تعبيرية - الاسترخاء والشعور باللحظة يفيدان لمواجهة الخوف (Others)
تابعنا

يمر العديد من الناس في حياتهم بفترات يشعرون فيها بعدم الارتياح. ولا يتعلق هذا الشعور بفاتورة لم تدفع، أو تراكم الديون. ففي أغلب الأحيان تسير كل الأمور على ما يرام، لكنهم يشعرون بالقلق، الذي يُرد في الحقيقة إلى أنهم على عتبة تحول في حياتهم تجعلهم يخافون من مستقبل مجهول.

من أنا؟

 يعاني الكثير من هؤلاء نتيجة دخولهم في مرحلة تحول في الحياة، مثل"أصيل" الطالبة اليمنية في إحدى جامعات إسطنبول. والتي قالت لـ" TRT عربي" إنها بدأت تشعر بـ"الذعر"، مشيرة إلى أنّها تكافح من أجل تجاوز قلقها وخوفها مما قد يحمله الغد. وتقول: "أسأل نفسي كثيراً: من أنا وما الهدف الذي علي الوصول إليه؟، وهذا يجعلني أشعر بعدم الاستقرار رغم أوضاعي الدراسية والمادية الجيدة".

وبحسب الكاتبة الأميركية في القيادة والذكاء العاطفي مارسيا رينولدز، فإن الدماغ يسجل "الشعور بالأزمة في المراحل المبكرة من التحول، ويسميها البعض "أزمة" لأنها لا تستطيع الإجابة على الأسئلة الوجودية، مما يترك الناس في حالة من الذعر.

الرغبة في معرفة ما تدور حوله الحياة ومعرفة اتجاهها تجعل المرء يشعر بعدم اليقين بشأن المستقبل وعدم الرضا عن الحاضر

مارسيا رينولدز

وتقول رينولدز في مقال نشره موقع "سايكولوجي توداي" الأميركي، إنها وجدت في بحثها مع النساء اللاتي حققن نجاحاً كبيراً، أن "اضطراب الهوية" يمكن أن يظهر في أي وقت، حتى لو كانت الحياة مستقرة.

وأوضحت أنّ "الرغبة في معرفة ما تدور حوله الحياة ومعرفة اتجاهها تجعل المرء يشعر بعدم اليقين بشأن المستقبل وعدم الرضا عن الحاضر، حيث يشعر الفرد بالضياع عندما يثير التساؤلات ويظن أن على الحياة أن تفسر نفسها وتقدم الإجابات بشكل واضح". 

يحدث في الغالب أن يقوم الشخص حين شعوره بالقلق بتغيير وظيفته، أو الانتقال من علاقة إلى أخرى بحثاً عما قد يشعر بأنه صواب، وذلك بدلاً من أخذ الوقت الكافي لمعرفة نفسه بشكل أفضل. الأمر الذي قد يؤدي إلى زيادة احتمال فقدانهم للهدف ومن ثم فقدانهم لإحساسهم بالذات، بحسب الكاتبة الأميركية.

 "رهاب الزمن"

تندرج كرونوفوبيا تحت فئة أنواع معينة من الرهاب، وهي كلمة مشتقة من كلمة كرونوس اليونانية وتعني الزمن وكلمة فوبوس وتعني الخوف.

وتعرف الـ"كرونوفوبيا" بأنها الخوف الدائم وغير العقلاني في كثير من الأحيان من المستقبل أو الخوف من مرور الوقت، نظراً إلى أن الزمن يمكن اعتباره "كائناً محدداً"، كما يشير الموقع.

صراع الإنسان مع الزمن مسألة ألقى الضوء عليها العديد من الكتاب والفلاسفة والعلماء كما النقاد الاجتماعيين، محاولين البحث عن طبيعة الزمن المراوغة.

أعراض  الخوف من المستقبل

يشعر من يعاني من الـ "كرونوفوبيا" بخوف شديد من "الزمن"، كأن يشعر المرء فجأة أن اللحظة الحالية ستكون في الماضي قريباً، ويمكن لهذا التفكير حينها أن يرعبه. ويصبح قلقاً  للغاية لدرجة أنه قد يؤثر على أدائه اليومي. ويزداد التأثر بهذا الشعور  بشكل رئيس على نزلاء السجون، والمسنين أو الأفراد الذين يعانون بالفعل من اضطرابات القلق المختلفة نتيجة فقدان العمل، أو وفاة أحد الأحبة، أو الانفصال، وفق الموقع.

وتظهر أعراض رهاب الزمن على الأفراد بشكل مختلف. فعلى سبيل المثال، قد يتخلى شاب يعاني من هذا الخوف عن الكلية التي ينشغل فيها معظم الناس في عصره وهم يستعدون لمستقبلهم، فيما قد يتخلى آخر عن علاقاته الاجتماعية.

كيف تستمتع أثناء مواجهة خوفك من المستقبل؟

يؤكد المختصون بعلم النفس وإدارة الذات ضرورة اكتشاف كل ما يجعل الإنسان يشعر بأنه على قيد الحياة وعلى اتصال بالعالم المحيط به. وأنه يعيش من أجل "شعور ما" بدلاً من "هدف ما"، كما تقول الخبيرة في مجال القيادة والذكاء العاطفي مارسيا رينولدز. إذ يدفع هذا الشعور الفرد إلى تقدير كل ما يثير حبه، والامتنان له. 

وتضيف رينولدز مجموعة من الخطوات العملية بقولها "تذوق الطعام اللذيذ. تعلم أشياء جديدة فقط من أجل التعلم. ابحث عن السلام في التأمل أو الخدمة الاجتماعية. احرص على قضاء بعض الوقت مع من تحب".

وتؤكد الخبيرة في مجال القيادة والذكاء العاطفي على أهمية وجود الرفيق بقولها "عندما تشعر بأن حياتك في أزمة، يرجى التحدث إلى الأصدقاء عن تجربتنا دون خجل.. ابحث عن صديق يميل نحو التفاؤل لكنه لن يقلل من مخاوفك. المدرب الجيد يمكن أن يساعد كذلك".

الاسترخاء والمشي، والاستماع إلى بعض الموسيقى، وقراءة الصحف، ومشاهدة التلفزيون، واللعب على الكمبيوتر أو القيام بنشاط من شأنه أن يمنح الشخص نظرة جديدة على الأشياء

ستان بوبوفيتش

ويقدّم ستان بوبوفيتش مؤلف دليل إدارة الخوف، في مقال نشره موقع هاف بوست الأميركي، عدداً من الخطوات يمكنها أن تدير خوف الفرد من المستقبل، أبرزها التركيز على اليوم، إذ يمكن أن يزودنا كل يوم بفرص مختلفة لتعلم أشياء جديدة والتي تتضمن تعلم كيفية التعامل مع المشاكل. إلى جانب استخدام التصور الذاتي لمهمة نشعر بالخوف تجاهها، والاسترخاء والمشي، والاستماع إلى بعض الموسيقى، وقراءة الصحف، ومشاهدة التلفزيون، واللعب على الكمبيوتر أو القيام بنشاط من شأنه أن يمنح الشخص نظرة جديدة على الأشياء. إذ أن هذا الأمر من شأنه أن يصرف الشخص عن همومه الحالية.

(Others)
TRT عربي
الأكثر تداولاً