لأول مرة منذ اندلاع الحرب.. الرئيس الصيني يخطط للتحدث مع زيلينسكي (Ahmed Omar/Others)
تابعنا

يعتزم الرئيس الصيني شي جين بينغ التحدث مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لأول مرة منذ بداية الحرب الروسية على أوكرانيا، على الأرجح بعد زيارته لموسكو الأسبوع المقبل للقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وفقاً لمصادر مُطّلعة.

وقالت المصادر لصحيفة "وول ستريت جورنال" إن الاجتماعات مع بوتين وزيلينسكي، والتي من المتوقع أن يجري عقدها بشكل افتراضي، تعكس جهود بكين للعب دور أكثر فاعلية في التوسط لإنهاء الحرب في أوكرانيا.

ويفكر الرئيس الصيني في زيارة دول أوروبية أخرى كجزء من رحلته إلى روسيا، على الرغم من أن خط سير رحلته الكاملة لم يجرِ تأكيده بعد.

ويرى محللون أن إجراء محادثة مع زيلينسكي من شأنها أن تمثل خطوة مهمة في جهود بكين للعب دور "صانع السلام" في أوكرانيا، والتي لطالما قوبلت بالتشكيك في أوروبا.

كما أن هذه الخطوة ستعزز أوراق اعتماد بكين كوسيط قوي عالمي بعد أن توسطت أيضاً في استئناف العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وإيران الأسبوع الماضي.

وتعكس "الطفرة الدبلوماسية" الجديدة قناعة من جانب الرئيس الصيني والحزب الشيوعي بأن الصين يمكن أن تقدم بديلاً للنموذج الذي تقوده الولايات المتحدة للعلاقات الدولية، من خلال الاعتماد على العلاقات التجارية بدلاً من القوة العسكرية للتأثير على قرارات الدول الأخرى.

ستكون زيارة موسكو الرحلة الخارجية الأولى لشي بعد أن حصل على فترة ولاية ثالثة غير مسبوقة. ويأتي ذلك في الوقت الذي يسعى فيه الرئيس البالغ من العمر 69 عاماً إلى تلميع مكانته كرجل دولة عالمي والإبحار في المنافسة المتصاعدة مع الولايات المتحدة وحلفائها.

وفيما يتعلق بالمحادثة مع زيلنسكي، قال مسؤول في الإدارة الرئاسية الأوكرانية إن الاتصال لم يجرِ تأكيده بعد، ولا يزال توقيته غير واضح.

فيما قال البيت الأبيض إن الولايات المتحدة شجعت شي على التواصل مع زيلينسكي "للاستماع مباشرة إلى المنظور الأوكراني وليس فقط المنظور الروسي" بشأن الصراع.

وقال جيك سوليفان مستشار الأمن القومي للصحفيين يوم الاثنين، في إشارة إلى الصين "سيكون هذا أمراً جيداً، لأنه من المحتمل أن يحقق المزيد من التوازن للطريقة التي تتعامل بها جمهورية الصين الشعبية مع هذا الأمر".

وأضاف: "نأمل أن تستمر في ثنيهم عن اختيار تقديم المساعدة القاتلة لروسيا، وهو أمر حذرنا منه بوضوح".

وقال سوليفان إن المسؤولين الأمريكيين كانوا على اتصال مع نظرائهم الأوكرانيين يوم الاثنين، ولم يتلقوا منهم بعد تأكيداً لإجراء مكالمة بين الجانبين.

ويرى مراقبون أن جدول رحلات الرئيس الصيني يهدف جزئياً إلى الاستفادة من الزخم الناتج عن الاتفاق بين السعودية وإيران الموقَّع في بكين. ولكن في الوقت ذاته يبدو أن تحقيق اختراق في أوكرانيا سيكون مهمة أطول من الاتفاق السعودي - الإيراني، بخاصة أن كلا الجانبين لم يُظهر أي نية لوقف القتال .

ومع ذلك، فإن بكين لديها مصلحة نشطة في إنهاء الصراع. فقد وضعت الحرب بكين في وضع غير مستقر، مما أجبرها على تحقيق التوازن في شراكتها مع روسيا ضد تزايد انعدام الثقة والتوتر مع الولايات المتحدة وحلفائها.

يشار إلى أن الصين قدمت في الشهر الماضي نفسها كوسيط محايد في الدعوة إلى وقف إطلاق النار ومحادثات السلام لإنهاء الحرب في أوكرانيا. ودعت الخارجية الصينية في وثيقة من 12 نقطة إلى السعي للتوصل إلى حل سياسي للصراع وإنهاء العقوبات أحادية الجانب.

وعلى الرغم من أن شي لم يتحدث مع زيلينسكي منذ اندلاع الحرب، إلا أن الرئيس الصيني قد تواصل مع بوتين عدة مرات من خلال مكالمات الفيديو والاجتماعات المباشرة، وشمل ذلك اجتماعاً في أوزبكستان في سبتمبر/أيلول في أول رحلة دولية للرئيس الصيني منذ الوباء.

وكانت الصين أكبر شريك تجاري لأوكرانيا قبل الحرب، استوردت منها ما يقرب من 30% من محصول الذرة. كما استثمرت الصين أيضاً في مشاريع البنية التحتية في أوكرانيا.

وانخفضت التجارة بين البلدين بنسبة 60% في عام 2022 مقارنة بالعام السابق لتصل إلى 7.6 مليار دولار.

في غضون ذلك، ارتفعت التجارة بين موسكو وبكين بنحو 29% عن العام السابق لتصل إلى 190 مليار دولار، وفقاً لبيانات صينية رسمية.

ومع انخفاض مبيعات روسيا من النفط والغاز إلى أوروبا، برزت الصين كمشترٍ مهم، كما بدأت روسيا لاحقاً في زيادة استخدامها لعملة الصين المحلية.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً