معارك عنيفة للسيطرة على وسط باخموت وقائد أوكراني يؤكد صعوبة الوضع / صورة: AFP (AFP)
تابعنا

قال قائد القوات البرية الأوكرانية أولكسندر سيرسكي الاثنين إن "معارك عنيفة" تدور مع القوات الروسية للسيطرة على وسط باخموت شرقي أوكرانيا، مؤكداً معلومات سابقة أفاد بها الجانب الروسي.

ونقل المكتب الإعلامي للجيش عن سيرسكي قوله إنّ الروس "يهاجمون من عدّة اتجاهات... للتقدّم نحو أحياء الوسط".

وكان يفغيني بريغوجين رئيس فاغنر الروسية المسلّحة قال: "كلّما اقتربنا من وسط المدينة ازدادت المعارك قسوة".

وأقّر سيرسكي بأن الوضع حول باخموت لا يزال صعباً لكن القوات الأوكرانية تصد كل المحاولات الروسية للاستيلاء على المدينة.

ونقلت منصة تليغرام التابعة للمركز العسكري الإعلامي الأوكراني عن سيرسكي قوله: "لا يزال الوضع حول باخموت صعباً. جرى صد كل محاولات العدو للسيطرة على المدينة بالمدفعية والدبابات وغيرها من القوة النارية".

وأضاف أن مجموعة فاغنر الروسية "تهاجم من عدة اتجاهات وتحاول اختراق دفاعات قواتنا والتقدم إلى مناطق وسط المدينة".

وكان الجيش الأوكراني أعلن الأحد أن "15 بلدة في منطقة باخموت تعرّضت لنيران روسية في اليوم السابق"، ما يشير إلى حدّة القتال حالياً في المنطقة.

من جانبه أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الأحد أن أكثر من 1100 قتيل سقطوا في صفوف القوات الروسية خلال أقل من أسبوع بالمعارك قرب مدينة باخموت، وهي محور القتال حالياً شرق أوكرانيا.

وقال زيلينسكي بخطابه المسائي اليومي المصور: "في أقل من أسبوع بدءاً من السادس من مارس/آذار تمكّنا من قتل أكثر 1100 جندي معاد في قطاع باخموت وحده".

وأضاف أن 1500 جندي روسي أصيبوا أيضاً بجروح بالغة بما يكفي لإبعادهم عن أي عمليات أخرى، كما دُمرت عشرات القطع من عتاد العدو وأكثر من عشرة مستودعات ذخيرة روسية.

"أكثر فاعلية"

قال بيترو قائد واحدة من ثلاث مروحيات هجومية (أم آي-8) نفذت لتوها غارة على هدف قرب باخموت لوكالة الصحافة الفرنسية: "بداية الحرب لم تكن لدينا مُسيّرات وكانت المهمات أكثر تعقيداً وأقل فاعلية".

وأضاف: "لكن في الصيف بدأنا نتلقى طائرات مسيّرة ومعدات أخرى (...) اليوم أصبحنا أكثر فاعلية".

من جهتها أعلنت وزارة الدفاع البريطانية أن مجموعة فاغنر المسلّحة الروسية "سيطرت خلال الأيام الأربعة الماضية" على الجزء الأكبر من شرق باخموت. وقالت إن "القوات الأوكرانية تسيطر على غرب المدينة وهدمت الجسور الرئيسية فوق النهر" الذي يعبرها.

في باخموت مركز النزاع حالياً، قال يفغيني بريغوجين رئيس مجموعة فاغنر عن تقدم جديد لرجاله الذين يقاتلون هناك على خط المواجهة.

وقال في تسجيل فيديو السبت: "هذا هو مبنى الإدارة البلدية المركز الإداري للمدينة" مشيراً من سطح مبنى إلى مبنى آخر من أجل رسم هذا التقدم.

وأضاف في مقطع الفيديو الذي بثه الجهاز الإعلامي لشركته "كونكورد" إن المبنى "يبعد 1.2 كيلومتر"، موضحاً أن "هذه هي المنطقة وتوجد معارك مستمرة". ولا يمكن التحقق من هذه المعلومات من مصدر مستقل على الفور.

يحاول الروس منذ أسابيع تطويق المدينة التي كان يبلغ عدد سكانها سبعين ألف نسمة قبل بدء النزاع، ونجحوا في قطع طرق إمداد مهمة للجنود الأوكرانيين.

واعترفت نائبة رئيس الوزراء الأوكراني أولغا ستيفانيتشينا بأن "مقاومة وردع القوات في باخموت تزداد تعقيداً بالنسبة إلينا".

وأضافت: "نقدّر أن الجيش الروسي خسر حتى الآن 150 ألف رجل منذ العام الماضي في هجماته العسكرية على أرضنا"، مشيرة في الوقت نفسه إلى أن "الكتلة البشرية للمشاة (الروس) سلاح هائل ولا ينضب على ما يبدو في حجمه وعلى مر الوقت".

ضربات على خيرسون

يشكك مُحلّلون في الأهمية الاستراتيجية لباخموت بحد ذاتها، لكن هذه المعركة -وهي الأطول منذ بدء الهجوم الروسي قبل أكثر من عام- اكتسبت طابعاً رمزياً لكييف وموسكو على حد سواء. وتريد موسكو تحقيق انتصار هناك بعد عدد من النكسات.

وفي تسجيل الفيديو قال يفغيني بريغوجين الذي يخوض مواجهة علنيّة مع القيادة العسكرية الروسية خصوصاً من أجل الحصول على مزيد من الذخيرة إن "أهم شيء هو الحصول على الكمية المناسبة من الذخيرة والتقدم".

وهاجم بريغوجين من جديد علناً وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو ورئيس الأركان فاليري غيراسيموف، ووصفهما بنبرة ساخرة بأنهما "قائدان عسكريان استثنائيان".

وبالنبرة نفسها تابع الرجل الذي لا يكف عن انتقاد استراتيجية القيادة العسكرية على الأرض: "أؤيد بالكامل وبالتأكيد كل جهودهما".

في موازاة ذلك يواصل الجيش الروسي هجماته في مناطق أخرى.

والأحد أعلنت السلطات الأوكرانية الإقليمية أن الضربات الروسية على مدينة خيرسون الجنوبية التي حررها الجيش الأوكراني في نوفمبر/تشرين الثاني أسفرت عن مقتل ثلاثة مدنيين وإصابة ثلاثة آخرين السبت.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً