دعت قوى "إعلان الحرية والتغيير-المجلس المركزي"، الأحد، قادة كل من الجيش وقوات "الدعم السريع" شبه العسكرية إلى وقف القتال فوراً والعودة إلى طاولة التفاوض لمعالجة الأزمة الراهنة.
ففي أول تعليق للائتلاف الحاكم سابقاً وأبرز القوى المدنية الموقعة على "الاتفاق الإطاري"، قالت الحرية والتغيير في بيان: "تواصلت اليوم (الأحد) المعارك التي اندلعت السبت في مختلف أرجاء البلاد بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع، والتي تتصاعد وتيرتها بصورة تهدد وحدة وتماسك وسيادة الوطن".
وتابعت: "ظللنا ندق جرس الإنذار حول مخططات فلول نظام المؤتمر الوطني البائد (حزب الرئيس المعزول عمر البشير 1989-2019) لجر البلاد لحرب لا تبقي ولا تذر، بهدف قطع الطريق أمام استرداد مسار الانتقال المدني الديمقراطي".
قوى "إعلان الحرية والتغيير" دعت قيادة القوات المسلحة و"الدعم السريع" إلى "تحكيم صوت الحكمة ووقف المواجهات العسكرية فوراً والعودة لطاولات التفاوض، فالقضايا العالقة لا يمكن حلها حرباً والخيار الأفضل لبلادنا هو معالجتها سلماً عبر الحلول السياسية".
كما دعت الشعب السوداني إلى "التصدي لمخططات فلول نظام المؤتمر الوطني البائد وعدم السماح بتمريرها تحت أي غطاء كان، واعتزال خطابات الكراهية والتهييج وتأجيج الحرب".
عشرات القتلى ومئات الإصابات
وفي وقت سابق من اليوم الأحد، أفاد تقرير صادر عن نقابة الأطباء في السودان بارتفاع حصيلة قتلى الاشتباكات المستمرة في السودان بين بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع إلى 56 قتيلا مدنيا.
واستمرت المعارك في العاصمة السودانية حتى وقت مبكر الأحد بين قوات الجيش التي يقودها الفريق أول عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع، الموالية لحليفه السابق محمد حمدان دقلو.
وقالت النقابة إن "العدد الاجمالي للقتلى بين المدنيين بلغ 56 قتيلاً". وتحدثت عن "عشرات القتلى" في صفوف قوات الأمن لكن لا تشملهم حصيلة القتلى هذه.
كما أحصت النقابة نحو 600 جريح بينهم عدد من أفراد قوات الأمن.
قلق دولي
قال مسؤول بوزارة الخارجية الأمريكية اليوم الأحد إن الولايات المتحدة تشعر بقلق عميق إزاء المستويات العالية من العنف في السودان الذي راح ضحيته عشرات، فيما تواصل وزير الخارجية أنتوني بلينكن مع الدول التي لها تأثير هناك من أجل وقف القتال.
وقال المسؤول الأمريكي: "يبدو أن بعض هذه الهجمات استخدمت فيها أسلحة خطيرة".
كما أعربت فرنسا أيضاً عن "قلقها الشديد" داعية إلى "بذل كل ما في الإمكان لوقف" الاشتباكات.
ورأت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان أن "وحدها العودة إلى عملية سياسية تجمع كل الأطراف وتقود إلى تعيين حكومة انتقالية وإجراء انتخابات عامة، يمكنها إيجاد تسوية دائمة لهذه الأزمة".
جهود عربية
أما على مستوى البلدان العربية، فقد أعلن وزير الخارجية المصري سامح شكري، مساء السبت، أن القاهرة "تبذل جهوداً لوقف العنف الدائر بالسودان" الذي يعد الجار الجنوبي لبلاده.
كما دعت السعودية في بيان للخارجية، المكون العسكري والقيادات السياسية في السودان لـ"الحكمة وضبط النفس وتغليب لغة الحوار بما يسهم في استكمال ما جرى إحرازه من توافق ومن ذلك الاتفاق الإطاري".
وأكدت الرياض مع أبو ظبي وواشنطن، أهمية "وقف التصعيد العسكري بالسودان"، خلال اتصال هاتفي مشترك جمع وزراء الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، والإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، والأمريكي أنتوني بلينكن، وفق بيان للخارجية السعودية.
ودعت مصر والسعودية، مساء السبت، إلى اجتماع عاجل لمجلس الجامعة العربية على مستوى المندوبين الدائمين، الأحد، لبحث الوضع بالسودان.
وفي وقت سابق السبت، اندلعت اشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شبه العسكرية في الخرطوم وسط تبادل الطرفين الاتهامات ببدء أحدهما مهاجمة مقار تابعة للطرف الآخر.
ووصف الجيش السوداني قوات الدعم السريع بـ"المتمردة"، متهماً إياها بـ"نشر الأكاذيب باعتداء قواتنا عليها للتغطية على سلوكها المتمرد".