات المسلحة، معلناً "عدم الاستغناء عن خدماتهم بالتسريح".

وذكر الجيش في بيان: "في ظل هذا المنعطف التاريخي الحاسم، ندعو جميع أبناء بلادنا من منسوبي الدعم السريع للمسارعة بالانضمام إلى القوات المسلحة (..) فنحن نربأ بهم أن يكونوا مطية لخدمة أهداف وأجندة لشخص واحد"، في إشارة إلى قائد قوات "الدعم السريع" محمد حمدان دقلو "حميدتي".

وأشار إلى أن "الدولة لن تستغني عن خدماتهم بالتسريح لأن البلاد لا تزال في أشد الحاجة إلى سواعد بنيها مجتمعة".

وأردف البيان: "نؤكد أن قيادة القوات المسلحة ستظل على عهدها وكلمتها بألا تراجع ولا نكوص عن تنفيذ المسار السياسي الذي التزمته".

من جهته، اتهم قائد "قوات الدعم السريع" السودانية، محمد حمدان دقلو "حميدتي"، رئيس المجلس الانتقالي عبد الفتاح البرهان وجيشه بـ"قصف المدنيين"، ووصفه بأنه "راديكالي إسلامي".

وقال دقلو في تغريدات بالإنجليزية عبر حسابه على تويتر، الاثنين، إنه "يجب على المجتمع الدولي التحرك الآن والتدخل ضد جرائم الجنرال السوداني عبد الفتاح البرهان، الراديكالي الإسلامي الذي يقصف المدنيين من الجو"، وفق تعبيره.

واتهم حميدتي الجيش السوداني بأنه "يشن حملة وحشية ضد الأبرياء ويقصفهم بطائرات الميغ".

وقال: "نحن نقاتل ضد الراديكاليين الإسلاميين الذين يريدون إبقاء السودان معزولاً في الظلام وبعيداً عن الديمقراطية"، متوعداً بـ"مواصلة ملاحقة البرهان وإحضاره إلى العدالة".

وفي وقت مبكر من اليوم الاثنين قالت نقابة الأطباء في بيان إن 97 مدنياً على الأقلّ قُتلوا وأصيب 942 آخرون منذ اندلاع الاشتباكات في السودان.

وجاء في بيان للنقابة أن "ما لا يقلّ عن 97 شخصاً قُتلوا (...) منذ اندلاع الاشتباكات في البلاد السبت"، موضحاً أن الحصيلة لا تشمل كل القتلى، لأن كثيراً منهم لم يُنقلوا إلى المستشفيات بسبب صعوبات التنقل.

من جهتها، أعربت وزارة الخارجية السودانية، عن تقديرها لجهود الدول العربية والإفريقية والمجتمع الدولي بشأن تهدئة الأوضاع في البلاد، لكنها شددت على أن الأمر "شأن داخلي ينبغي حله بعيداً عن التدخلات الدولية".

وذكرت في بيان: "تعرب الوزارة عن تقديرها لجهود الدول العربية والإفريقية والمجتمع الدولي الرامية إلى المساعدة في تهدئة الأحوال بالبلاد، وتود أن تؤكد أن هذا الأمر شأن داخلي ينبغي أن يُترك للسودانيين لإنجاز التسوية المطلوبة فيما بينهم بعيداً عن التدخلات الدولية".

وأضافت أن "الأحداث المؤسفة التي بدأت السبت نتجت عن تمرد قوات الدعم السريع على القوات المسلحة السودانية في عدد من المواقع بالعاصمة وبعض المدن الأخرى".

وأوضحت أن "قوات الدعم السريع هي التي بدأت الهجوم على مقر سكن رئيس مجلس السيادة الانتقالي (عبد الفتاح البرهان) ببيت الضيافة المجاور للقيادة العامة للقوات المسلحة".

وأضافت: "حدث ذلك الهجوم في ذات يوم الاجتماع المقرر بين رئيس مجلس السيادة القائد العام (البرهان) وقائد قوات الدعم السريع (محمد حمدان دقلو)، الأمر الذي يدل على سوء النية من طرف الدعم السريع".

ولفتت إلى أن "كل الوساطات الوطنية والإقليمية والدولية التي سعت (قبل اندلاع الأحداث) لإقناع قيادة الدعم السريع بالاندماج في القوات المسلحة فشلت لتعنُّت أولئك القادة في قبول هذا الأمر".

ولليوم الثالث تشهد العاصمة الخرطوم ومدن سودانية أخرى اشتباكات مسلحة متواصلة بين الجيش السوداني بقيادة البرهان وقوات "الدعم السريع" بقيادة دقلو.

وخلال اليومين الأخيرين ​​​​​​​أعربت عواصم ومؤسسات دولية وعربية وإقليمية عن قلقها من تداعيات القتال، ودعت لوقف فوري للاشتباكات وتغليب الحوار لمعالجة الأزمة الراهنة.

وتبادل الجيش وقوات "الدعم السريع" اتهامات ببدء كل منهما هجوماً على مقار تابعة للآخر بالإضافة إلى ادعاءات بالسيطرة على مواقع تخص كل منهما، فيما وصف الجيش "قوات الدعم السريع" بـ"المتمردة"، في خلاف بدأ بتحريك الأخيرة لقواتها نحو عدة مدن سودانية دون إذن من قيادة المؤسسة العسكرية.

وتوجت الاشتباكات شهوراً من التوترات المتصاعدة بين الجيش وشريكه "قوات الدعم السريع" الذي تحول إلى خصم نتيجة الخلافات حول عملية دمج قوات الدعم بالجيش.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً