طالبان تواصل التقدم وتسيطر على سجن قندهار وأمريكا مصممة على الانسحاب (Reuters)
تابعنا

أعلنت حركة "طالبان" الأفغانية، مساء الأربعاء، السيطرة على السجن المركزي لمدينة قندهار جنوبي البلاد، وإطلاق سراح مئات المعتقلين.

وقال المتحدث باسم الحركة ذبيح الله مجاهد، في تغريدة، إنه "جرى السيطرة على السجن المركزي لمدينة قندهار بشكل كامل بعد حصار طويل مساء اليوم".

وأضاف أنه جرى الإفراج عن مئات المعتقلين ونقلهم إلى مكان آمن.

ولفت إلى أن "عناصر أمن السجن استسلموا وسلموا أسلحتهم ومعداتهم" لمقاتلي الحركة.

أمريكا مصممة على الانسحاب

من جهته، أعلن البيت الأبيض أن الولايات المتحدة ماضية في سحب قواتها من أفغانستان بغض النظر عما تحققه حركة "طالبان" من تقدم على الأرض.

ونقلت قناة "الحرة" عن البيت الأبيض، قوله إن الإدارة الأمريكية "تراقب عن كثب تدهور الوضع الأمني في أفغانستان".

وقال البيت الأبيض إن "الولايا ت المتحدة ماضية في سحب قواتها من أفغانستان في الآجال المحددة، بصرف النظر عما تحققه طالبان من تقدم ميداني".

طالبان تواصل التقدم

إلى ذلك، واصلت حركة طالبان السيطرة على عواصم ولايات أفغانية جديدة، إضافة إلى مراكز حيوية، بينها مقرات للجيش.

وقال مسؤول إن مقاتلي حركة طالبان سيطروا على مدينة أخرى في شمال أفغانستان، لتسقط بذلك ثامن عاصمة إقليمية في أيديهم خلال ستة أيام، في الوقت الذي تستكمل فيه القوات الأجنبية العاملة تحت قيادة أمريكية انسحابها من البلاد.

وجاءت سيطرة طالبان على مدينة فايز أباد عاصمة إقليم بدخشان في الشمال الشرقي في الوقت الذي وصل فيه الرئيس أشرف غني إلى مدينة مزار الشريف، كبرى مدن شمال البلاد، لمؤازرة المدافعين عنها بينما تقترب قوات طالبان منها.

وقال جواد مجددي، عضو مجلس محلي الإقليم من بدخشان لوكالة رويترز، إن طالبان ضربت حصاراً على فايز أباد قبل شن هجوم على المدينة يوم الثلاثاء.

وأضاف: "للأسف تراجعت قوات الأمن الوطنية الأفغانية بعد ساعات من القتال الضاري، مع سقوط فايز أباد دان الشمال الشرقي بأكمله لسيطرة طالبان".

ويقع إقليم بدخشان على الحدود مع طاجيكستان وباكستان والصين.

وخسارة المدينة هي أحدث انتكاسة للحكومة التي وجدت صعوبة في إيقاف هجمات طالبان في الشهور القليلة الماضية. وقد أثارت سرعة تقدم قواتها صدمة الحكومة وحلفائها.

طالبان تسيطر على 65% من أفغانستان

وقال مسؤول كبير في الاتحاد الأوروبي إن قوات طالبان تسيطر الآن على 65% من أفغانستان، وإنها تسيطر أو تهدد بالسيطرة على 11 عاصمة إقليمية وتسعى لحرمان كابل من الدعم التقليدي من القوات الوطنية في الشمال.

وحث الرئيس الأمريكي جو بايدن القيادات الأفغانية على القتال في سبيل الوطن، وقال إنه غير نادم على قرار سحب القوات، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة أنفقت أكثر من تريليون دولار على مدار 20 عاماً وفقدت الآلاف من جنودها.

وأضاف أن الولايات المتحدة تقدم دعماً جوياً كبيراً وأغذية ومعدات ومرتبات للقوات الأفغانية.

وتعهدت طالبان بعدم مهاجمة القوات الأجنبية لدى انسحابها لكنها لم توافق على وقف لإطلاق النار مع الحكومة. ولم يفض التزام طالبان بالمشاركة في محادثات سلام مع الحكومة إلى شيء في ظل تطلعها للنصر العسكري.

وكانت الحكومة الأفغانية سحبت قواتها من المقاطعات الريفية التي يصعب الدفاع عنها لتركز على الاحتفاظ بالمراكز السكانية الكبيرة. وفي بعض الأماكن استسلمت القوات الحكومية دون قتال.

ولم تتمكن طالبان مطلقاً خلال حكمها بين 1996 و2001 من السيطرة التامة على الشمال، لكنها مُصممة هذه المرة على إخضاعه قبل تضييق الخناق على العاصمة، وفق رويترز.

الرئيس ينشد دعم المليشيات

وينشد الرئيس غني حالياً الدعم من زعماء المليشيات السابقين الذين همشهم على مدى سنوات خلال محاولته بسط سيطرة حكومته المركزية على الأقاليم المناوئة لسلطته .

وقال مكتب الرئيس إنه من المقرر أن يلتقي غني بالقيادات المؤثرة في مزار الشريف، من أجل التنسيق بين قوات الأمن والمليشيات لاستعادة المناطق التي استولت عليها طالبان.

وعزلت طالبان المدينة إلى حد بعيد عن بقية البلاد بينما تسيطر في الوقت الحالي أيضاً على إمدادات الكهرباء من المناطق الشمالية المجاورة لكابل.

وفي الجنوب، قال سكان إن القوات الحكومية تحارب مقاتلي طالبان حول مدينة قندهار، وإن آلاف المدنيين من المناطق النائية لاذوا بالمدينة.

والقتال مندلع أيضاً في مدينة فراه في الغرب، قرب الحدود الإيرانية، في حين قالت وزارة الدفاع في بيان إن قوات الأمن خاضت قتالاً ضد طالبان أيضاً في أقاليم لغمان ولوجار وبكتيا وأرزكان وزابل وغور وبلخ وهلمند وكابيسا وبغلان، وإن 431 من طالبان قتلوا.

ولم تعط أرقاماً للضحايا في صفوف القوات الحكومية ولم يتسن الحصول بعد على تعليق من متحدث باسم طالبان.

واستولت طالبان على مقاطعات على الحدود مع طاجيكستان وأوزبكستان وإيران وباكستان والصين، ممَّا زاد المخاوف المتعلقة بالأمن الإقليمي.

كابل على مرمى حجر

في سياق متصل، قال مسؤول دفاعي أمريكي مستشهداً بتقييم للمخابرات إن حركة طالبان قد تعزل العاصمة الأفغانية كابول عن بقية أنحاء البلاد خلال 30 يوماً وربما تسيطر عليها في غضون 90 يوماً.

وقال المسؤول الأمريكي، الذي اشترط عدم الكشف عن هويته، إن التقييم الجديد يستند إلى المكاسب السريعة التي تحققها طالبان في أنحاء البلاد.

وتابع "لكن هذه ليست نتيجة محتومة"، مضيفاً أنه بمقدور قوات الأمن الأفغانية قلب الأمور من خلال إبداء مزيد من المقاومة للحركة المتمردة.

ولم يتضح بعد ما إذا كان ذلك رأياً يحظى بإجماع مجتمع المخابرات أم أن وكالات المخابرات المختلفة لديها وجهات نظر متباينة، وهو أمر مألوف.

طالبان: نفضل المسار السياسي للحل

من جانبه، قال المتحدث باسم المكتب السياسي لحركة طالبان محمد نعيم لـTRT عربي "أولويتنا هي المسار السياسي ونفضل حل المشاكل من خلال الطاولة والحوار، لكن للأسف ثمّة عراقيل تحدث مرة بعد مرة من قبل إدارة كابول".

وأضاف "إدارة كابول هي من أعلن الحرب في ليالي العيد وبدأت بالقصف العشوائي في مختلف مدن البلاد، وقصفت المساجد والمدارس والجامعات".

لا مكان لطالبان

على الرغم من تقدمها إلا أن المسؤولين الأفغان لا يزالون يرون أن طالبان لن تستطيع حكم البلاد.

وقال النائب السابق للرئيس الأفغاني، المارشال عبد الرشيد دوستم، الأربعاء، إنه لا مكان لحركة "طالبان" في شمال البلاد، وأنها ستتعرض للهزيمة هناك.

وأضاف دوستم في تصريحات للصحفيين، أن "طالبان" حاولت السيطرة على شمال أفغانستان عدة مرات في السابق، "إلا أن بعض قيادييها وقعوا في الفخ".

وأكد أنه لن يكون من السهل على "طالبان" القدوم إلى شمالي البلاد هذه المرة، وأنهم سيقعون في الكمين مثلما حدث في السابق.

وأشار دوستم إلى أن الشعب في شمال أفغانستان سيثور ضد "طالبان"، مؤكداً أن الحركة ستهزم في هذه المنطقة.

ومنذ مايو/أيار الماضي، تصاعد العنف في أفغانستان مع اتساع رقعة نفوذ "طالبان"، تزامناً مع بدء المرحلة الأخيرة من انسحاب القوات الأمريكية المقرر اكتماله بحلول 31 أغسطس/آب الجاري.

وتعاني أفغانستان حرباً منذ عام 2001، حين أطاح تحالف عسكري دولي تقوده واشنطن بحكم "طالبان"، لارتباطها آنذاك بتنظيم "القاعدة" الذي تبنى هجمات 11 سبتمبر/أيلول من العام نفسه في الولايات المتحدة.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً