أمام هول الكارثة التي خلّفتها الزلازل التي ضربت جنوبي تركيا في 6 فبراير/شباط الماضي، هبت الجمهوريات التركية كلها لمواجهة تبعاتها ومساندة الشقيقة تركيا.
أذربيجان أول الواصلين
أذربيجان، الدولة التركية الأقرب إلى تركيا، بدأت منذ اللحظات الأولى التي تلت الزلازل، حشد الجهود على المستويين الحكومي والشعبي، لتقديم المساعدة والدعم للمتضررين.
وبعد ساعات من وقوع الزلازل، أرسلت أذربيجان فرقاً للبحث والإنقاذ مكوّنة من 867 شخصاً، من المتخصصين في مجال البحث والإنقاذ والعمل الطبي وتوفير الرعاية الصحية، فتمكنت الفرق التي كانت أول الواصلين إلى تركيا من انتشال 53 شخصاً على قيد الحياة من تحت الأنقاض.
وفي إطار المساعدات، أرسلت أذربيجان إلى تركيا أكثر من 10 آلاف خيمة، ونحو ألفين و400 مولّد كهربائي، وأكثر من 20 ألف مدفأة، و32 ألف بطانية، ونحو 3 آلاف طن من الموادّ الغذائية، ووفّرت ما يقرب من 15 مليون دولار مساعدات نقدية.
في السياق نفسه زوّدت شركة النفط الحكومية الأذربيجانية (سوكار) سيارات الإسعاف والإطفاء وطواقم هيئة الكوارث والطوارئ التركية "أفاد" بجميع احتياجاتهم من الوقود مجاناً.
كذلك لعبت منظمات مجتمع مدني أذربيجانية مثل "المنصة التركية للوحدة والتضامن" و"منصة الأخوة" و"مؤسسة حيدر علييف"، دوراً نشطاً في جمع ونقل المساعدات إلى تركيا بواسطة 15 طائرة، و395 شاحنة، و25 حاوية.
كازاخستان.. تبرعات بملايين الدولارات
بعد الزلازل التي ضربت قهرمان مرعش، سارعت كازاخستان إلى مد يد العون لتركيا من أجل مواجهة الكارثة.
في هذا الإطار قدمت الحكومة الكازاخستانية، بتعليمات من الرئيس قاسم جومرت توكاييف، دعماً نقدياً عاجلاً لتركيا بمليون دولار، بالإضافة إلى 55 طناً من المساعدات العينية من الاحتياجات الأساسية.
كما تلقّت السفارة التركية في أستانة عبر حساب خاص لمساعدة ضحايا الزلازل، تبرعات من داخل كازاخستان بقيمة 15 مليون دولار، في الوقت الذي أرسلت فيه الحكومة الكازاخية أكثر من 500 طن من المساعدات الإنسانية.
كذلك أقامت مجموعة من المواطنين المتطوعين، أكثر من 100 خيمة كازاخستانية تقليدية في قهرمان مرعش، لإيواء متضرري الزلازل.
إضافة إلى ما سبق، أرسلت كازاخستان فريق بحث وإنقاذ من 100 شخص، للمشاركة في جهود البحث والإنقاذ في غازي عنتاب ونورداغي بولاية هاطاي، حيث تمكنوا من إنقاذ 7 أشخاص من تحت الأنقاض واستخراج 88 جثة بينها 10 جثث لأطفال.
أوزبكستان.. وجبتان يومياً لـ10 آلاف شخص
مباشرة بعد وقوع الزلازل، نظمت مؤسسة الشباب التابعة لغرفة التجارة والصناعة الأوزبكية، وجمعية رجال الأعمال الأوزبكية التركية، ومجلس العلاقات الاقتصادية الخارجية، ومجلس الأعمال التركي الأوزبكستاني، ورابطة الصناعيين ورجال الأعمال المستقلين في تركيا، حملة مساعدات وطنية بالتعاون مع منظمات غير حكومية.
من خلال حملة المساعدات التي نُظمت بالتنسيق مع السفارة التركية في العاصمة الأوزبكية طشقند، جُمع أكثر من 600 ألف دولار من المساعدات النقدية في أوزبكستان اعتباراً من 5 مارس/آذار الجاري، فيما لا تزال الحملة مستمرة.
كما جُمعَت في إطار الحملة كميات كبيرة من الأدوية والمستلزمات الطبية والمواد الغذائية والملابس والأحذية والبطانيات وأكياس النوم وحفاضات الأطفال ومواد التنظيف والمواقد الكهربائية وغيرها، وأُرسلَت إلى المناطق المتضررة في تركيا.
وعقب الزلازل توجّهت فرق البحث والإنقاذ وفرق طبية أوزبكية إلى تركيا للمشاركة في جهود البحث والإنقاذ، وتمكنت من إنقاذ 18 شخصاً من تحت الأنقاض.
في هذه الأثناء عمل طهاة أوزبكيون على تحضير وتوزيع وجبتين من الطعام الساخن يومياً على 10 آلاف شخص في المناطق المتضررة.
قرغيزستان.. خيام ومساعدات بملايين الدولارات
بدورها أرسلت قرغيزيا 55 طنّاً من المساعدات الإنسانية، بالتنسيق مع السفارة التركية في العاصمة بيشكيك، فيما نصبت وزارة حالات الطوارئ في قرغيزيا 124 خيمة في المناطق المتضررة جراء الزلازل.
إضافة إلى ذلك جمعت الحكومة القرغيزية 994 ألفاً و364 دولاراً، ومليوناً و117 ألف دولار، من خلال حملتين لجمع التبرعات نظمتهما وزارة المالية في قرغيزيا.
تركمانستان.. حملات لجمع التبرعات
بالتزامن مع ذلك، شهدت تركمانستان بالتنسيق مع السفارة التركية في العاصمة عشق آباد، تنظيم حملات لجمع التبرعات والمواد الإغاثية.
وجُمعَت 8 آلاف و71 بطانية، و390 فراشاً، و20 مولّداً كهربائياً، و60 مدفأة، و6 مراحيض متنقلة، و11 طن ملابس، و44 طن مواد طبية، و67 طنّ موادّ غذائية، وسُلّمَت لضحايا الزلازل.
وفي 6 فبراير/شباط الماضي ضرب جنوبيّ تركيا وشماليّ سوريا زلزالان عنيفان بلغت قوتهما 7.7 و7.6 درجة على مقياس ريختر، تبعتهما آلاف الهزات الارتدادية العنيفة.
وأودت كارثة الزلازل التي كان مركزها ولاية قهرمان مرعش بحياة عشرات آلاف الأشخاص وخلّفَت دماراً مادّياً ضخماً طال 11 ولاية في الجزء الجنوبي لتركيا.