الشيخ رائد صلاح متفائل رغم تنكيل الاحتلال (Reuters)
تابعنا

كشف خالد زبارقة، محامي رئيس الحركة الإسلامية المحظورة إسرائيلياً الشيخ رائد صلاح، الأربعاء، أن الشيخ يعيش ظروفاً صعبة للغاية داخل غرفة العزل الانفرادي في سجن "أوهالي كيدار" الإسرائيلي بمنطقة النقب التي تُعرف بتضاريسها الصعبة وطقسها المتقلب.

وقال زبارقة في سياق مقابلة خاصّة مع TRT عربي، إن "إصرار السلطات الإسرائيلية على إبقاء الشيخ رائد رهن العزل الانفرادي داخل السجن يزيد قساوة الاعتقال"، مشيراً إلى أنّ الشيخ يبلغ من العمر 62 عاماً، وبالتالي فإن العزل المستمر من شأنه أن يؤثر عليه ويزد ظروفه سوءاً.

وأشار المحامي إلى أنه "لا وجود لأيّ مبرر قانوني ولا إنساني لاستمرار عزل السلطات الإسرائيلية الشيخ رائد صلاح، الذي تمارس بحقه التعذيب النفسي".

هم يريدون تقييد فكر الشيخ ومنهجه والأفكار التي ينادي من أجلها، بل يريدون تقييد مفهوم القدس والأقصى والمفهوم العربي والإسلامي لهذه القضايا

خالد زبارقة- محامي الشيخ رائد صلاح

ويضرب زبارقة مثلاً حول المعاملة التي يُعامل بها سجّانوا الاحتلال الشيخ المعروف بـ"شيخ الأقصى" قائلاً:" أحد السجانين الإسرائيليين كان ينادي الشيخ رائد صلاح بلقبه، إذ ينادى بالشيخ، لكن مدير السجن عندما تنبّه للأمر استدعاه ووبّخهه، ثمّ أمره بأن لا يناديه إلا باسم (رائد) دون أي ألقاب".

ويضيف "يحاولون التدخل في اسم الشيخ ولقبه، ويعتقدون أنهم يستطيعون من خلال أسره أن يقيّدوه، هم يريدون تقييد فكر الشيخ ومنهجه والأفكار التي ينادي من أجلها، بل يريدون تقييد مفهوم القدس والأقصى والمفهوم العربي والإسلامي لهذه القضايا".

لكن، ورغم التنكيل المستمر، فإن المحامي زبارقة يقول إن "نفسية الشيخ رائد صلاح كما هي لم تتحطم، لا يزال يتمتع بروح معنوية عالية وهو مدرك جيّداً ظروف الاعتقال وأهداف الأسر، وبسبب هذا الإدراك يواجه هذه الظروف ويسعى للانتصار عليها".

ظروف الاعتقال

يقول المحامي إن "شيخ الأقصى" يسمح له فقط بلقاء محاميه وأفراد عائلته من الدرجة الأولى، ولكن بسبب انتشار فيروس كورونا مُنع أفراد عائلته من زيارته، "بل وأمعنت إدارة السجن في التنكيل من خلال منع الشيخ من التواصل مع أهله عبر الهاتف، في حين تسمح للقتلة والمجرمين بالاتصال بذويهم".

ويكشف أن الشيخ يتعرض لسياسة قمع لا تُطبَّق على باقي السجناء الذين يتمتعون بحقوق كثيرة، هو ممنوع منها.

ويوضح لـTRT عربي: "قبل فترة طلبت من إدارة السجن السماح للشيخ بالاتصال هاتفياً بأمه، وهي عجوز كبيرة بالسن، يحبها الشيخ كثيراً وتحبه، لكنهم رفضوا هذا الطلب، وبقيا ممنوعين من اللقاء والاتصال".

إدارة السجون الإسرائيلية ترفض السماح للشيخ رائد بالاتصال بوالدته المسنة  (TRT Arabi)

ويشير زبارقة إلى أن السلطات الإسرائيلية قرّرت مؤخراً تمديد فترة العزل الانفرادي للشيح رائد صلاح، ويلفت إلى أن ذريعتهم "الواهية" كانت أن "الشيخ إنسان مؤثر ووجوده بين الأسرى من شأنه أن يؤثّر فيهم، وهم يخشون أن يكوّن من حوله قوّة داخل السجن".

ويقول: "لا أدري كيف سمحوا لأنفسهم بأن يصلوا إلى مثل هذا المستوى من التفكير، إنهم يخشون الشيخ وهو عندهم أسير مقيّد داخل زنزانة منفردة".

ويؤكد المحامي أن الشيخ لا يُسجن بسبب الملف الذي قُدّم ضده "بل يُسجن بسبب نشاطه وفكره في ما يتعلق بمدينة القدس المحتلة والمسجد الأقصى المبارك، السلطات الإسرائيلية تسعى للانتقام من الشيخ رائد بسبب نشاطه وبسبب دعمه لمدينة القدس وحمله هَمّ المسجد الأقصى".

وحول آخر لقاء بين المحامي والشيخ يقول زبارقة: "زرته يوم الأحد الماضي، عندما قرّروا إخراجه من الزنزانة فرّغوا ساحة السجن بشكل تامّ من كل الأسرى، وأتوا به مقيَّدًا بالأصفاد للقائي".

المحامي خالد زبارقة: الشيخ رائد صلاح يعاني جرّاء العزل الانفرادي وسلوك إدارة السجن الإسرائيلي (موقع موطني 48)

الفرج القريب

ويضيف رداً على سؤال لـTRT عربي حول ظروف الشيخ داخل سجنه: "شعرت أن الشيخ متفائل جداً بوعد الله والفرج القريب، لقد كنت أزوره طيلة سنوات سجنه، لكنني اليوم أشعر أنّه متفائل أكثر من أي وقت مضى، ولا أذكر أنني رأيته بمثل هذه المعنويات من ذي قبل".

ويشير إلى أن "الشيخ رائد متفائل لأنّه متابع جيّد للأحداث وسياقاتها، سواء على صعيد محلي أو دولي، ومتابع جيّد لسلوك المؤسسة الإسرائيلية والاحتلال، ومن خلال قراءته للأحداث يبدو مقتنعاً أن كل ما يجري يسير باتجاه فتح أبواب الفرج القريب".

ويوضح زبارقة أن ظروف السجن الإسرائيلي لا تسمح للمحامي بالتحدث مع الشيخ في كل الموضوعات، ويضيف: "لا شك بأن جلستي مع الشيخ رائد تراقبها السلطات الإسرائيلية".

ويقول إنه تَعرَّض لكثير من المتاعب بسبب كونه ممثلاً للشيخ رائد صلاح، مضيفاً: "لا أتحدث عن زيارته داخل السجن فحسب، بل تعرضت في كثير من الأحايين للاعتداءات والقمع والتنكيل".

ويلفت إلى أن إدارة السجن تضرب بسور من حديد وزجاج بين المحامي والشيخ رائد صلاح عند اللقاء، "فقط في الزيارة الأخيرة سمحوا لي بلقائه وجهاً لوجه، سلّمت عليه وقبّلته".

معاناة مختلفة

تبدو معاناة الشيخ رائد صلاح داخل سجنه الإسرائيلي غريبة، أو لا تشبه في طبيعتها معاناة كثير من الأسرى الآخرين، يقول المحامي إن الشيخ "يعاني بسبب ضيق الوقت، قال لي إنه يخشى أن تنتهي فترة السجن دون أن ينهي مهامه كلها".

أيّ مهام؟ سألنا المحامي، فأجاب: "الشيخ يضع لنفسه برنامجاً داخل السجن، نعم هو يعاني نفسياً وجسدياً بسبب معاملة الاحتلال وظروف الاعتقال، لكنه يعاني أكثر جراء قلّة الوقت، هو شخص متفائل جداً ويحسب الوقت بالدقائق والثواني ويسعى لأن ينجز كثيراً في خلوته، مثل كتابة الشعر، والأدب، والقراءة، إنه يسابق الزمن، بل إنه يسجن السجن بشكل فعلي، ولا يسمح للسجن بأن يسجنه".

ويشير المحامي إلى أن الشيخ رائد وهو في زنزانته لا يزال يحمل الهمّ العامّ، وهمّ العائلة، "إنه يعيش حياة متوازنة ولا يقصّر في أيّ شيء".

TRT عربي
الأكثر تداولاً