وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين أونروا، هي مؤسسة أممية تأسست قبل 72 عاماً، لتقديم المعونة للفلسطينيين النازحين والمشردين (Onayli Kisi/Kurum/AA)
تابعنا

كشف تقرير لصحيفة لوموند الفرنسية الأربعاء، عن معلومات تفيد بأن المسؤولين الإماراتيين يدرسون خطة عمل تهدف إلى التخلص من وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) تدريجياً، دون جعل هذا الأمر مشروطاً بحلّ مشكلة اللاجئين.

وأكدت الصحيفة أن سعي الإمارات لإنهاء عمل وكالة أونروا، يأتي في إطار تنسيق كامل مع إسرائيل، ما يبرز العلاقات المتطورة والنشاطات المتبادلة بين كل من أبو ظبي وتل أبيب.

يأتي التقرير رغم أن الإمارات كانت المصدر الرئيسي لتمويل أونروا عامَي 2018 و2019، إلى جانب قطر والسعودية، لتعويض توقف الرئيس الأمريكي دونالد ترمب عن تمويل الوكالة وإنقاذها من الإفلاس.

وكان التمويل الأمريكي للوكالة يمثّل سابقاً ثلث ميزانيتها السنوية البالغة 1.24 مليار دولار، قطعها ترمب كلياً عن أونروا في 31 أغسطس/آب 2018، وهو ما أثّر جذريّاً في حياة ملايين اللاجئين الفلسطينيين المعتمدين على خدمات الوكالة في الضفة الغربية وقطاع غزة والأردن وسوريا ولبنان.

ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين أونروا، هي مؤسسة أممية تأسست قبل 72 عاماً، لتقديم المعونة للفلسطينيين النازحين والمشردين، بفعل المجازر التي اقترفتها العصابات الصهيونية عام 1948.

وتُعَدّ الوكالة أحد المصادر الرئيسية لمساعدة الفلسطينيين، وتركز على إعادة توطين اللاجئين، وتسهيل عودتهم الطوعية إلى أوطانهم أو إدماجهم وإعادة توطينهم محلياً، كما توفّر الدعم لملايين الأشخاص بصفتهم لاجئين عقداً بعد عقد، وهو ما يزيد أعدادهم عاماً بعد عام.

صحيفة لوموند الفرنسية أشارت إلى أن أنور قرقاش، وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، لم يستجب لطلبها توضيح الدور الإماراتي في مسألة أونروا.

لكن صحيفة جيروزالم بوست الإسرائيلية علقت على التقرير الفرنسي، بالقول إن أبو ظبي بفعلها ذلك ستلتزم مطلباً طويل الأمد من إسرائيل، يدعي أن الوكالة تعرقل السلام من خلال رعاية اللاجئين الذين يحلمون بالعودة إلى الأراضي التي طُرد منها آباؤهم في عام 1948.

علاقة فريدة

الباحث في معهد دول الخليج العربية بواشنطن حسين إيبش، قال لصحيفة لوموند، إن "عملية التطبيع بين الإمارات وإسرائيل تتقدم بأقصى سرعة، وهي فريدة من نوعها".

وقالت الصحيفة: "تهدف الإمارات إلى الاندماج على جميع المستويات مع إسرائيل، في حين أن الدول الأخرى التي اعترفت بتل أبيب (البحرين والمغرب والسودان) لديها طموحات محدودة للغاية".

وأشارت الصحيفة الفرنسية إلى أن محوراً استراتيجياً جديداً بدأ بالظهور بين إسرائيل والإمارات، مبينة أنه "منذ اتفاق تطبيع العلاقات في منتصف أغسطس/آب الماضي، تضاعفت الاتفاقيات الثنائية في مجالات التكنولوجيا والإعلام وكرة القدم والسياحة، لدرجة أن الإسرائيليين يرون الآن دبي على أنها جنة جديدة".

وقالت الصحيفة إن التناغم بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد يبدو "صادماً"، وأضافت أن محمد بن زايد ليس مضطراً إلى التعامل مع الرأي العامّ المشحون على عكس نظرائه في البحرين والسودان والمغرب، وهذا الأمر من شأنه أن يعزّز التقارب بين الطرفين.

استثمار في معاناة الفلسطينيين

لكن لم يمضِ وقت طويل حتى تَبيَّن أن بعض الاتفاقيات الثنائية بين أبو ظبي وتل أبيب يزيد معاناة الفلسطينيين، فقد أعلن آدم بونر، الرئيس التنفيذي للمؤسسة الأمريكية للتعاون المالي، خلال حفل توقيع رزمة اتفاقيات بين أبو ظبي وتل أبيب في إسرائيل في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تأسيس صندوق "أبراهام" للتنمية، بشراكة إماراتية-إسرائيلية، ويكون مقره القدس، لتنفيذ استثمارات في مجالات تنموية متعددة.

المرصد الأورمتوسطي لحقوق الإنسان أكّد حينها أن على رأس أولويات هذا الصندوق تطوير وتحديث نقاط التفتيش الأمنية الإسرائيلية المنتشرة في الأراضي الفلسطينية المحتلة".



ووجّه المرصد نداءه إلى أبو ظبي بأن "على حكومة الإمارات الامتناع عن أي صفقات مع إسرائيل قد تساهم في انتهاكات حقوق الإنسان ضد الفلسطينيين أو تشجعها".

لكن صحيفة لوموند رأت أن ذلك التعاون الكبير بين أبو ظبي وتل أبيب، سيدفع الإمارات إلى مساعدة إسرائيل في التخلص من "أونروا"، وهو هدف تحاول تل أبيب تحقيقه منذ زمن بعيد.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً