الجنرال ماكنزي: أنا قلق للغاية، بإمكان أي أحد الآن الحصول على المُسيّرات واستخدامها كسلاح بمنتهى البساطة (FARS)
تابعنا

يعتبر رئيس القيادة المركزية الأمريكية، الجنرال كينيث ماكنزي، أن الطائرات المُسيرّة هي "التهديد الأكثر إثارة للقلق" الذي يواجهه الجيش الأمريكي، منذ ظهور العبوات الناسفة في العراق قبل 15 عاماً، وفق تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال".

فقد مكّنت المُسيرّات المتطورة القوات غير النظامية والجيوش الوطنية على السواء، من مهاجمة أهداف استراتيجية بتكلفة منخفضة جداً مقارنة ببقية الأسلحة الحديثة.

وفي أبريل/نيسان الماضي، قال الجنرال ماكنزي: "أنا قلق للغاية، بإمكان أي أحد الآن الحصول على المُسيّرات واستخدامها كسلاح بمنتهى البساطة"، مشيراً إلى إمكانية شرائها عبر الإنترنت أو تجميع أجزائها، لتكون فعّالة في شنّ هجمات تُسبب خسائر كبيرة.

وذكر التقرير أمثلة لتلك الأهداف الاستراتيجية، مثل مهاجمة الحوثيين في اليمن مدرعات باهظة الثمن ومنشآت عسكرية ومصافي نفط وموانئ ومطارات مدنية، بالإضافة لاستخدام المليشيات العراقية المدعومة من إيران، للمُسيّرات، في شنّ غارات على السفارة الأمريكية في بغداد والهجوم على مقر إقامة رئيس الوزراء العراقي مؤخراً، بل وصلت المُسيّرات إلى مرافق ملكية في قلب العاصمة السعودية الرياض.

إحدى التحديات الكبرى التي يواجهها الجيش الأمريكي بسبب "الدرونز"، أن الجيش يركّز في تكوين دفاعاته على تهديد حروب محتملة مع قوى تمتلك جيوشاً متطورة مثل الصين وروسيا، وتضخّ الولايات المتحدة مليارات الدولارات في شراء وصناعة أنظمة دفاعية متطورة استعداداً لذلك من صواريخ وحاملات طائرات عملاقة، لكن تلك الأنظمة الضخمة لا يمكنها مواجهة هجوم منظم بسلسلة من المُسيّرات، ما أربك المعادلة كلها.

لذا، تسابق الولايات المتحدة الزمن حالياً، لتطوير أنظمة دفاعية باستخدام الليزر وتكنولوجيا الميكروويف، تُمكّن من استهداف عدد كبير من المُسيرّات خلال وقت قصير، وقد تولى مكتب جديد بالجيش الأمريكي أُنشئ عام 2020، مهمة البحث عن حلول لمواجهة "الدرونز".

أحد الحلول التي أوجدتها الولايات المتحدة عام 2016، استخدام أجهزة تشويش يدوية، تصعّب مهمة تحديد الهدف على المُسيّرات، وذلك لمواجهة هجوم المُسيّرات الذي كان يشنه تنظيم داعش الإرهابي في العراق، إلا أن ذلك الحل لم يستمر طويلاً.

فسرعان ما تحسّنت قدرات المُسيّرات في التفلّت من التشويش، بل إن تطوير المُسيّرات لشنّ هجوم عبر سرب منها يتحكّم فيها الذكاء الاصطناعي، فاقمت المشكلة.

يسعى سلاح الجو الأمريكي حالياً لتطوير سلاح "مايكروويف عالي الطاقة" للتصدي للمُسيّرات، وتقول إحدى الشركات التي تعمل على ذلك أن إدماج تكنولوجيا المايكروويف بالذكاء الاصطناعي، ستُتيح الاستهداف السريع للمُسيّرات الفردية أو الموجهة كأسراب.

في الوقت نفسه، يؤكد عالِم السياسة والباحث في مكافحة الإرهاب الدكتور أوستن، أن إحراز تقدّم في التكنولوجيا المضادة للمُسيّرات يجب أن يتم بشكل منتظم ومستمر، إذ "بينما يواصل البنتاغون الاستثمار بمليارات الدولارات لإيجاد أنظمة دفاعية، تواصل الجماعات المسلحة الابتكار أيضاً للتفلّت من تلك الأنظمة"، وفق حديثه لـ"وول ستريت جورنال".

يصفها أوستن بأنها "رقصة متواصلة من أجل التكيّف، إذ ستظل المعركة بين الجيوش المنظمة والجماعات المسلحة محكومة بالقدرة على الإبداع وتوقع الخطوة القادمة".

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً