"نحو القدس" حملة شعبية أطلقتها اللجنة الإعلامية ليوم القدس العالمي ترفض صفقة القرن (وسائل التواصل الاجتماعي)
تابعنا

تسارعت خطى الرئيس الأمريكي دونالد ترمب في تنفيذ مشروع خطة السلام الأمريكية للشرق الأوسط بإدارة صهره وكبير مستشاريه جاريد كوشنر، المعروفة إعلامياً بـ"صفقة القرن". فبعد إعلان مساعيها بعقد باكورة مشاريع الصفقة في "مؤتمر البحرين" المزمع عقده أواخر يونيو/حزيران، استمرت في مساعيها لتشمل حصار منظمة الأونروا للاجئين حين دعت واشنطن إلى ضرورة حلها.

لم يردعها عن ذلك الدعوات الفلسطينية لمقاطعة مؤتمر البحرين في ظل ترحيب بعض الدول العربية بها، فهل يدلل ذلك على أن الخطى العربية الرسمية والشعبية منها على وجه الخصوص لا تواجه الصفقة على النحو المتوقع؟ وإن كانت صفقة القرن حاضرة في الخطاب السياسي الدولي، فكيف يقيّم حضورها على المستوى الشعبي بالتزامن مع يوم القدس العالمي الذي يوافق الجمعة الأخيرة من رمضان كل عام؟

صفقة القرن.. نصيب الأسد

أكد العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز خلال كلمته في مؤتمر القمة العربية الطارئ المنعقد في مكة المكرمة أن "القضية الفلسطينية ستظل هي القضية الأولى، حتى ينال الشعب الفلسطيني حقوقه حسب التشريعات والقوانين الدولية".

واحتلت قضية فلسطين والقدس النصيب الأكبر من مقررات القمة الإسلامية في دورتھا الـ14 العادیة، والتي اختتمت في مكة المكرمة فجر السبت،‎ إذ صدر بشأنها 12 بنداً من 102 ‎هي إجمالي البنود، إضافة إلى قرار منفصل.

وأكد وزير الخارجية التركي مولود جاوش أوغلو كذلك في الكلمة التي ألقاها باسم بلاده أمام قمة منظمة التعاون الإسلامي، أن تركيا "لن تسمح بإعادة كتابة التاريخ في فلسطين، ولا مقايضة العدالة بمصالح اقتصادية، ولا بغض الطرف عن الكرامة والشرعية".

وفي السياق ذاته قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مساء الجمعة، في كلمة ألقاها خلال مشاركته في فاعلية بإسطنبول للاحتفال بليلة القدر إن "إرهاب دولة يُمارس بتهور في فلسطين أمام أعين العالم بأسره مستهدفاً القدس أول قبلة للمسلمين".

إرهاب دولة يُمارس بتهور في فلسطين أمام أعين العالم بأسره مستهدفاً القدس أول قبلة للمسلمين

الرئيس التركي رجب طيب أردوغان

بين أيدي الحكومات

تتفاوت الحكومات في المنطقة العربية في ما هو متوقع منها إزاء التصدي لصفقة القرن، يقول في ذلك الدكتور سامي العريان أستاذ الشؤون العامة بجامعة صباح الدين زعيم في إسطنبول لـTRT عربي "هناك حكومات لا يعوّل عليها لكونها جزءاً من المؤامرة بتحالفها مع الكيان الصهيوني، وأخرى غلّبت مصالحها الوطنية الضيقة على القضية المركزية الجامعة في فلسطين سواء كانت مصالح اقتصادية أو أمنية".

ويضيف العريان "هناك حكومات غير معنية تحكمها ضغوط اقتصادية وأمنية، وأخرى عاجزة كلما تحدت الجبروت الأمريكي جاءتها الردود المرهقة لاقتصادها وأمنها، إلى حكومات وضعت قدرها بيد أمريكا".

ينعكس ذلك على سقف العمل لدى شعوب المنطقة والحملات الشعبية في مواجهة صفقة القرن، يقول الدكتور العريان.

ويوضح "معظم أقطار العالم العربي يفتقر إلى أجواء الحرية التي تستطيع فيها الشعوب التعبير عن آرائها، فهي إما مجتمعات لا تسمح بمظاهرات وحراك شعبي كما نرى في بعض دول الخليج وغيرها، وإما مجتمعات حراكها الشعبي مركز في صراعها مع النظام الحاكم المتسلط كما في السودان والجزائر، وإما أنها شعوب أنهكتها الحروب الأهلية كما نرى في اليمن وليبيا وسوريا، وأخرى همشت وأفقرت كما في مصر، إلى مجتمعات ترفض الصفقة ولكن فاعليتها محدودة كما نرى في الأردن".

يوم القدس العالمي: نحو القدس

ورغم تعقد المشهد لدى شعوب المنطقة فإن يوم القدس العالمي حسب العريان "أثبت أن الشعوب لم ولن تتخلى عن القدس، وأن فلسطين ما زالت قلب الأمة وقضيتها المركزية".

يعرف يوم الجمعة الأخيرة من رمضان بيوم القدس العالمي، وعليه فقد تفاعل كثيرون عبر تويتر على هاشتاغ حملة "نحو القدس" التي تنظمها اللجنة الإعلامية احتفالاً بهذا اليوم، وتجاوزت التغريدات على هذا الهاشتاغ 171 ألف تغريدة.

ويرى العريان أن الفاعليات الشعبية لمواجهة صفقة القرن "جيدة لكنها دون المستوى"، مؤكداً ضرورة تفعيلها "من خلال الخروج الشعبي في معظم العواصم لإعلان الرفض التام لهذه الصفقة ولدعم صمود الشعب الفلسطيني، والدعوة إلى توحيده ضد هذه الصفقة ومن ورائه كل الأحزاب العربية القومية الإسلامية ذات البعد الكبير على مستوى الأمة الإسلامية كلها".

يجب تفعيل الدور الشعبي أمام مساعي صفقة القرن من خلال خروج الشعوب في معظم العواصم لإعلان الرفض التام لهذه الصفقة، ولدعم صمود الشعب الفلسطيني، والدعوة إلى توحيده ضد هذه الصفقة ومن ورائه كل الأحزاب العربية القومية والإسلامية

سامي العريان - أستاذ الشؤون العامة بجامعة صباح الدين زعيم
صفقة القرن: تنازلات لصالح إسرائيل

تعتزم واشنطن، بعد شهر رمضان الجاري، إطلاق صفقة القرن، ويتردد أنها تقوم على إجبار الفلسطينيين، بمساعدة دول عربية، على تقديم تنازلات مجحفة لصالح إسرائيل، بخاصة بشأن وضع القدس وحق عودة اللاجئين.

وحسب البنود، فإن القسم الأكبر من فلسطين سيُمنح لإسرائيل، في حين سيتم تكليف دول الخليج بتمويل "الدويلة" الفلسطينية الجديدة.

ومن المخطط وفق الصفقة إقامة دولة فلسطينية جديدة على أراضي قطاع غزة، والضفة الغربية باستثناء الأراضي المحتلة التي تضم مستوطنات إسرائيلية قائمة.

كما تنص الصفقة حسب التسريبات على تخلي حماس عن حمل السلاح مقابل رفع الحصار عن غزة، وإجراء "انتخابات ديمقراطية" في فلسطين، وإطلاق سراح جميع الأسرى الفلسطينيين تدريجياً خلال 3 سنوات.

وفي حال رفضت حماس ومنظمة التحرير الصفقة، ستلغي الولايات المتحدة كل دعمها المالي للفلسطينيين، كما ستمنع الدول الأخرى من مساعدتهم.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً