بايدن لم يوقع حتى الآن  ما يُعرف بـ"القرار الرئاسي"، الذي من دونه تبقى سياسات ترمب القديمة والحدّ الأقصى للاجئين البالغ 15 ألفاً سارية المفعول (Brendan Smialowski/AFP)
تابعنا

هتف كثير من اللاجئين في البداية مستبشرين بعهد بايدن، وبدؤوا في حالات عدة تغيير حياتهم للانتقال أخيراً إلى الولايات المتحدة بسبب الإحساس بأنهم تلقوا الضوء الأخضر لفعل ذلك بعد وعود كبيرة بعهد جديد، ولكنهم تُركوا الآن في مأزق استمر 8 أسابيع.

يدور الجدل في العاصمة الأمريكية واشنطن بخصوص سياسة الرئيس الأمريكي جو بايدن حول اللاجئين والهجرة، بعد اتهامه بأنه أخلف وعده سريعاً وانقلب على الوعود التي قطعها في حملته الانتخابية، المتمثلة في رفع القيود التي فرضها سلفه دونالد ترمب على الهجرة واللاجئين، وذلك بخضوعه لضغوط سياسية كبيرة يقودها الجمهوريون.

وذكر تقرير للجنة الإنقاذ الدولية (منظمة إنسانية غير حكومية) أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن في طريقها لتصبح الإدارة التي تقبل بدخول أقلّ عدد من اللاجئين على الإطلاق في تاريخ الولايات المتحدة الحديث، بما في ذلك إدارة الرئيس السابق ترمب التي وُصفت سياساتها في مجال الهجرة بأنها متشددة.

انقلاب بايدن على اللاجئين

تقول صحيفة واشنطن بوست الأمريكية إن بايدن حاول منذ الأيام الأولى لحملته الرئاسية تصوير نفسه على أنه معارض بشكل كامل لترمب عندما يتعلق الأمر بالترحيب باللاجئين داخل الولايات المتحدة.

ووقّعَت إدارة بايدن خلال أسبوعين فقط من توليه الرئاسة أمراً تنفيذياً لدعم البرامج الفيدرالية لإعادة توطين اللاجئين، كما ألغت بعضاً من السياسات السابقة المقيدة للهجرة، بخاصة تلك التي سعت لحظر اللاجئين القادمين من بلدان عربية وإسلامية.

وأعلنت إدارة الرئيس الجديد في فبراير/شباط الماضي رفع الحد الأقصى السنوي لعدد اللاجئين المسموح بدخولهم البلاد من 15 ألفاً -وهو المعدل المنخفض التاريخي لترمب- إلى 125 ألفاً خلال السنة المالية 2022 التي تبدأ في الأول من أكتوبر/تشرين الأول المقبل.

ورغم ذلك كله، لم يفعل بايدن بعدُ الشيء الوحيد الذي من شأنه أن يجعل كل هذه القرارات رسمية، وهو التوقيع على ما يُعرف بـ"القرار الرئاسي"، الذي من دونه تبقى سياسات ترمب القديمة والحدّ الأقصى للاجئين البالغ 15 ألفاً سارية المفعول.

وفي العادة يوقَّع على القرار الرئاسي على الفور تقريباً بعد إعلان السياسات، لكن تأجيله استمر حتى الآن 8 أسابيع دون أن يُبدي البيت الأبيض أسباباً واضحة تبرر هذا التأخير.

الرئيس الأمريكي الذي يقبل لاجئين أقلّ

ويؤكّد تقرير "لجنة الإنقاذ الدولية" الذي صدر الجمعة الماضية أنه في ظل هذه الظروف، قبلت إدارة بايدن حتى الآن 2050 لاجئاً فقط، مشيرة إلى أنه إذا استمر الوضع بالوتيرة الحالية عكس سياسات ترمب، فلن تقبل هذه الإدارة سوى نحو 4510 لاجئين خلال السنة المالية الحالية، أي أقلّ من نصف ما وافقت عليه إدارة ترمب في عامها الأخير.

حسب تقرير لصحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، ناشد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن الرئيس بايدن في اجتماع يوم 3 مارس/آذار، لإنهاء القيود المفروضة على الهجرة منذ عهد ترمب والسماح لعشرات الآلاف من اللاجئين اليائسين بالفرار من الحروب والفقر والكوارث الطبيعية إلى الولايات المتحدة، وفقاً لعديد من الأشخاص المطلعين.

وحسب الصحيفة فإن الرئيس بايدن، الواقع تحت ضغط سياسي شديد بسبب زيادة أعداد الأطفال المهاجرين على الحدود مع المكسيك، لم يحرّك ساكناً، بعد طلب بلينكن.

وماطل مساعدو بايدن، وأخبروا المراسلين ومجموعات الدفاع عن اللاجئين مراراً وتكراراً أن الرئيس لا يزال ينتوي المتابعة في ملف اللاجئين.

لكن تأخير إدارة بايدن كانت له عواقب وخيمة، إذ أُلغيت الرحلات الجوية لأكثر من 700 لاجئ خضعوا لفحوص كاملة وأُصدرت لهم تذاكر السفر إلى الولايات المتحدة بالفعل.

ويحاول أعضاء فريق بايدن التوصل إلى حل وسط يأملون من خلاله إرضاء الرئيس ووكالات إعادة التوطين. وينصّ هذا الحل على الحفاظ في الوقت الحالي على الحد الأقصى لعدد اللاجئين عند 15,000 شخص، حسبما أقره ترمب.

وقد كان من المفترض إخبار إدارة بايدن الكونغرس رسمياً بزيادة أعداد اللاجئين المقبولين خلال الشهور الستة المقبلة إلى 62,500 شخص من الحد السنوي الذي أقرّه ترامب سابقاً بـ15,000 شخص.

وحسب منظمات حقوقية معنية بأوضاع اللاجئين، لا يزال اللاجئون المسلمون متأثرين بشكل غير متناسب بسياسات ترمب التي لا تزال سارية، بخاصة اللاجئون السوريون الذين كانوا المجموعة الأكثر تضرُّراً من هذه السياسات، إذ لم يُقبل منهم سوى 42 خلال السنة المالية الحالية.

مطالبات من داخل الديمقراطيين

طلبت البرلمانية إلهان عمر من إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن عدم الاستمرار في تمويل بناء الجدار الحدودي مع المكسيك.

وكتبت النائبة الديمقراطية عن ولاية مينيسوتا على تويتر، أنه “من المخجل وغير المقبول أن تستمر إدارة بايدن في بناء جدار ترامب العنصري”.

وأعلن البيت الأبيض أنه سيموّل بناء الجدار الحدودي “المحدود” بعد أن أصدر بايدن أمراً تنفيذياً في وقت مبكّر بوقف العمل مؤقتاً في بناء الجدار، الذي كان يمثل بنداً رئيسياً في سياسة الرئيس السابق دونالد ترمب المناهض للمهاجرين.

وأشار تقرير نشرته صحيفة “واشنطن بوست” إلى أن وزير الأمن الداخلي إليخاندرو مايوركاس قد أخبر موظفي دائرة الهجرة أنه بينما وُقفَت الأموال المخصصة للجدار، فإنه يترك مجالاً لاتخاذ قرارات بشأن مناطق معينة من الجدار قد تحتاج إلى ترميم، إضافة إلى مشاريع يجب إنجازها.

وانتقد ديمقراطيون ما وصفوه بالتأخير "غير المبرر" لتوقيع القرار الرئاسي، بخاصة في ظلّ تفاقم أزمات اللاجئين في كل من آسيا وإفريقيا والشرق الأوسط، و"تجاهل" الإدارة الحالية لمعالجة الزيادة الحادة في عدد المهاجرين على الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً