المحقق الأميركي الخاص روبرت مولر (AFP)
تابعنا

ما المهم: على ما يبدو لن تقتصر تحقيقات المحقق الأميركي روبرت مولر على التدخل الروسي في الانتخابات؛ إذ بات مطروحاً على الطاولة الآن محاولات التأثير على الأوساط السياسية الأميركية من قِبل دول في الشرق الأوسط، وتحديداً السعودية والإمارات وإسرائيل.

وأدلى عدد من الشهود المرتبطين بحملة الرئيس الأميركي دونالد ترمب الانتخابية في الفترة السابقة بشهادتهم بعد استجوابهم من قبل فريق مولر، بشأن اتصالاتهم بشخصيات من الدول الثلاث آنفة الذكر.

وكان مولر قد كشف أيضاً خلال الفترة الماضية عن الاشتباه في قناة اتصال بين إدارة ترمب والروس عن طريق اجتماع عُقدَ في جزيرة سيشل مطلع2017، حضره مؤسس شركة بلاك ووتر إيريك برنس وولي عهد أبوظبي محمد بن زايد والرئيس التنفيذي لصندوق الاستثمار المباشر الروسي كيريل ديميترييف، ورجل الأعمال الأميركي لبناني الأصل جورج نادر. فما تفاصيل الشبكة الجديدة المؤثرة في السياسة الأميركية التي قد يتوصل إليها فريق مولر؟

المشهد: جاءت ضمن تحقيقات مولر شهادات مرتبطين بحملة ترمب الانتخابية حسب مصادر لموقع "ذا ديلي بيست" الأميركي. كان مضمون تلك الاتصالات التي جرت مع مسؤولين ورجال أعمال سعوديين وإماراتيين وإسرائيليين حول دائرة مختلفة من الموضوعات، بما في ذلك استخدام تأثير وسائل التواصل الاجتماعي من أجل المساعدة على وصول ترمب إلى البيت الأبيض.

يركّز فريق مولر على هذا الاتجاه الجديد للتحقيق بعد أخذ الإشارات من مايكل فلين المستشار السابق للأمن القومي للرئيس الأميركي، والذي خضع لـ 19 جلسة استجواب ضمن التحقيق في "التدخل الروسي".

وتشير تسريبات أولية من التحقيقات إلى أن فلين أجرى مناقشات مع شخصيات ذات نفوذ من الإمارات والسعودية وإسرائيل، كانت تسعى، ليس فقط لمساعدة حملة ترمب، بل وللتأثير على سياسات إدارته في أيامها الأولى.

وبعد رصد اجتماع سيشل شهد مؤسس شركة بلاك ووتر إريك برنس في نوفمبر/تشرين الثاني 2017 أمام لجنة الاستخبارات بمجلس النواب، أن الاجتماع مع الروسي ديميترييف لم يكن مخططاً له، إلا أن فريق مولر لديه دليل على أن اللقاء لم يكن صدفة، وفقاً لشهادة جورج نادر الذي أكد أن الهدف الرئيس من الاجتماع كان إنشاء قناة اتصال بين الحكومة الروسية وإدارة ترمب.

يُعد صندوق الاستثمار المباشر الروسي برئاسة كيريل ديميترييف، بشكل أو بآخر، تابعاً للحكومة الروسية؛ إذ يُعين رئيسه وإدارته بواسطة الكرملين، ويعمل على تنفيذ أجندة مصالح روسية عن طريق الاستثمار.

يُعرف إيريك برنس مؤسس شركة بلاك ووتر سيئة السمعة بعلاقاته الوثيقة مع شخصيات بارزة حول العالم، حيث عمل سابقاً في قوات العمليات الخاصة بالبحرية الأميركية، وأسس شركة الأمن الخاصة المتّهمة بالتورط في انتهاكات وجرائم بالعراق وأماكن أخرى.

واعتمد فريق مولر بشكل رئيس على اعترافات جورج نادر، وهو رجل أعمال لبناني-أميركي ساعد على تنظيم اجتماع سيشل، كما حضره، وأدلى بشهادته أمام هيئة محلِّفين كبرى، فيما يتحرى المحققون المناقشات بين فريق ترمب الانتقالي ومبعوث الكرملين.

بين السطور: لم يعمل إيريك برنس يوماً بشكل رسمي لصالح حملة ترمب الرئاسية، لكن بحسب CNN، ثمة لقاء جمع برنس وترمب والجنرال مايكل فلين خلال الحملة الرئاسية الأخيرة، كما تبرع برنس بـ250 ألف دولار، دعماً لحملة ترمب، حسب سجلات لجنة الانتخابات الفيدرالية.

ومن المعروف أن إيريك برنس عمل مع شركاء وحكومات في الشرق الأوسط، لمدة طويلة ومن أبرز عملائه الإمارات.

- برنس عمل لصالح عمليات إماراتية خاصة في ليبيا بحسب دورية intelligence online الاستخباراتية.

- تشير صحيفة لوموند إلى أن برنس استقر لثلاث سنوات في أبوظبي التي أعادته إلى الواجهة من جديد، عبر علاقاته مع ولي عهد أبوظبي.

- وفي عام 2011، كشفت صحيفة نيويورك تايمز عن أن أبوظبي وقّعت عقداً مع برنس بقيمة 529 مليون دولار؛ لإنشاء جيش سِرّي من المرتزقة يضم 800 جندي.

تحقيقات مولر طالت أيضاً رجل الأعمال الإسرائيلي جويل زامل الذي تربطه علاقات بدولة الإمارات، وحسب وول ستريت جورنال فإن زامل هو مؤسس العديد من الشركات الاستشارية الخاصة، بما في ذلك شركة تحليلات جماعية تدعى ويكسترات، وشركة تسمّى بيسي غروب وهي شركة استخبارات خاصة سرية.

كما تحدثت صحيفة ABC الإسبانية اليومية عن مشروع بتمويل من الإمارات لغزو قطر من قبل جيش خاص يدربه برنس لهذه المهمة.

وظهرت مؤخراً قصة جديدة لإيرك برنس تتحدث عن مشاركته في تأسيس شركة بمعاونة مديرين بشركة Cambridge Analytica بتمويل إماراتي أيضاً، لعبت دوراً في حصار قطر وتشويهها إلكترونياً.

ما التالي: يقلل الباحث السياسي حسن عمران من مقدار تأثير دول شرق أوسطية على السياسات العامة الأميركية، وإنما يقتصر الأمر، برأيه، على ملفات بعينها، لذا يرى أنه قد يكون هناك تضخيم لمسألة تدخل هذه الدول في السياسات الأميركية.

ويقول عمران لـTRT عربي "السياق الأميركي الآن مفتوح على كامل السيناريوهات، رغم رغبة ترمب في إغلاق هذا الملف تماماً ربما بدوافع شخصية أو دوافع مصالحية مع إسرائيل".

ويشير عمران إلى أنه رغم تحركات الكونغرس الأخيرة بخصوص السياسة الأميركية الخارجية، إلا أن ترمب ما زال يحتفظ بأوراق قوة في يديه كون قرارات الكونغرس لا تزال تحتاج إلى توافق معه.

TRT عربي
الأكثر تداولاً