قال رئيس وزراء إسبانيا، بيدرو شانسيز، إن جائحة فيروس كورونا قد تتسبب في انهيار الاتحاد الأوروبي، إن لم يجر اتخاذ إجراءات أكثر صرامة في التعامل مع الأزمة الحالية. في الوقت ذاته سجلت إيطاليا أدنى معدل يومي لوفيات فيروس كورونا في البلاد منذ 19 مارس/آذار المنصرم.
وأشار شانسيز، الأحد، في مقال نشره بـ6 لغات أوروبية، في أبرز صحف ألمانيا، وبريطانيا، وفرنسا، وإيطاليا، والبرتغال، وإسبانيا، وهولندا، إلى أن الظروف الحالية استثنائية وتدعو إلى مواقف ثابتة، مطالباً الاتحاد الأوروبي بالارتقاء إلى مستوى هذا التحدي وإلا سيكون مصيرهم الفشل.
وتابع: لقد وصلنا إلى منعطف حرج تحتاج فيه حتى أكثر الدول والحكومات المؤيدة للاتحاد، كما هو الحال في إسبانيا، إلى دليل حقيقي على التزام (الاتحاد) نحوها.
ووصف شانسيز جائحة كورونا بأنها "أسوأ أزمة للصحة العامة في أوروبا منذ العام 1918".
كما أعرب عن ترحيبه بالإجراءات التي جرى اتخاذها على المستوى الأوروبي في الأسابيع الأخيرة، لكنه في المقابل اعتبرها "لا تفي بما هو مطلوب".
واستدرك: "ينبغي على أوروبا بناء اقتصاد في زمن الحرب يعزز المقاومة ويعيد الإعمار والتعافي".
من جهة أخرى سجلت إيطاليا، أدنى معدل يومي لوفيات فيروس كورونا في البلاد منذ 19 مارس/آذار المنصرم.
وارتفعت، حصيلة الوفيات بكورونا في إيطاليا إلى 15 ألفاً و887 بعد تسجيل 525 وفاة جديدة خلال الـ24 ساعة الماضية.
وسجلت أكبر حصيلة وفيات يومية بكورونا في إيطاليا، في 27 مارس، وبلغت 969 وفاة.
وفي السياق، ارتفع عدد الإصابات إلى 128 ألفاً و948 بعد تسجيل 4 آلاف و316 حالة جديدة حتى عصر الأحد.
وتطالب إيطاليا وإسبانيا، الأكثر تضرراً من الجائحة في القارة الأوروبية، بدعم من فرنسا وبعض كبار المسؤولين في الاتحاد الأوروبي، بما باتت تعرف بـ"سندات كورونا" التي ستسمح للبلدان الأكثر تأثراً بالفيروس بجمع التمويل عبر أسواق المال تحت مظلة الاتحاد الأوروبي، حسبما نقلت وسائل إعلام أوروبية.
وازداد التوتر على مدى الأسابيع بين أعضاء الاتحاد، بما في ذلك إسبانيا والبرتغال وفرنسا وإيطاليا، التي تريد أن يجري الإفراج عن سندات اليورو لجمع الأموال، والدول المحافظة مالياً مثل ألمانيا وهولندا التي تجادل لمزيد من التدابير المقيدة.
من جهتها، نشرت أورسولا فون دير لين، رئيسة المفوضية الأوروبية بالاتحاد الأوروبي، مقالاً دعت فيه الدول (الأعضاء) إلى زيادة ميزانية الاتحاد ووضع "خطة مارشال" أوروبية.
وخطة مارشال، هي مبادرة أطلقها وزير الخارجية الأمريكي الأسبق جورج مارشال، لمساعدة الدول الأوروبية في إعادة إعمار ما دمرته الحرب العالمية الثانية وبناء اقتصاداتها من جديد، وذلك عبر تقديم مساعدات عينية ونقدية بالإضافة إلى حزمة من القروض طويلة الأمد.
والخميس، أعلنت فون دير لين، خطة لمواجهة أزمة البطالة على مستوى أوروبا، على خلفية الأزمة التي تواجهها القارة العجوز بعد تفشي فيروس كورونا.
وحسب خطة فون دير لين، فإن الاتحاد الأوروبي "سيجمع 100 مليار يورو" في شكل قروض حكومية، مضيفة أن هذه القروض ستساعد الدول الأعضاء على "تعزيز خطط عملهم قصيرة الأجل".
وحتى مساء الأحد، تجاوز عدد مصابي كورونا حول العالم مليوناً و249 ألفاً، توفي منهم أكثر من 68 ألفاً، فيما تعافى ما يزيد على 256 ألفاً، بحسب موقع "Worldometer".
وتتصدر إيطاليا قائمة وفيات كورونا حول العالم، تليها إسبانيا ثم الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا.
