رئيس دائرة الاتصال في الرئاسة التركية فخر الدين ألطون يصف قرار القضاء السعودي بخصوص قضية مقتل خاشقجي بـ"الفضيحة" (AP)
تابعنا

وصف رئيس دائرة الاتصال في الرئاسة التركية فخر الدين ألطون قرار القضاء السعودي بخصوص قضية مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي داخل قنصلية بلاه في إسطنبول، بأنه "مجرد استهزاء بعقول الناس".

ونشر ألطون تغريدة على تويتر، قال فيها إن "تركيا سوف تواصل جهودها من أجل كشف جميع تفاصيل مقتل خاشقجي"، مضيفاً أن "قرار القضاء السعودي بشأن مقتل خاشقجي والادعاء بأن حفنة من مسؤولي الاستخبارات ارتكبوا هذه الجريمة مجرد استهزاء بذكاء العالم بأسره".

وهاجم ألطون بشدة قرار القضاء السعودي الذي جاء بعد أشهر من جلسات الاستماع السرية حول اغتيال خاشقجي، معتبراً إياه "فضيحة"، ومؤكّداً مواصلة بلاده "بذل الجهود لكشف تفاصيل الحدث".

وقال ألطون: "القرار منح حصانة للأشخاص الذين أرسلوا عصابة القتل إلى إسطنبول على متن طائرة خاصة، وقاموا باغتيال خاشقجي وإخفاء جثته".

وقالت وزارة الخارجية التركية الاثنين، إن الأحكام التي أصدرها القضاء السعودي على المتهمين بمقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، "أبعد ما تكون عن تحقيق العدالة"، مضيفة "نكرر الدعوة للتعاون القضائي مع السلطات السعودية" في التحقيقات.

ولفت بيان صدر عن المتحدث باسم الخارجية حامي أقصوي إلى أن "بقاء عناصر مهمة في القضية مثل تحديد مصير الجثمان والمحرضين على الجريمة والمتعاون المحلي، إن وُجِد، غامضةً هو نقص أساسي في مبدأ المساءلة والحساب وتحقيق العدالة".

وتابع البيان: "كشف تفاصيل هذه الجريمة التي ارتُكِبت على أراضينا وتقديم مرتكبيها إلى العدالة ومعاقبتهم بما يستحقونه ليست مسألة حقوقية فقط، وإنما في الوقت نفسه مسؤولية أخلاقية يمليها علينا ضميرنا".

في السياق نفسه، ندد الأمين العام لمنظمة مراسلون بلا حدود كريستوف ديلوار الاثنين، بتبرئة المتهمين الرئيسيين في قضية مقتل الصحفي السعودي، ووصف ذلك بأنه أمر "لا يحترم العدالة الدولية".

جاء ذلك في تغريدة نشرها ديلوار على تويتر، تعقيباً على إعلان النيابة السعودية صدور حكم أولي بإعدام 5 أشخاص، ليس من بينهم المسؤولون البارزون، سعود القحطاني وهو مستشار سابق لولي العهد محمد بن سلمان، وأحمد عسيري النائب السابق لرئيس الاستخبارات السعودية، ومحمد العتيبي القنصل السعودي السابق بإسطنبول.

وقال ديلوار: "العدالة لم تُحترم، وهذه المحاكمة لم تحترم مبادئ العدالة المعترف بها دولياً"، مشيراً إلى أن "هذه الأحكام يمكن أن تكون وسيلة لإسكات الشهود على عملية الاغتيال إلى الأبد"، دون تفاصيل عن هؤلاء الشهود.

من جانبها، نددت خديجة جنكيز خطيبة خاشقجي، بتبرئة المسؤولين السعوديين البارزين من الاتهام بمقتله.

وانتقدت المقررة الأممية أنييس كالامار تبرئة مسؤولين سعوديين بارزين من الضلوع في الجريمة، ووصفت الأحكام الصادرة بأنها "مثيرة للسخرية".

وفي وقت سابق من الاثنين، أصدرت محكمة سعودية حكماً أوليّاً بإعدام 5 أشخاص (لم تسمهم) من بين 11 متهماً، كما عاقبت 3 مدانين منهم بأحكام سجن متفاوتة تبلغ في مجملها 24 عاماً، وقضت بعقوبة تعزيرية على 3 مدانين آخرين لعدم ثبوت إدانتهم، ما يعني تبرئتهم.

وأعلنت النيابة السعودية خلال مؤتمر صحفي، أن المحكمة الجزائية بالرياض برّأت القحطاني لعدم توجيه تهم إليه وعسيري لعدم ثبوت تهم عليه، والعتيبي الذي أثبت وجوده في مكان آخر وقت مقتل خاشقجي.

وفي ديسمبر/كانون أول 2018، كشفت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية عن مضمون 11 رسالة مشفّرة اعترضتها وكالة المخابرات الأمريكية CIA كان قد أرسلها ولي العهد السعودي إلى مستشاره القحطاني قبل مقتل خاشقجي.

وحسب الصحيفة الأمريكية، أرسل ابن سلمان 11 رسالة على الأقل إلى القحطاني"في ساعات قليلة سبقت وتلت عملية قتل خاشقجي"، وفقاً لتقييم سري للغاية لوكالة الاستخبارات الأمريكية.

وفي ديسمبر/كانون الأول 2018، أصدرت محكمة تركية مذكرة توقيف بحق عسيري والقحطاني، مؤكدة وجود أدلة على اتهامهما بالمشاركة في "القتل المتعمد بطريقة وحشية أو عبر التعذيب مع سبق الإصرار والترصد".

وقتل خاشقجي، في 2 أكتوبر/تشرين الأول 2018، داخل القنصلية السعودية بإسطنبول، في قضية هزت الرأي العام الدولي. وبعد 18 يوماً من الإنكار والتفسيرات المتضاربة، أعلنت الرياض مقتله داخل القنصلية، إثر "شجار" مع أشخاص سعوديين، وأوقفت 18 مواطناً ضمن التحقيقات، دون كشف المسؤولين عن الجريمة أو مكان الجثة.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً