الطائرة الإسرائيلية في صورة أخيرة قبل  إسقاطها (وسائل إعلام عبرية)
تابعنا

قبل عامين أعلنت وسائل إعلام عبرية العثور على ساعة يد تابعة لأحد ضحايا حادثة الطائرة الإسرائيلية التي أسقطت في سماء بلغاريا قبل 66 عاماً.

الساعة المذكورة كانت وقعت في يد مواطن بلغاري عثر عليها في مكان تحطم الطائرة المذكورة، وظل محتفظاً بها لنحو 64 سنة ثمّ سلّمها للسفارة الإسرائيلية.

الحادثة التي تصفها الصحف الإسرائيلية بأنها "أليمة" لا تزال تتردد كل عام في 27 يوليو/تموز تحديداً، وهو اليوم الذي شقت فيه أو أسقطت بشكل أدق.. فما الحكاية؟

في 27 يولو/تموز عام 1955 كانت طائرة شركة "العال" الإسرائيلية التي تحمل رقم 401 في طريقها من العاصمة البريطانية لندن إلى مطار اللد قرب تل أبيب، لكنها لم تصل أبداً وسرعان ما اختفت عن شاشات الرادار.

ساعة أحد الضحايا عادت بعد 64 عاماً (ynet.co.il)

تشير صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية إلى أن الطائرة وبسبب ظروف جوية غير ملائمة اضطرت إلى تغيير مسارها فوق مثلث حدودي تابع لليونان، وبلغاريا ويوغسلافيا ثم دخلت المجال الجوي التابع لبلغاريا.

وفي ظل حالة الاحتقان التي كانت تسود العالم كله في تلك الأثناء، ظهر للسلطات المعنية في بلغاريا أن أمراً غير معتاد يجري في السماء فأرست على الفور مقاتلتين حربيتين، فيما لم يلحظ الطيار الإسرائيلي المقاتلتين إلا بعد مرور وقت طويل، وحاول ساعتها العودة إلى المجال الجوي لليونان.

المقاتلات البلغارية التي لم تلقَ استجابة من الطائرة الإسرائيلية أطلقت النار باتجاهها، وأسقطت بالقرب من مدينة بيتريتش البلغارية وقتل في حينه كل من كان على متنها، وهم 58 شخصاً.

وكان على متن الطائرة 15 إسرائيلياً، و12 أمريكياً، و6 فرنسيين، و5 سوفيتيين، و4 كنديين، و4 بريطانيين، و4 جنوب إفريقيين، و3 من ألمانيا الغربية، وأسترالي واحد، ومواطن سويدي وشخصان بلا جنسية.

وأرسلت تل أبيب لجنة تحقيق مختصة إلى بلغاريا للتحقيق في الظروف التي أدت إلى سقوط الطائرة، لكن اللجنة وفق الإسرائيليي، لم تجد أي تعاون من قبل السلطات البلغارية، وعلى الرغم من ذلك توصلت إلى أن الطائرة أسقطت من قبل مقاتلات حربية.

وذكرت اللجنة الإسرائيلية أن السلطات في بلغاريا لم تتعاون وسعت إلى إخفاء بعض أجزاء الطائرة المنكوبة.

في 3 أغسطس/آب عام 1955 اعترفت الحكومة البلغارية بأن الطائرة الإسرائيلية أسقطت من قبل مقاتلتين بلغاريتين وأبدت استعدادها لدفع تعويضات. ولكنها غيّرت موقفها هذا بعد نحو عامين ورفضت تحمل المسؤولية عن سقوط الطائرة، وأصرت على دفع تعويضات بالعملة البلغارية.

عام 1956 طالبت إسرائيل بلغاريا بدفع تعويضات عن الأضرار الناجمة عن إسقاط الطائرة، وتعويضات لعائلات الضحايا، وأوفدت لجنة مختصة للتفاوض على ذلك لكنها لم تحرز أي تقدم أمام البلغاريين الذين طالبوا إسرائيل بتقاسم المسؤولية مع بلغاريا.

وظلت المفاوضات بين الجانبين مستمرة، وأحالت إسرائيل القضية لمحكمة الجنايات الدولية التي قالت عام 1959 إنها غير مختصة ببحث الموضوع.

ووضعت القضية أوزارها عام 1963 بعد سنوات طويلة من التفاوض، حين جرى الإعلان عن التوصل إلى اتفاق دفعت فيه بلغاريا تعويضات لذوي الضحايا.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً