أعرب الاتحاد الأوروبي عن "صدمته" من هجمات نفذها مستوطنون ضد فلسطينيين بالضفة الغربية المحتلة، كما طالبت بعثات دبلوماسية لـ10 دول أوروبية إسرائيل بوقف جميع عمليات الهدم والمصادرة بالضفة.
وقال مكتب الاتحاد في الأراضي الفلسطينية، في بيان الجمعة: "مصدومون من هجمات شنها مستوطنون على الفلسطينيين في قرى برقة (قرب نابلس) والمغيّر (قرب رام الله)، ما أدى إلى إصابات وتدمير منازل وممتلكات فلسطينية".
ولفت البيان إلى بيانات سابقة للأمم المتحدة تحدثت عن تصاعد هجمات المستوطنين على الفلسطينيين، مشيراً إلى أن هذه الهجمات "أصبحت أكثر عنفاً".
ودعا الاتحاد الأوروبي، إسرائيل إلى "اتخاذ خطوات حاسمة لضمان المساءلة وحماية السكان المدنيين الفلسطينيين وفقاً لالتزاماتها بموجب القانون الدولي".
وفي وقت سابق الجمعة، أصيب 5 فلسطينيين في اعتداء عشرات المستوطنين بحماية من الجيش الإسرائيلي على مزارعين ببلدة المغيّر شرقي رام الله، وسط الضفة.
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية في بيان، إن "5 مواطنين بينهم إصابة بالرصاص الحي في الرأس وُصفت بالخطيرة وصلت إلى المستشفيات جراء اعتداء المستوطنين والجيش الإسرائيلي على مزارعين في بلدة المغيّر".
من جانبه، أفاد عمدة البلدة، أمين أبو عليا لوكالة الأناضول، بأن المستوطنين أحرقوا 5 مركبات، ومحاصيل زراعية.
وشهدت بلدة برقة قرب مدينة نابلس (شمال) الأربعاء اعتداءات شنها عشرات المستوطنين.
ومنذ شهور تزداد حدة التوتر في مختلف أنحاء الضفة الغربية، وسط مداهمات عسكرية إسرائيلية متكررة للبلدات الفلسطينية.
في السياق ذاته طالبت بعثات دبلوماسية لـ10 دول أوروبية، الجمعة، إسرائيل بوقف جميع عمليات الهدم والمصادرة في الضفة الغربية المحتلة.
جاء ذلك في بيان مشترك صدر عن قنصليات بلجيكا وفرنسا وإيطاليا وإسبانيا والسويد والمملكة المتحدة، والمكاتب التمثيلية لكل من: الدنمارك وفنلندا وألمانيا وأيرلندا، إضافة إلى مكتب ممثل الاتحاد الأوروبي في الضفة الغربية وقطاع غزة.
وطالبت البعثات في البيان "إسرائيل كقوة احتلال بوقف جميع عمليات المصادرة والهدم، وضمان وصول المنظمات الإنسانية في الضفة الغربية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية دون معيقات".
ودعت البعثات الأوروبية "إسرائيل إلى إعادة أو التعويض عن جميع المواد الإنسانية التي يمولها المانحون وجرى هدمها أو تفكيكها".
وأشارت إلى أن القيمة الإجمالية للمواد الممولة من المانحين التي جرى هدمها أو تفكيكها أو مصادرتها من قبل إسرائيل منذ عام 2015، مليون و291 ألف يورو.
ونددت البعثات بهدم السلطات الإسرائيلية مدرسة "جيب الذيب" بمحافظة بيت لحم (جنوب) الممولة من المانحين الأوروبيين.
وأعربت عن قلقها البالغ إزاء التهديد بهدم 57 مدرسة أخرى في الضفة الغربية، والترحيل المزمع للفلسطينيين في مسافر يطا جنوبي الخليل (جنوب)، وإمكانية الهدم الوشيك لقرية "الخان الأحمر" شرقي القدس.
وتهدم السلطات الإسرائيلية بشكل متواصل منشآت فلسطينية بالضفة الغربية، في المناطق المصنفة "ج" بحجة عدم وجود تراخيص للبناء.
وصنفت اتفاقية أوسلو 2 (1995)، أراضي الضفة إلى 3 مناطق: "أ" تخضع لسيطرة فلسطينية كاملة، و "ب" تخضع لسيطرة أمنية إسرائيلية ومدنية وإدارية فلسطينية، و "ج" تخضع لسيطرة مدنية وإدارية وأمنية إسرائيلية وتشكل الأخيرة نحو 60% من مساحة الضفة.