مدينة ماريوبول الأوكرانية المحاصرة غارقة في وضع حرج "ميؤوس منه تقريباً" (Evgeniy Maloletka/AP)
تابعنا

أعلنت الإدارة العسكرية الإقليمية في مدينة لفيف الأحد أن روسيا شنت غارة جوية على قاعدة عسكرية أوكرانية في يافوريف غرب البلاد قرب الحدود البولندية.

وأضافت الإدارة في بيان: "المحتلون شنّوا غارة جوية على المركز الدولي لحفظ السلام والأمن، ووفقاً لبيانات أولية أطلقوا ثمانية صواريخ".

واستهدف الهجوم وحدة عسكرية بالمنشأة وفقاً لأنطون ميرونوفيتش المتحدث باسم أكاديمية القوات البرية التابعة للقوات المسلحة الأوكرانية.

وأضاف ميرونوفيتش: "وفقاً للمعطيات الأولية لا يوجد قتلى لكن يجري استيضاح المعلومات عن الجرحى".

وتقع منشأة التدريب العسكري على بعد أقل من 25 كيلومتراً من الحدود البولندية.

وفي سياق متصل تخشى السلطات الأوكرانية حدوث حصار لكييف، لكنها تعهّدت بأن "تُدافع بلا هوادة" عن العاصمة في وجه القوات الروسيّة التي تقصف الجنوب الأوكراني، حيث تأمل مدينة ماريوبول المحاصرة وصول قافلة مساعدات إنسانيّة الأحد.

وقالت نائبة رئيس الوزراء الأوكراني إيرينا فيريشتشوك إن هذه القافلة ظلت عالقة أكثر من خمس ساعات عند نقطة تفتيش روسية السبت.

ويُعتبر ذلك حيوياً بالنسبة إلى ماريوبول، فهذه المدينة الساحلية الاستراتيجية غارقة في وضع حرج "ميؤوس منه تقريباً"، وهي تفتقر إلى الطعام وسكانها محرومون الماء والغاز والكهرباء والاتصالات، وقد فشلت محاولات إجلاء مئات آلاف المدنيين مرات عدة.

وتقرّ موسكو بأن الوضع "في بعض المدن" اتخذ "أبعاداً كارثية"، وفق وكالة الصحافة الفرنسية نقلاً عن وكالات أنباء روسية.

واتهم الجنرال الروسي ميخائيل ميزينتسيف "القوميين" الأوكرانيين بزرع ألغام بالمناطق السكنية وتدمير البنية التحتية حارمين بذلك المدنيين طُرقاً للإجلاء والموارد الأساسية.

من جانبه اتهم جهاز المخابرات الأوكراني روسيا بإطلاق النار على قافلة كانت تجلي نساء وأطفالاً من قرية بريموها بمنطقة كييف، ما أسفر عن مقتل 7 أشخاص بينهم طفل، وفق وكالة رويترز.

وقال الجهاز التابع لوزارة الدفاع في بادئ الأمر إن القافلة غادرت القرية في نطاق "ممر أخضر" كان اتُّفق عليه مع روسيا، لكن تراجع الجهاز في بيان آخر وقال إن الأمر لم يكن كذلك في الواقع، وإن القافلة غادرت القرية من تلقاء نفسها.

وأضاف: "هذا أمر خطير للغاية لأن قوات الاحتلال تقضي بلا رحمة على السكان المدنيين، نحثّ جميع المواطنين المعرضين للخطر على اتباع المعلومات الرسمية المتعلقة بوسائل الإجلاء واستخدام الممرات الآمنة فحسب".

لكن روسيا تصر على نفي استهداف المدنيين منذ بدء هجومها على أوكرانيا، وتحمّل كييف فشل عمليات إجلاء المدنيين من أكثر المناطق تضرراً ومنها مدينة ماريوبول الساحلية الجنوبية.

استمرار الجهود الدبلوماسية

وأمس السبت أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن روسيا تبنّت "نهجاً مختلفاً بشكل جوهري" عن توجّهاتها السابقة، خلال المفاوضات الرامية إلى إنهاء الحرب.

ورداً على سؤال حول تصريحات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين التي تحدث فيها عن "أوجه تقدم" في المحادثات الروسية-الأوكرانية، قال الرئيس الأوكراني إنه "سعيد بتلقي إشارة من روسيا".

وأضاف زيلينسكي أنه خلال النقاشات الأخيرة "بدأنا الحديث" ولم تعد موسكو "تصدر الإنذارات فقط"، الأمر الذي يشكل "نهجاً مختلفاً بشكل جوهري".

ووفق الرئيس الأوكراني اتصل بلده بروسيا "أكثر من اثنتي عشرة مرة" مدى العامين الماضيين "من دون أن يتلقى رداً على الإطلاق حول إمكان إجراء حوار".

تأتي تصريحات زيلينسكي عقب لقاء عُقد الخميس بين وزيرَي الخارجية الروسي والأوكراني في تركيا، هو الأول على هذا المستوى منذ بداية النزاع.

وعقدت قبل ذلك ثلاث جلسات من المحادثات على مستوى الوفود، الأولى على الحدود الأوكرانية-البيلاروسية والجلستان التاليتان على الحدود البولندية-البيلاروسية.

وكشف زيلينسكي للمرة الأولى منذ بدء الهجوم الروسي أنه "قضى نحو 1300 من جنودنا"، من دون تفاصيل إضافية.

وأكد أن الجيش الروسي خسر "نحو 12 ألف جندي"، مضيفاً أنها "نسبة واحد على عشرة، لكنني لست سعيداً بذلك".

بينما لم يؤكد الجيش الروسي عدد جنوده الذين قتلوا منذ بداية الهجوم حتى الآن.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً