قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية إن الأمريكيين من أصل فلسطيني باتوا يواجهون "الخوف والعنف" في الولايات المتحدة، وسط الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
وذكرت الصحيفة في تقرير لها، السبت، للكاتب رايس ذيبولت، أن الفلسطينيين الأمريكيين باتوا عرضة أكثر لجرائم الكراهية، مشيرة إلى أن الكوفية الفلسطينية الشهيرة باللونين الأبيض والأسود باتت مصدر خوف وقلق لكل من يرتديها، لأنها رمز يمكن التعرف عليه فوراً ودالّ على دعم الفلسطينيين.
وتطرقت الصحيفة إلى التساؤلات التي تدور ببال الأمريكيين الفلسطينيين، الذين يعيشون في كاليفورنيا على سبيل المثال، إذ تقول إحداهن: "عندما أرتدي الكوفية أتساءل: هل يمكن لأحد أن يستخدم هذا لخنْقي؟ أشعر بعدم الأمان لكوني فلسطينية".
وذكرت الصحيفة أن الفلسطينيين الأمريكيين يُساء فهمهم حين يدعمون الفلسطينيين بغزة، على أنه دعم لحركة حماس، وأضافت: "لقد كان عليهم أن يواجهوا، في كثير من الأحيان، مع أطفالهم، دوامة معقدة من المشاعر: الحزن على فقدان أرواح إسرائيلية، واليأس من الظروف اليائسة المتزايدة التي يعيشها الفلسطينيون في ظلها، والغضب من الحكومة الأمريكية التي يرى كثيرون أنها متعاطفة للغاية مع إسرائيل".
ولفتت واشنطن بوست إلى أن ازدواجية أخرى ظهرت في شوارع الولايات المتحدة، فقد ذكّرت الاحتجاجات شبه المستمرة الفلسطينيين الأمريكيين بأنهم يحظون بالدعم، حتى في الوقت الذي يطارد فيه شبح رد الفعل العنيف الحياة اليومية.
ونوهت بأن جرائم الكراهية ضد العرب والمسلمين واليهود تصاعدت في الولايات المتحدة والعالم منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وقال بريان ليفين، الأستاذ الفخري بجامعة ولاية كاليفورنيا في سان برناردينو، الذي أسس مركز دراسة الكراهية والتطرف التابع للجامعة: "العنف في الشرق الأوسط زرع بذور العنف في شوارع أمريكا وحرم الجامعات بطريقة مألوفة"، ويُظهر بحثه أن الإسلاموفوبيا ارتفعت بعد 11 سبتمبر/أيلول 2001، ومرة أخرى بعد حظر دخول المسلمين إلى الولايات المتحدة.
وقال ليفين، في تصريح للصحيفة: "الآن، ترتفع الأرقام بشكل كبير.. إن صعود الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، إلى جانب القَبَلية السياسية السافرة التي تضخم الإسلاموفوبيا والعربوفوبيا، يزيد سكب الزيت على النار، وكلما طال أمد هذا الأمر أصبح الأمر أسوأ".
ومنذ 44 يوماً، يشنُّ الجيش الإسرائيلي حرباً مدمرة على غزة، خلّفت 12300 شهيد، بينهم 5 آلاف طفل و3300 امرأة، فضلاً عن أكثر من 30 ألف مصاب، 75% منهم أطفال ونساء، وفق أحدث إحصاء رسمي فلسطيني صدر مساء السبت.