اللواء أحمد عسيري  (AFP)
تابعنا

أعلنت النيابة العامة السعودية أن نائب رئيس الاستخبارات العامة السعودية المقال اللواء أحمد عسيري أمر بتشكيل فريق لاستعادة الصحفي جمال خاشقجي من الخارج، واستخدام القوة في حال لزم الأمر.

وتقول الرواية السعودية الجديدة أيضاً إن اللواء عسيري كلّف 3 فرق بالمهمة، لافتة إلى أن "مستشاراً سابقاً" طلب الاجتماع بفريق التفاوض نظراً لـ"خبرته الإعلامية"، في إشارة إلى المستشار السابق في الديوان الملكي السعودي سعود القحطاني.

وأكدت النيابة العامة السعودية، الخميس 15 نوفمبر/تشرين الثاني 2018، أن خاشقجي حُقن "بجرعة كبيرة" من مادة مخدرة قبل أن يتم "تجزئة" جثته داخل قنصلية المملكة في إسطنبول، وطلبت الإعدام لخمسة أشخاص على خلفية القضية.

من هو عسيري؟

اللواء أحمد عسيري، كان أحد أقرب مستشاري وزير الدفاع وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، قبل إقالته على خلفية مقتل جمال خاشقجي، وكانت رحلة صعوده منذ عام 2016 قد بدأت بتصدّره مشهد الحرب السعودية في اليمن، متحدثاً باسم قوات التحالف الذي تزعمته السعودية.

وعقب ذلك، سافر عسيري كثيراً إلى عدة عواصم عالمية أبرزها واشنطن، حيث حل ضيفاً على مؤسسات جماعات الضغط التي يموّلها سعوديون، ومراكز أبحاث لتقديم تقييمات "متفائلة" حول تقدّم الحرب السعودية في اليمن.

وفي أكتوبر/تشرين الأول 2018، كشف موقع ميدل إيست آي البريطاني نقلاً عن مصدر سعودي على معرفة وثيقة بأجهزة الاستخبارات في بلاده، عن وجود فرقة اغتيالات تعمل تحت توجيه ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، تعرف بـ"فرقة النمر"، ويشار إلى دور كبير للجنرال عسيري بها.

وأشار الموقع إلى أن "فرقة النمر" كما يطلق عليها معروفة جيداً لأجهزة المخابرات الأميركية، وأنها تشكلت منذ أكثر من عام، وتتألف من خمسين فرداً من عناصر استخباراتية وعسكرية منتقاة في المملكة، وقد جندت المجموعة من أفرع مختلفة من الأجهزة الأمنية السعودية.

وقال المصدر السعودي للموقع البريطاني إن ولي العهد اختار خمسة من أفراده الأكثر ولاءً والأجدر بالثقة من مفرزته الأمنية الشخصية، للعمل في فرقة النمر، وجميعهم من بين الـ15رجلاً المتهمين بقتل خاشقجي، ومنهم ماهر عبد العزيز مطرب ومحمد سعد الزهراني وثائر غالب الحربي.

عسيري في المواجهة

وكشفت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية قبل ذلك، عن خطة من شأنها الدفع بنائب رئيس الاستخبارات العامة السعودية المقال، المقرب من ولي العهد محمد بن سلمان، اللواء أحمد عسيري كـ"كبش فداء" في قضية مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي.

واستندت الصحيفة في معلوماتها، التي أوردتها في تقرير لها على 3 مصادر تقول إنها "على علم بتلك الخطة".

كما أشارت إلى أنّ شخصاً مقرباً من البيت الأبيض تم إبلاغه بفحوى الخطة السعودية لحل أزمة خاشقجي، وتم إعطاؤه اسم اللواء عسيري.

الجنرال سليماني على قائمة اغتيالات عسيري

وتقول صحيفة نيويورك تايمز الأميركية إن ثلاثة أشخاص مطلعين أعلموها أن مسؤولين سعوديين طلبوا من مجموعة رجال أعمال أميركيين ترشيح شركات خاصة، لاستخدامها في "اغتيال أعداء المملكة الإيرانيين". وأشارت الصحيفة إلى أن مصادرها، أي الأشخاص الثلاثة، اطلعوا على اجتماع ضم مسؤولين بارزين في الاستخبارات السعودية مع مجموعة صغيرة من رجال الأعمال.

وكشفت الصحيفة في تقرير لها نُشر الأحد، أن من قام ببحث فكرة الاغتيالات هو اللواء أحمد عسيري نائب رئيس جهاز الاستخبارات السعودي آنذاك، خلال اجتماعه في شهر مارس/آذار 2017، مع رجل الأعمال اللبناني الأميركي جورج نادر، ورجل الأعمال الإسرائيلي جويل زامل، الذي وصفته الصحيفة بأنه صاحب علاقات وطيدة بالاستخبارات في تل أبيب.

وقالت الصحيفة إن الاجتماع كان حول استهداف الاقتصاد الإيراني، من خلال مشروع قُدرت تكلفته بملياري دولار.

وأوضحت الصحيفة في تقريرها أن رجل الأعمال اللبناني الأميركي جورج نادر "رشح للسعوديين شركة مقرها لندن، يمكنها تنفيذ عمليات اغتيال".

وحاول خلال إحدى الجلسات، بعد سلسلة اجتماعات مشتركة، كسب التمويل السعودي لخطة رجال الأعمال، وقام كبار مساعدي اللواء عسيري بالاستفسار عن إمكانية اغتيال الجنرال الإيراني قاسم سليماني، قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، والذي وصفته الصحيفة الأميركية بـ"العدو الحازم للمملكة العربية السعودية".

وأشار مسؤولون سعوديون إلى أن اللواء أحمد عسيري ومساعديه في الاستخبارات السعودية كانوا يلتقون رجل الأعمال نادر في نفس الوقت الذي كان يجتمع فيه مع الأمير محمد بن سلمان.

ونشرت صحيفة نيويورك تايمز في وقت سابق رسائل بريد إلكتروني من جورج نادر إلى أحد شركاء الأعمال، أشار فيها إلى بعض المحادثات التي أجراها مع الأمير محمد بن سلمان -والذي يعرف أيضاً بحروفه الأولى MBS – حول مشاريع أخرى ناقشها مع عسيري.

وكتب نادر في مطلع عام2017 حسب الرسائل المسربة، حول العقود السعودية المحتملة، قائلاً "لقد كان اجتماعاً رائعاً حقاً مع MBS". وأضاف أن ولي العهد نصحه "بمراجعته ومناقشته مع اللواء أحمد عسيري".

وكان العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز قد أمر في وقت سابق بتشكيل لجنة وزارية برئاسة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان من أجل إعادة هيكلة رئاسة الاستخبارات العامة، وجاء الأمر بتشكيل اللجنة بعدما قرر عزل اللواء عسيري، وعبد الله الشايع مساعد رئيس الاستخبارات من منصبيهما، فيما بدا إشارة إلى دورهما المحتمل في قضية مقتل خاشقجي داخل قنصلية بلاده في إسطنبول.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً