Cumhurbaskani Recep Tayyip Erdogan Angola'da (Dogukan Keskinkilic/AA)
تابعنا

قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الاثنين، إن بلاده ستقف إلى جانب صديقاتها من الدول الإفريقية في مسيرة التنمية، وإنها تحتضن شعوب قارة إفريقيا بلا تمييز.

وأشار أردوغان في خطاب ألقاه أردوغان أمام الجمعية الوطنية لأنغولا على هامش زيارة رسمية، إلى أن تركيا تؤيد عدم ترك مصير البشرية تحت رحمة حفنة من البلدان المنتصرة في الحرب العالمية الثانية.

وتابع: "تركيا ترفض المقاربات الاستشراقية الصادرة من الغرب حول إفريقيا، وتحتضن الشعوب الإفريقية دون تمييز".

وأضاف: "لا تزال هناك أطراف تشعر بالامتعاض إزاء مكتسبات الشعوب الإفريقية في الاستقلال والحرية والمساواة".

وأكّد أردوغان أن زيارته إلى أنغولا تعتبر تاريخية لأنها الأولى بالنسبة إلى تركيا على مستوى رئاسة الجمهورية، لافتاً إلى أنه استضاف نظيره الأنغولي جواو مانويل لورينسو قبل فترة وجيزة في تركيا، وكانت تلك الزيارة تاريخية أيضاً.

وأوضح الرئيس التركي أن الزيارات المتبادلة هذه تبشر بحقبة جديدة في العلاقات التركية الأنغولية.

وبيّن أن الفترة القادمة ستشهد جهوداً مكثفة من أجل البحث عن سبل تطوير التعاون بين البلدين في جميع المجالات.

وشدّد على أن تركيا ستواصل الوقوف إلى جانب صديقاتها من الدول الإفريقية في مسيرة التنمية.

وأشار إلى أن تركيا تتابع عن كثب الدور البنّاء الذي يؤديه أعضاء الجمعية الوطنية لأنغولا البالغ عددهم 220 في التنمية الاقتصادية والإنسانية للبلاد.

وعبّر أردوغان عن ثقته في أن الشعب الأنغولي الذي تغلب على صعوبات كثيرة منذ نيله الاستقلال عام 1975 سيبني مستقبله المشرق في أجواء من الوحدة والتضامن.

واعتبر أن التآزر الذي سيخلقه التعاون بين أنغولا، الدولة الرائدة في إفريقيا جنوب الصحراء، وتركيا التي تعد جسراً يربط بين قارتي أوروبا وآسيا، سيكون له تأثير يطال بلا شك منطقة جغرافية واسعة للغاية.

وأوضح أن هذا التعاون سيكون مثمراً ومربحاً لجميع الأطراف باعتباره يتزامن مع مرحلة تشهد إقامة نظام سياسي واقتصادي جديد في العالم.

ولفت أردوغان إلى أن هذا الوقت الأنسب من أجل توحيد إمكانات البلدين حتى لا تعود آلام الماضي مرة أخرى على الصعيدين الديمقراطي والاقتصادي، في ظل هذه الفترة الحرجة.

وأردف: "نحن مستعدون للسير معكم في هذا الطريق، ولا يساورني شك في أن جميع أشقائنا الأنغوليين، لا سيما ممثلوهم هنا (الجمعية الوطنية)، يراودهم نفس الشعور".

كما أشاد أردوغان بالعلاقات التاريخية وعميقة الجذور التي تعود إلى ألف عام، وتستند إلى الاحترام المتبادل والصدق والتعاون والأخوة بين تركيا والقارة الإفريقية.

وأكّد أن الشعب التركي ليس في تاريخه وصمة عار كالاستعمار، وقد خاضت تركيا حرب الاستقلال ضد القوى الإمبريالية قبل قرن.

من جهة أخرى، قال أردوغان إنه يكرر مقولته "العالم أكبر من خمسة" (في إشارة إلى الأعضاء الدائمين بمجلس الأمن) في إطار كفاحه ضد الظلم القائم في النظام العالمي.

وأوضح أن تجاهل مطالب التغيير يعد ظلماً أيضاً بحق القارة الإفريقية ودولها القوية مثل أنغولا، كما أن هذا الوضع غير قابل للاستمرار، وأشار إلى أن تركيا ترغب في الاستفادة من الخبرة الواسعة للأفارقة، واتخذت العديد من الخطوات من أجل ذلك.

وقال إن بلاده تدرك أهمية القارة الإفريقية وثراءها بتاريخها وثقافتها وشعبها وإمكاناتها الهائلة في كل مجال. وأوضح أن أنغولا هي النجم الساطع في منطقتها بمواردها الطبيعية واحتياطاتها المعدنية والنفطية.

وبيّن أن تركيا بدورها تعد واحداً من أكبر 20 اقتصاداً في العالم بفضل الإنجازات التي حققتها في جميع المجالات.

ولفت أردوغان إلى وجود فرص تعاون واسعة في المجالات العسكرية والأمنية بين البلدين.

وقال إن منتدى الأعمال الذي سيعقد على هامش الزيارة سيكون مفيداً في فتح نوافذ جديدة من الفرص.

والتقي أردوغان في وقت مبكر الاثنين، بنظيره الأنغولي جواو مانويل لورينسو، في العاصمة لواندا، وعقدا مؤتمراً صحفياً أكد فيه الرئيس التركي وقوف بلاده إلى جانب أنغولا في مكافحة الإرهاب، وتقديم كل أشكال الدعم.

وأشار إلى وجود إمكانات كبيرة للتعاون بين تركيا وأنغولا في مجال الطاقة.

ولفت إلى أن أنغولا سبق أن طلبت من تركيا شراء طائرات مُسيّرة، مبيناً أنّ محادثات اليوم مع نظيره الأنغولي جرت حول شراء مركبات تركية مدرعة.

وقال الرئيس التركي: إنّ "إفريقيا تعرّضت للاحتلال واستغلال مقدراتها، وأكثر الدول التي استخدمتها واستغلتها كانت فرنسا".

وأكد "لا يمكننا الوقوف إلى جانب الظلم، علينا أن نحمي حقوقنا ونحمي العالم العادل ونعمل من أجله"، مشيراً إلى أنّ "مطلبنا إقامة عالم عادل وعلينا التكاتف معاً من أجل ذلك وعدم الخوف، فالظلم سيحاصر إفريقيا كلما زاد الخوف".

وأوضح أردوغان أنّ سبب ما يحدث في ليبيا والصومال غياب العدالة، و"للتغلب على ذلك ينبغي لنا بناء عالم أكثر عدلاً".

ووصل الرئيس التركي، الأحد، إلى أنغولا في بداية جولة إفريقية تشمل توغو ونيجيريا خلال الفترة بين 17 و20 أكتوبر/تشرين الأول الجاري.

ووصف أردوغان العلاقات التي تربط بلاده بالدول الإفريقية بأنّها استراتيجية.

وعن زيارته إلى توغو وأنغولا أكّد الرئيس التركي أنها تتمتع بأهمية خاصة كونها الأولى رسمياً على مستوى رئاسة الجمهورية.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً