وزارة الدفاع الأمريكية تقول إن الولايات المتحدة بصدد نشر ما يصل إلى 3500 جندي إضافي في الشرق الأوسط (AFP)
تابعنا

تتواصل تفاعلات عملية الاغتيال الأمريكية فجر الجمعة، لقائد فليق القدس الإيراني قاسم سليماني ونائب رئيس هيئة الحشد الشعب في العراق أبو مهدي المهندس، إقليمياً وعالمياً، وسط دعوات متكررة إلى اعتماد لغة الدبلوماسية والحوار، بدل التصعيد والحلول العسكرية.

فبينما قال الرئيس الأمريكي دونالد ترمب إن سليماني "تسبب في مقتل وإصابة آلاف الأمريكيين على مدى فترة طويلة من الزمن، وكان يخطط لقتل كثيرين غيرهم"، مشيراً إلى أنه كان يجب "التخلص منه" منذ عدة سنوات.

قال مسؤول في وزارة الدفاع الأمريكية إن الولايات المتحدة بصدد نشر ما يصل إلى 3500 جندي إضافي في الشرق الأوسط. وستأتي التعزيزات من قوة ردّ سريع تابعة للفرقة 82 المحمولة جوّاً، كانت وُضعت بحالة تأهُّب بعد مهاجمة السفارة الأميركية في بغداد، حسب بيان للمتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية.

وأوضح المسؤول أن "هذه الكتيبة ستنشر في الكويت، وهو إجراء مناسب ووقائي استجابة لتزايد مستوى التهديد ضد القوات والمنشآت الأمريكية".

وأعلنت وزارة الخارجية الأمريكية أن وزير الخارجية مايك بومبيو تحدث مع رئيس البرلمان العراقي محمد الحلبوسي الجمعة، واتفقا على ضرورة الحدّ من التوتر في العراق والمنطقة.

وقالت مورغان أورتاغوس المتحدثة باسم الوزارة في بيان: "عبّر الوزير عن تقديره للشراكة المستمرة بين الحلبوسي والولايات المتحدة"، وأضافت: "اتفق الوزير بومبيو ورئيس البرلمان الحلبوسي على أهمية الحدّ من التوتر في العراق والمنطقة".

إيران تتوعد

من جانبها توعدت إيران بـ"انتقام قاسٍ" ردّاً على اغتيال سليماني، وقال المرشد الإيراني علي خامنئي، إن "انتقاماً قاسياً ينتظر المجرمين الذين لُطخت أيديهم بدمائه ودماء الشهداء الآخرين".

وأكّد الرئيس حسن روحاني أن إيران و"الدول الحرة في المنطقة" ستنتقم لمقتل سليماني، وأضاف: "من المؤكَّد أن الأمة الإيرانية الكبيرة والدول الحرة الأخرى في المنطقة ستنتقم من أمريكا على هذه الجريمة البشعة".

وقال وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف إن "عمل الإرهاب الدولي الذي اقترفته الولايات المتحدة باستهداف واغتيال الجنرال سليماني -القوة الأكثر فاعلية في محاربة داعش وجبهة النصرة وتنظيم القاعدة وسواها- هو تصعيد خطير للغاية وطائش".

كما أعلنت إيران أنها تلقت رسالة من الإدارة الأمريكية عقب مقتل سليماني، وأنها قدمت الرد المناسب على الرسالة عبر السفير السويسري في طهران.

وأوضح المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية عباس موسوي، في تصريح لوكالة الجمهورية الإسلامية الإيرانية للأنباء (إرنا) الرسمية الجمعة، أنهم تلقوا رسالة من الإدارة الأمريكية عبر الحكومة السويسرية، دون أن يفصح عن فحوى الرسالتين.

وأشار موسوي إلى أنهم استدعوا للمرة الثانية الجمعة، السفير السويسري في طهران الذي يرعى المصالح الأمريكية في إيران، مضيفاً: "نقلنا له ردّنا المناسب على الرسالة الأمريكية".

تحذير من التصعيد

من جانبه حذّر رئيس وزراء العراق عادل عبد المهدي من أن الضربة الجوية الأمريكية تشكّل "تصعيداً خطيراً يشعل فتيل حرب مدمرة" في العراق.

ودعا الرئيس العراقي برهم صالح جميع الأطراف إلى "ضبط النفس وتغليب صوت العقل والحكمة وتقديم المصلحة الوطنية العليا".

في سياق متصل حذّر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خلال اتصال هاتفي مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، من أن اغتيال سليماني الذي قُتل في غارة أمريكية في بغداد، يهدِّد "بتفاقم خطير للوضع" في الشرق الأوسط.

كما دعت تركيا الأطراف كافة إلى ضبط النفس وتَجنُّب الخطوات التي من شأنها أن تزيد التوتر عقب اغتيال سليماني، في غارة أمريكية بالعاصمة العراقية بغداد.

وقال المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن: "كما صرَّح الرئيس رجب طيب أردوغان في أكثر من مناسبة، فإن الأخطاء المتتالية في الآونة الأخيرة والمواقف الطائفية والتدخلات الخارجية تهدِّد السلام والاستقرار العالميين".

وحذّر متحدث الرئاسة التركية من أن الهجوم الذي استهدف سليماني وآخرين سيؤجِّج التوترات والصراعات الجديدة في المنطقة.

وأضاف: "ندعو جميع الأطراف مرة أخرى إلى ضبط النفس وتجنب الخطوات التي من شأنها أن تزيد التوتر"، مؤكِّداً أن تركيا ستواصل استخدام جميع الإمكانات الدبلوماسية من أجل ضمان السلام الإقليمي والعالمي.

كما دعت السعودية، أيضاً، إلى ضبط النفس لدرء كل ما قد يؤدي إلى تفاقم الأوضاع.

"لا مجال لحرب جديدة في الخليج"

من جانبه أعرب الأمين العامّ للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، عن "قلقه العميق" إزاء التصعيد الأخير في الخليج عقب اغتيال سليماني، ودعا غوتيريش إلى وقف التصعيد وممارسة أقصى درجات ضبط النفس، وفق بيان أصدره فرحان حق نائب المتحدث باسم الأمين العام.

وقال غوتيريش إن "العالم لا يمكنه أن يتحمل حرب جديدة في منطقة الخليج"، داعياً في بيانه إلى وقف التصعيد، مشدِّداً على أن "هذه لحظة على القادة فيها ممارسة أقصى درجات ضبط النفس".

وفي وقت سابق الجمعة، أكَّدَت وزارة الدفاع الأمريكية مقتل سليماني في قصف جوي استهدف سيارتين على طريق مطار بغداد، بناءً على توجيهات من الرئيس دونالد ترامب.

واتهمت الوزارة سليماني في بيان، بأنه كان يعمل على تطوير خطط لمهاجمة دبلوماسيين وموظفين أمريكيين في العراق والمنطقة.

وقُتل إلى جانب سليماني أبو مهدي المهندس نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي، وأشخاص كانوا برفقتهما.

ويأتي هذا التصعيد بعد أعمال عنف رافقت تظاهرات أمام سفارة واشنطن في بغداد يومَي الثلاثاء والأربعاء، احتجاجاً على قصف الولايات المتحدة كتائب "حزب الله" العراقي المقرب من إيران الأحد، مما أدى إلى مقتل 28 مسلحاً وإصابة 48 آخرين، في محافظة الأنبار.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً