القوات الإسرائيلية أغلقت جميع مداخل أريحا بالحواجز العسكرية / صورة: AFP (AFP)
تابعنا

مع استمرار الحصار الإسرائيلي لليوم الثالث، تحولت مدينة أريحا شرقي الضفة الغربية إلى ما يشبه "مدينة أشباح"، منذ مقتل مستوطن في عملية إطلاق نار الاثنين الماضي.

القوات الإسرائيلية أغلقت جميع مداخل المدينة بالحواجز العسكرية، وعملت على تدقيق بطاقات المواطنين وتفتيش أمتعتهم ومركباتهم، ما أدى إلى تعطيل حركة المرور لساعات طويلة.

ومدينة أريحا هي البوابة الوحيدة لسكان الضفة الغربية نحو العالم، عبر معبر جسر الكرامة الواصل مع المملكة الأردنية الهاشمية.

بداية الأحداث

مساء الاثنين أعلن مستشفى "هداسا" بالقدس وفاة إسرائيلي (27 عاماً) متأثراً بجروح أصيب بها على مفترق طرق جنوب شرق مدينة أريحا.

جاء ذلك بعد ساعات من إعلان جيش الاحتلال أن "مسلحين فلسطينيين وصلوا بسيارتهم، وفتحوا النار تجاه سيارة، ما أسفر عن إصابة إسرائيلي (الذي أعلنت وفاته لاحقاً)".

وقالت هيئة البثّ الرسمية إن "الجيش الإسرائيلي طوّق مدينة أريحا في محاولة للقبض على المسلحين الذين يُعتقد أنهم فروا إليها".

من جانبه عبّر الاتحاد الأوروبي الثلاثاء، عن "قلق بالغ إزاء استمرار تصاعد العنف في الأراضي الفلسطينية المحتلة"، مشيراً إلى اتصالات لخفض التصعيد.

والأربعاء ذكر شهود عيان لوكالة الأناضول، أن قوة من الجيش الاحتلال الإسرائيلي اقتحمت مخيم عقبة جبر قرب أريحا (شرق) وحاصرت مبنى سكنياً، ما أدى إلى اندلاع مواجهات أسفرت عن سقوط مصابين فلسطينيين.

ومنذ مطلع 2023 تصاعدت المواجهات في الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، وأسفرت عن مقتل أكثر من 60 فلسطينياً وما يزيد على 10 إسرائيليين في عمليات متفرقة.

انتظار ساعات

باسم أبو ماريا، أحد سكان أريحا، أمضى نحو 3 ساعات منتظراً على الحاجز الإسرائيلي الجنوبي للمدينة.

وقال أبو ماريا لوكالة الأناضول، إنه "كان عائداً من السفر، وفي طريقه إلى مدينة الخليل جنوبي الضفة، لكن الإجراءات الإسرائيلية عاقت ذلك".

مشيراً إلى أطفال وسيدات جواره، أضاف أبو ماريا: "انظر إلى هذه الحال، جنود يبقوننا تحت أشعة الشمس لساعات طويلة بلا ماء ولا طعام، أطفال رضع يبكون من طول الانتظار".

وتابع: "إسرائيل لا تكترث بأي أمور إنسانية، تدّعي أنها إجراءات أمنية، وفي الحقيقية هي عقابية".

أما منصور سالم فقال إن "الجيش الإسرائيلي احتجزه وصديقه جلال أبو سيف، منذ أكثر من 5 ساعات بلا سبب".

وأضاف سالم للأناضول: "بعد نحو ساعتين في انتظار الدور على الحاجز الإسرائيلي، حُجزَت بطاقتي وطُلب مني الجلوس على مقربة منهم بلا سبب".

"مدينة أشباح"

من جهته قال رئيس بلدية أريحا عبد الكريم سدر، إن "أريحا باتت مدينة أشباح، تعطلت فيها الحياة التجارية والسياحية، بفعل الحصار الإسرائيلي".

وأضاف سدر للأناضول: "أريحا مغلقة بإحكام، تفتيش دقيق جدا للداخلين والخارجين، وأزمة كبيرة، يحتاج الشخص إلى ساعات حتى يتمكن من الخروج منها".

وأوضح أن سلطات الاحتلال الإسرائيلية أغلقت الطرق الفرعية والمزارع بأسلاك شائكة مع وجود لدوريات الجيش، الأمر الذي أوقع ضرراً على المزارعين والتجار.

وتابع بأن "المسافرين عبر معبر جسر الكرامة، يعانون الانتظار لساعات طويلة على الحواجز"، مشيراً إلى أن "المعبر يعمل بشكل متقطع في الجانب الإسرائيلي دون توضيح السبب".

وينطلق فلسطينيو الضفة الغربية من أريحا باتجاه نقطة العبور الوحيدة المتاحة لهم إلى الأردن الواقع شرقي المدينة التي تتحكم فيها إسرائيل.

تطورات الوضع في حوارة

قال رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية الأربعاء، إنه "حان الوقت للتصدي لاعتداءات المستوطنين (الإسرائيليين) بالضفة الغربية".

جاء ذلك خلال زيارة أجراها اشتية برفقة عدد من الوزراء ببلدة حوارة جنوبي نابلس، للاطلاع على أوضاعها بعد هجمات عنيفة شنّها المستوطنون ليل الأحد/الاثنين.

ورأى اشتية أن "تشكيل لجان الحماية الشعبية في القرى والمخيمات والمدن، هو الرد الحقيقي على كل ما يفعله المستوطنون من عربدة".

وأضاف: "حان الوقت للتصدّي عبر المقاومة الشعبية لبطش المستوطنين، والضرورة مُلحّة للجان حماية".

واعتبر اشتية أن ما جرى في حوارة "امتداد لسلسلة الإجرام الإسرائيلي في محافظات نابلس وجنين والقدس وأريحا"، حسب تعبيره.

وأضاف: "المستوطنون أداة تنفيذية لجرائم الاحتلال بحماية قواته العسكرية".

وفيما أكّد رئيس الوزراء أن الحكومة "ستبذل كل جهد ممكن لتلبية احتياجات المواطنين المتضررين" من اعتداءات المستوطنين، ذكر أن وفداً من الاتحاد الأوروبي سيزور بلدة حوارة الجمعة المقبل.

ومساء الأحد شهدت حوارة وعدد من القرى في محيط مدينة نابلس هجمات غير مسبوقة من مستوطنين، أسفرت عن مقتل فلسطيني وإصابة عشرات وإحراق وتدمير عشرات المنازل والسيارات الفلسطينية، بعد مقتل مستوطنين اثنين في إطلاق نار قرب البلدة.

ولم تعلن السلطات الإسرائيلية اعتقال المستوطنين المسؤولين عن الهجمات في البلدات الفلسطينية أو ملاحقتهم.

ومنذ مطلع 2023 تصاعدت المواجهات في الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، وأسفرت عن مقتل 66 فلسطينيا و12 إسرائيلياً في عمليات متفرقة.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً