محمد علي المقاول المصري الذي كشف فساد الجيش وإهدار السيسي للمال العام  (فيسبوك)
تابعنا

نشر مقاول الإنشاءات المصري محمد علي عدداً من الفيديوهات المتواصلة على مدار الأسابيع القليلة الماضية، كشف من خلالها حقائق خطيرة تتعلق بإدارة الاقتصاد المصري بواسطة المؤسسة العسكرية.

واتهم علي الرئيس عبد الفتاح السيسي وعدداً من قيادات الجيش بالفساد وإهدار المال العام على مشروعات خاصة لا تعود بالنفع على الشعب المصري، في الوقت الذي تتبنى فيه السلطات سياسات قمعية تجاه أي شكل من أشكال المعارضة أو المحاسبة، ويطالب رئيسها الشعب بالصبر والتقشف "لأننا فقراء جداً".

رحلة صعود محمد علي في عالم المقاولات بدأت من خلال عمله في مشروعات تابعة للجيش المصري على مدار 15 عاماً، لم ينفِ علي عن نفسه تهمة الفساد بالتبعية والقيام بأعمال غير مشروعة، لأن الطريقة الوحيدة للعمل في مصر تجري "من تحت الترابيزة" على حد قوله، بل وأكد أن ما دفعه للخروج من مصر بحيلة بسيطة انطلت على السلطات هناك والإقامة مع أسرته في إسبانيا استعداداً لكشف هذه التفاصيل، هو أن الجيش لم يسدد مستحقاته المالية التي تجاوزت 200 مليون جنيه.

"عاصفة" من ردود الفعل

حظيت سلسلة الفيديوهات بمتابعة وتفاعل كبير عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وأثارت عاصفة من ردود الأفعال لم يعد من الممكن تجاهلها.

فقد طرح علي الأمر بوصفه "لعبة" بينه وبين السيسي مباشرة، يقوم فيها بكشف تفاصيل إدارة الجيش للمشروعات المدنية، في وقت تؤكد فيه السلطات المصرية أن مناقشة ميزانية الجيش أو مساءلتها تعد مساساً بالأمن القومي، وفي المقابل يطالب السيسي بأن يجيبه عن تساؤلاته علانيةً، ويقوم الشعب المصري بالتحكيم بينهما.

أثارت المعلومات التي كشفها محمد علي جدلاً كبيراً على وسائل التواصل الاجتماعي، ودشن عدد من المتابعين وسم #محمد_علي_فضحهم الذي تصدر موقع تويتر، وقام مؤيدوه من خلاله بتشجيعه على "فضح" المزيد من تلاعب الجيش بالشعب المصري، كما استخدم آخرون الوسم لكشف المزيد عن فساد الجيش.

كيف تعاملت السلطات المصرية مع الفيديوهات؟

بعد الشهرة التي حققتها تصريحات محمد علي بأيام قليلة، استضاف برنامج "على مسؤوليتي" الذي يقدمه الإعلامي أحمد موسى ذو الصلة الوثيقة بصناع القرار في النظام المصري والده علي عبد الخالق. دافع عبد الخالق خلال الحوار عن الجيش المصري وقدم اعتذاره للرئيس السيسي وهاجم ابنه بشدة، مؤكداً "لو أعرف اللي غيّر ابني هقتله، لكن الحقيقة إني معرفش"، وتبرأ منه على الهواء مباشرة.

وفي رد غير مباشر، أعلنت وسائل إعلام محلية أن رئيس مجلس الوزراء مصطفى مدبولي أمر "بصرف مستحقات المقاولين المسؤولين عن أعمال الإنشاءات أولاً بأول"، وهو ما تداوله محمد علي ومتابعوه بالسخرية.

تواصلت محاولات الضغط لإيقاف محمد علي عن نشر المزيد من المعلومات، فقد نشر أخوه فيديو يتهمه بأنه يقدم نفسه للناس بوصفه سئم من الفساد ويسعى لإيقافه في الوقت الذي قام فيه بسرقة أموال أخيه المتوفّى، وترك أبناء أخيه لمواجهة الفقر والفاقة، وهو ما نفاه محمد علي في فيديو لاحق مؤكداً أنه لو كان هرب باختلاس ميراث أخيه، فهو إثبات جديد على فشل مؤسسات الدولة المصرية في إدارة شؤون البلاد.

مؤتمر الشباب.. فرصة لاحتواء الأزمة؟

في 10 سبتمبر/أيلول الجاري، أعلنت وسائل إعلام محلية عن انطلاق النسخة الثامنة من المؤتمر الوطني للشباب، ويتضمن برنامج المؤتمر جلسة "اسأل الرئيس" بقيادة السيسي لمناقشة موضوعَي "مكافحة الإرهاب محلياً وإقليمياً" و"تأثير نشر الأكاذيب على الدولة في ضوء حروب الجيل الرابع".

والمحاور التي سيُتطرق إليها في موضوع نشر الأكاذيب ستكون "دور السوشيال ميديا في تزييف الوعي بطرق حديثة، واستعراض ما يجري حالياً بشكل مباشر من قضايا على مواقع التواصل الاجتماعي" وفقاً لجدول المؤتمر.

وتزايدت التكهنات في الأيام الأخيرة حول اعتزام الرئيس المصري الرد "غير المباشر" على المعلومات التي كشفها محمد علي عن فساد الجيش، فيما تحدثت مصادر مصرية عن أن فكرة المؤتمر ولدت منذ أيام بعد اجتماع السيسي بمدير المخابرات عباس كامل وعدد من مستشاريه، لمناقشة كيفية الرد على "العاصفة التي أثارها محمد علي" لكن بطريقة "غير مباشرة".

فهل يسعى السيسي لاحتواء "العاصفة" الجديدة من خلال ما سيقوم بتوضيحه في مؤتمر الشباب؟.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً