مستشار الرئيس الأميركي وصهره جاريد كوشنر (AP)
تابعنا

ما المهم: قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس إن ما تقوم به الإدارة الأميركية "لن يجعلنا نتنازل عن ثوابتنا الوطنية وحقوقنا المشروعة، ولن نوافق على صفقة عصر مخالفة للشرعية الدولية، ولن يغير حقيقة أن القدس الشرقية هي عاصمة دولتنا الفلسطينية".

ويسبق هذا التصريح المرحلة الأوّلية للخطة الأميركية التي من المقرر الشروع في تقديمها هذا الشهر، ولا تلقي الإدارة الأميركية بالاً لرفض الجانب الفلسطيني الذي لم يعد يريدها وسيطاً في أي محادثات مع الجانب الإسرائيلي، فيما تستمر في دعم الجانب الإسرائيلي بشكل كامل وواضح.

المشهد: قال عباس في كلمة، الإثنين، بمناسبة الذكرى الـ54 لانطلاق حركة "فتح"، إن "ما قامت به الإدارة الأميركية من انحياز للاحتلال باعترافها بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارة بلادها إليها، واتخاذها إجراءات عقابية ضدنا، لن يهزنا، كما أن كل ذلك لن يزيل أو يقوض حقنا في القدس".

ونشرت الصحيفة البريطانية "ذي غارديان"، الثلاثاء، تقريراً قالت فيه إنه بعد سنتين من الحديث عنها، يبدو أن الصفقة النهائية التي يودّ دونالد ترمب تقديمها للفلسطينيين والإسرائيليين، باتت على وشك أن تدخل مرحلة ما قبل الإطلاق كما يقول مهندسوها، إذ إن الرئيس الأميركي قال في سبتمبر/أيلول الماضي، إن خطّة السلام التي أعدّها فريقه ستكون جاهزة قبل نهاية شهر يناير/كانون الثاني.

وأضافت الصحيفة أنه بغض النظر عن الصفقة المنتظرة، فإن خطّة أخرى للمنطقة قد بدأت بالفعل على الأرض، تحاول فيها الولايات المتحدة تقوية الجانب الإسرائيلي وإضعاف الفلسطينيين.

وحققت الولايات المتحدة رغبات الإسرائيليين واللوبيات اليمينية المتشددة بإيقاف الدعم المالي عن "الأونروا"، وإعلان القدس عاصمة لإسرائيل، وإغلاق المكاتب الديبلوماسية الفلسطينية في واشنطن، وإغلاق القنصلية الأميركية التي كانت تخدم الضفة الغربية وقطاع غزة.

وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن الأميركيين مستمرون في خطتهم التي ستظهر قريباً، ولا يلقون بالاً للاعتراض الفلسطيني، ولكثير من النقاط الخلافية، بما فيها مسألة استمرار مستوطنات الضفة الغربية المخالفة للقانون الدولي. وفي هذا الصدد، قال جيسون غرينبلات، المبعوث الأميركي لشؤون الشرق الأوسط، وقائد فريق ترمب فيما يخص خطة السلام هذه، "لا تشكلّ المستوطنات عائقاً أمام السلام".

الخلفية والدوافع: "صفقة القرن" هي التسمية الدارجة إعلامياً للإشارة إلى ما تسميه الإدارة الأميركية خطة سلام وحلاً نهائياً للصراع الفلسطيني الإسرائيلي. وعلى الرغم من أن تفاصيل هذه الخطة لن تظهر إلا مع نهاية الشهر الحالي، فإن تسريبات تشير إلى أنها ربما ستلغي ما كان يسمى "قضايا الوضع النهائي"، أي القدس، وتفكيك المستوطنات، وعودة اللاجئين، وستخرجها من دائرة المفاوضات، بالإضافة إلى ترتيبات أخرى تخصّ قطاع غزة ومناطق في الضفة الغربية.

وترفض السلطة الفلسطينيّة الصفقة بشكل كامل، حيث صرح الرئيس الفلسطيني في وقت سابق قائلاً إنها "لن تمر"، فيما قال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية أحمد مجدلاني إنها "تصفية للقضيّة الفلسطينيّة".

ويعمل فريق أميركي منذ الأشهر الأولى لانتخاب ترمب على تحضير خطّة السلام هذه، ويتكوّن هذا الفريق أساساً من كل من مستشار الرئيس الأميركي وصهره جاريد كوشنر، وجيسون غريبنلات المبعوث الأميركي لشؤون الشرق الأوسط، وديفيد فريدمان السفير الأميركي في إسرائيل.

ما التالي: يقول تقرير "ذي غارديان" إن الولايات المتحدة لن تستطيع المضي قدماً في خطتها دون موافقة ومشاركة الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي، وإلا فإن خطتها ستسقط. وتورد الصحيفة قول غرينبلات "على الطرفين أن يقررا ما إذا كانت الخطة تناسبهما".

وتذهب الصحيفة إلى أن المزاج العام الإسرائيلي لا يذهب في اتجاه صفقة سلام، وهذا سيؤثر على قرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بينيامين نتنياهو الذي تهمه مجاراة الشارع قبل الانتخابات الإسرائيلية المقبلة.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً