رئيس النظام السوري بشار الأسد (Reuters)
تابعنا

ما المهم: توالت مؤخراً لقاءات عربية عدة في أوقات متقاربة ولأغراض مختلفة مع الرئيس السوري بشار الأسد، عقب سنوات من محاولات عزله على الصعيد العربي بعد اندلاع الثورة السورية عام2011.

ومع تطورات الأزمة السورية تبدلت مواقف دول عربية كانت تدعم فكرة إسقاط النظام السوري، ودعمت في سبيل ذلك المعارضة بشقَّيها المسلح والسياسي، إلى أن وصل الأسد بدعم عسكري روسي وإيراني إلى مرحلة تفاوض سياسي مع المعارضة، ومعه بدأ بعض الدول العربية في إظهار عدم ممانعتها لإدماج نظامه مرة أخرى في المنظومة العربية، لتخرج إلى العلن خطوات عربية نحو دمشق تمهّد لإعادة تسويق الأسد عربياً، وتطرح تساؤلات عن إمكانية نجاحه في اقتحام المجال العربي مجدداً؟

المشهد: بدأ الرئيس السوداني عمر البشير رحلة كسر عزلة الرئيس السوري، بعد وصوله إلى العاصمة السورية دمشق للقاء بشار الأسد في 16ديسمبر/كانون الأول، ضمن زيارة لم يُعلَن عنها مسبقاً، وهي أول زيارة من رئيس عربي لدمشق منذ اندلاع الثورة السورية.

واستقبل الأسد البشير في مطار دمشق الدولي، ثم توجَّها إلى قصر الشعب حيث عقدا جلسة مباحثات تناولت العلاقات الثنائية وتطورات الأوضاع في سوريا والمنطقة.

على صعيد آخر زار وفد اقتصادي إماراتي بقيادة شركة "داماك" العقارية دمشق مؤخراً، لإقامة مشاريع استثمارية جديدة في المرحلة المقبلة.

وفي نفس التوقيت قالت وسائل إعلام مصرية إن رئيس مكتب الأمن الوطني السوري اللواء علي مملوك، زار القاهرة بدعوة من رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية اللواء عباس كامل.

وأوضحت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية المصرية، أن كامل ومملوك "بحثا مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك بما في ذلك القضايا السياسية والأمنية وجهود مكافحة الإرهاب".

وجاءت تصريحات ملك الأردن عبد الله الثاني في هذا السياق أيضاً، إذ أعلن أن العمل مع النظام السوري سيعود كما كان.

وقال الملك خلال لقائه عدداً من الصحفيين، إن "الأمور في سوريا تتحسن، ونتمنى لسوريا كل الخير"، وأضاف حسب وكالة بترا الأردنية "إن شاء الله الشغل سيرجع مع سوريا كما كان من قبل".

كما أسس عام 2015 مجموعة "تلسا" المتخصصة في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والإنترنت والهندسة والمقاولات، وهي واحدة من الشركات التي قامت باستقبال شركة داماك الإماراتية.

الخلفيات والدوافع: على الرغم من إغلاق عديد من الدول العربية سفاراتها أو خفض تمثيلها الديبلوماسي في دمشق، كما عُلّقَت مشاركة وفود سورية في اجتماعات مجلس الجامعة العربية وجميع المنظمات التابعة لها عقب اندلاع الثورة، فإنه في الفترة الأخيرة صدرت أصوات ليستعيد النظام السوري مقعد سوريا في الجامعة العربية.

وأسَّس النظام السوري خلال الفترة الماضية سلسلة شركات دفعها للتواصل مع دول الجوار من أجل عقد صفقات تساعده في عملية "إعادة الإعمار" التي يسعى لتحقيقها بدعم من روسيا.

كذلك أسَّس عام 2015 مجموعة "تلسا" المتخصصة في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والإنترنت والهندسة والمقاولات، وهي واحدة من الشركات التي استقبلت شركة داماك الإماراتية.

أما على الصعيد الأمني فلم تكن زيارة علي مملوك الأولى للقاهرة، والتي جاءت في 24 ديسمبر/كانون الأول 2018، إذ أتت بعد مرور أكثر من عامين على زيارة أخرى معلنة لرئيس مكتب الأمن الوطني السوري إلى مصر، في منتصف أكتوبر/تشرين الأول 2016.

وقبل تصريحات ملك الأردن الأخيرة بخصوص سوريا، كانت وسائل إعلام أردنية نقلت خبراً عن إرسال الأسد رسالة إلى العاهل الأردني عبر وفد برلماني أردني زار دمشق قبل فترة، ركز فيها على "النظر إلى المستقبل وليس الماضي".

والتقى لأول مرة في مصافحة نادرة، الوزير البحريني خالد بن أحمد آل خليفة، مع الوزير السوري وليد المعلم، في سبتمبر/أيلول 2018.

ما التالي:يقول المحاضر في الجيو-سياسة بجامعة فرساي الفرنسية جلال حرشاوي، لـTRT عربي، إن "الصداقات التي نشهدها مع بقاء بشار الأسد اليوم حقيقة ثابتة، وقد لا يكون لها معنى من وجهة نظر غربية، لكنها تتوافق مع منطق متماسك في نظر موسكو أو أبو ظبي".

أما المحلل السياسي علي باكير فيقول في تصريحات لـTRT عربي، إنه "على الرغم من قرارات المقاطعة ظلّ عديد من الأنظمة العربية يتواصل بشكل أو بآخر مع نظام الأسد سراً وعلناً"، وأضاف "في هذا السياق فإن ما يجري الآن هو إظهار وإعلان لِمَا كان يجري سراً في السابق".

TRT عربي
الأكثر تداولاً