تقليد الإفطار الجماعي في شهر رمضان المبارك عادة يتوارثها أتراك تراقيا الغربية ويحافظون عليها منذ سنين في شمال شرقي اليونان.
فقُبيل رمضان بأيام تبدأ التحضيرات على قدم وساق، حيث ينظف أهالي منطقتي "غومولجينة" و"أسكجة" (شمال شرق) المساجد ويدهنونها، وخلال الشهر الكريم يطلق الأطفال الألعاب النارية ويتطوع بعض الشباب لقرع الطبول لحظة انتهاء الصيام.

وينظم أهالي المنطقة موائد إفطار جماعي في ساحات المساجد حيث يفطرون معاً مع رفع صوت الأذان، ثم يشكلون صفوفاً لإقامة الصلاة، قبل أن ينظموا برامج ترفيهية للأطفال بعد صلاة التراويح.
مفتي أسكجة، مصطفى ترامبا تحدث عن التقليد المتوارث منذ سنين وأكّد أهمية الإفطار الجماعي في رمضان بالنسبة إلى الأقلية التركية والمسلمة في تراقيا الغربية، حيث يعد رمزاً للوحدة والتضامن والتكامل فيما بينهم.
وتظهر مشاهد الوحدة والتماسك بين أهالي المنطقة على موائد الإفطار كل مساء، وبرامج الإفطار لهذا العام تستهدف الشباب بشكل خاص، وفق ترامبا.

ولفت إلى أنهم يجتمعون بعد أداء صلاة التراويح ويشربون الشاي والقهوة ويتبادلون الأحاديث.
رئيس بلدية مصطفاتشوفا (شمال شرق) رضوان ديلي حسين أفاد بدوره بأن موائد الإفطار الجماعي لا سيما في القرى، تساهم في تعزيز روح الوحدة والتكافل بين الأهالي.
ونُظمت موائد إفطار في رمضان الجاري، في كل من قرى إنهانلي، وفيتشيلي، وشاهين، وبويوك ديربنت، ومصطفاتشوفا في منطقة تراقيا الغربية عامة.
وشارك في الموائد القنصل التركي العام في غومولجينة، أيكوت أونال، ورئيس المجلس الاستشاري للأقلية التركية في تراقيا الغربية ومفتي غومولجينة المنتخب، إبراهيم شريف، ومفتي أسكجة مصطفى ترامبا.

إلى جانب حضور رئيسة حزب الصداقة والمساواة والسلام جيغدام أساف أوغلو في اليونان، ورئيس اتحاد أتراك أسكجة أوظان أحمد أوغلو، فضلاً عن أعداد كبيرة من المواطنين.
وتعد تراقيا الغربية موطناً لأقلية مسلمة تركية يبلغ تعداد سكانها نحو 150 ألف نسمة، وعادة ما يواجهون سياسات التمييز من سلطات أثينا.
وتعارض الأقلية التركية في تراقيا الغربية، تعيين السلطات اليونانية مفتين لهم، وتطالب بإجراء انتخابات بين الأقلية لانتخاب المفتين.
ويعد هذا الإشكال من القضايا العالقة بين اليونان وتركيا، حيث تدعم أنقرة حق أبناء جلدتها في انتخاب مفتيهم بأنفسهم دون تدخل سلطات أثينا.