هاجمت القوات الروسية الأجزاء الشمالية والجنوبية من الجبهة في منطقة دونباس شرقي أوكرانيا اليوم الجمعة استمراراً لهجماتها، على الرغم من تأكيدات كييف بتباطؤ ضغط موسكو بالقرب من مدينة باخموت.
وذكرت تقارير عسكرية أوكرانية قتالاً مكثفاً في القطاع الشمالي من خط الجبهة الممتد من ليمان إلى كوبيانسك، وكذلك في الجنوب في أفدييفكا على أطراف مدينة دونيتسك التي تسيطر عليها روسيا.
والمنطقتان ضمن الأهداف الروسية الرئيسية لهجمات شنتها خلال الشتاء للسيطرة بالكامل على منطقة دونباس الصناعية في أوكرانيا. ولم يسفر الهجوم الروسي حتى الآن سوى عن مكاسب طفيفة على الرغم من مقتل آلاف الجنود من الجانبين في المعركة الأكثر دموية في الحرب.
وفي موقع للمدفعية الأوكرانية في غابات الصنوبر الخصبة خلف الجزء الشمالي من الجبهة، أطلقت القوات قذائف عيار 155 مليمتراً من مدفع هاوتزر تي.آر.إف-1 الفرنسي باتجاه طريق سريع يستخدم لنقل الإمداد إلى معقل كريمينا الذي تسيطر عليه القوات الروسية.
قصف لا يتوقف
واستعادت أوكرانيا مساحات شاسعة من أراضيها في النصف الثاني من عام 2022، لكنها ظلت منذ ذلك الحين في موقف دفاعي في الغالب، فيما شنت روسيا هجومها الكبير بمئات الآلاف من جنود الاحتياط الذين جرى استدعاؤهم والمدانين الذين جرى تجنيدهم من السجن في قوات المرتزقة.
وقال قائد القوات البرية الأوكرانية أمس الخميس إن الهجوم الروسي على مدينة باخموت الصغيرة التي كانت محور أكبر معركة في الحرب، يتباطأ على ما يبدو وإن كييف يمكن أن تبدأ الهجوم "قريباً جداً".
ولا تزال القوات الأوكرانية حالياً تركز على منع الروس التقدم على طول جبهة دونباس الممتدة لأكثر من 300 كيلومتر من كوبيانسك في الشمال إلى فوليدار في الجنوب.
وقال مسؤولون محليون في كوستيانتينيفكا غرب باخموت إن صاروخاً روسياً سقط على ملجأ يوفر الحماية والدفء للمدنيين، مما أسفر عن مقتل ثلاث سيدات على الأقل.
"على حافة الهاوية"
في السياق، قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر اليوم الجمعة إن نحو 10 آلاف أوكراني، من بينهم كثير من كبار السن والمعاقون، يتشبثون بالحياة وسط ظروف مروعة داخل وحول مدينة باخموت المحاصرة.
وقال عمر خان من اللجنة الدولية للصليب الأحمر الذي قدم المساعدة لسكان مدينة باخموت في الأيام الماضية إن التقديرات تشير إلى بقاء عدة آلاف في المدينة نفسها.
وقال في إفادة صحفية في جنيف عبر رابط فيديو من دنيبرو بأوكرانيا "بالنسبة إلى المدنيين العالقين هناك، فهم يعيشون في ظروف قاسية جداً، ويقضون الأيام بأكملها تقريباً في قصف مكثف في الملاجئ (تحت الأرض)".
وأردف "كل ما تراه مجرد أشخاص تبددت طاقتهم فقط من أجل البقاء على قيد الحياة".
"نهاية العالم النووية"
من جانبه، حذّر نائب رئيس مجلس الأمن القومي الروسي دميتري مدفيديف من أن استمرار تزويد الغرب أوكرانيا بالأسلحة يقرّب من نهاية العالم النووية.
جاء ذلك في تصريحات أدلى به للصحفيين الجمعة، في العاصمة موسكو، حذر خلالها من احتمالات نشوب حرب نووية.
وتطرق مدفيديف للموضوع قائلاً: "شحنات الأسلحة الأجنبية إلى أوكرانيا تقرّب في نهاية المطاف من نهاية العالم النووية كل يوم".
وبشأن المفاوضات، شدد نائب رئيس مجلس الأمن القومي على أن موسكو تؤيد الحل السلمي عبر المفاوضات "إلا أن كييف تعارض ذلك".
وأضاف أن الدول الغربية تهدف إلى إلحاق أكبر قدر ممكن من الضرر بروسيا.