تستمر أعمال رفع ركام المباني التي هدمتها الزلازل في المناطق المنكوبة تمهيداً لبدء عمليات إعادة الإعمار للتعافي من آثار كارثة الزلازل التي ضربت ولايات جنوبي تركيا في السادس من فبراير/شباط الجاري.
وفي هذا الإطار تتواصل أعمال رفع الركام في قضاء ألبيستان التابع لولاية قهرمان مرعش الذي كان مركز ثاني زلزال ضرب الولاية بقوة 7.6 درجة بعد ساعات على الزلزال الأول بقوة 7.7 بمنطقة نورداغي بالولاية ذاتها في 6 فبراير.
وقال محمد صادق تونج نائب والي قيصري والمعين من وزارة الداخلية لمتابعة أعمال رفع الأنقاض وإعادة الإعمار إنه جرى رفع أنقاض 185 مبنى من أصل 342 مبنى تهدم تماماً بسبب الزلازل.
وأضاف أن أعمال رفع الركام تتواصل عبر آليات حفر تابعة لبلديات طرابزون وصامسون وقيصري، وبعدد عمال يصل إلى 4 آلاف شخص، وأنهم يعملون على مدار 24 ساعة في المدينة لتسريع عودة الحياة إلى طبيعتها.
وأشار تونج إلى أن أعمال حصر الأضرار بمركز مدينة ألبيستان متواصلة من قبل وزارة البيئة والتخطيط العمراني، وأنهم سيشرعون فوراً في هدم المباني المهددة بالانهيار.
وفي ولاية شانلي أورفة المتضررة من الزلازل قال رئيس بلدية قضاء أيوبية التابع للولاية إنهم قرروا استخدام أنظمة العزل الزلزالي في مشروع سكني مخطط له في القضاء يضم 1000 منزل.
وأضاف أنهم أعادوا تخطيط المشروع عقب الزلازل التي ضربت المنطقة وقرروا استخدام قواعد العزل الزلزالي إضافة إلى المعايير الأخرى المتبعة للحماية من الزلازل.
وكانت الحكومة التركية أعلنت عن خارطة طريق شاملة بالتعاون مع الخبراء من أجل إعادة الإعمار بعد الزلازل المدمرة التي ضربت جنوب تركيا في 6 فبراير وأثرت على أكثر من 13 مليون شخص.
وبدأت فعلاً أعمال بناء 885 منزلاً في منطقة إصلاحية بولاية غازي عنتاب.
في 21 فبراير أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أنه في غضون عام واحد سيجري إحياء جميع القرى والمدن التي ضربها الزلزال، حيث سيبنى 200 ألف منزل دائم لمتضرري الزلازل في 11 محافظة تركية وهي أضنة وآدي يامان وديار بكر وغازي عنتاب وهاطاي وقهرمان مرعش وكيليس وملاطية وعثمانية وشانلي أورفة وإيلازيغ.
وشارك وزير البيئة التطوير العمراني مراد قوروم خريطة طريق لإعادة إعمار المناطق المتضررة جراء الزلازل.
ووفق للخطة التي تقوم على "مبادئ علمية سريعة وقوية" ستتخذ كل الإجراءات لضمان قدرة المنشآت الجديدة على مقاومة الكوارث. كما ستفحص الأرض لعدة أسباب منها المورفولوجية والجيولوجية والجيوفيزيائية والجيوتقنية والهيدروجيولوجية وتكتونية الزلازل.
كذلك ستواصل السلطات المعنية قياس مقاومة الزلازل في السكنية الجديدة من خلال تقسيم المناطق والدراسات الجيولوجية.
ووفقاً لدراسة الأرض في المناطق السكنية القديمة سيعاد تقييم الخيارات بما فيها وضع قيود لتقسيم المناطق وخفض الكثافة السكانية للمباني وتشييد المباني على أرضية صلبة.
كذلك سيجري حساب المسافة بين المناطق السكنية وخطوط الصدع من قبل الخبراء وتقييم المخاطر.
وسيجري تشييد جميع المباني الجديدة على نموذج إعمار يعرف باسم "من السهل إلى الجبل". وستصمم المدن وفقاً لثقافة المدينة وفنونها وهويتها الطبيعية والتاريخية وبنيتها الاجتماعية والديموغرافية.
في 200 ألف منزل ستعمل وكالة TOKİ الحكومية على تشيدهم خلال شهرين لن يتجاوز أي من البنايات أكثر من ثلاثة أو أربعة طوابق.
وسيشارك العلماء من الجامعات والمهندسين والمعماريين ومخططي المدن في كل مرحلة من مراحل عملية إعادة الإعمار.

ووفق تصريحات للرئيس التركي جرى نصب 300 ألف خيمة، يقيم بها حالياً 865 ألف مواطن، فيما يقيم 23500 مواطن في مراكز إيواء مؤقتة (حاويات).
وأضاف أن نحو 376 ألف تركي يقيمون في أماكن تابعة لوزارة التربية الوطنية ووزارة الشباب والرياضة.
وشدد أردوغان على أنه "جرى تفتيش أكثر من 1.1 مليون مبنى في المنطقة. واتخذ قراراً بهدم 458 ألف قسم مستقل من 139 ألف مبنى، على وشك سقوط".
ولقي أكثر من 42 ألف شخص مصرعهم في الزلازل المتتالية التي ضربت جنوب شرقي تركيا، وفقاً لأحدث الأرقام الرسمية، فيما أصيب آلاف آخرون.