أردوغان: قبول السويد وفنلندا في الناتو يشكل مخاطر على أمن الناتو وتركيا   (AA)
تابعنا

أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أنه من المؤسف أن بعض أعضاء حلف شمال الأطلسي (ناتو)، يفشلون في تقدير بعض التهديدات التي تتعرض لها تركيا على الرغم من أهميتها في بنية الحلف، لافتاً إلى أن قبول السويد وفنلندا في عضوية الناتو يشكل مخاطر على أمن تركيا.

كلام أردوغان جاء في مقالة للرئيس التركي نشرتها مجلة "ذي إيكونوميست" البريطانية، تطرق فيها إلى موقف تركيا من انضمام دولتي السويد وفنلندا إلى الناتو ومخاوف تركيا الأمنية من ذلك.

وقال أردوغان إن "تركيا أثناء وبعد الحرب الباردة، كانت عاملاً فاعلاً مستقراً وإيجابياً في منطقة الشرق الأوسط والقوقاز والبحر الأسود، إذ سافر الجيش التركي أيضاً إلى أجزاء كثيرة من العالم، من كوسوفو إلى أفغانستان، ضمن نطاق مهام الناتو".

ولفت أردوغان إلى أهمية تركيا في بنية الناتو وتجاهل بعض دول الحلف لذلك، وأضاف: "بينما يقدّر شركاؤنا دائمًا إسهام تركيا في مهمة الأمن الجماعي للناتو، فقد نسوا سريعاً هذا الإسهام عندما لم يهدَّد أمنهم".

وواصل: "كانوا يتذكرون أهمية تركيا فقط في أوقات الاضطرابات (مثل الأزمة في البلقان)، ويحلمون بإمكانية تحقيق الاستقرار على المدى الطويل بدون تركيا".

وأشار إلى أنه على الرغم من التهديدات المتغيرة للسلم والأمن الدوليين في السنوات الأخيرة ووصف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الحلف بأنه "ميت دماغياً"، فإن تركيا لم تلتفت إلى سلوك بعض الأعضاء فيه، وأكدت على أهميته داعية الدول الأعضاء إلى اتخاذ خطوات (مثل تحديث مهمة الناتو لتشمل تهديدات جديدة وجعل المنظمة أكثر أهمية في مواجهة التحديات الجيوسياسية والعالمية الجديدة).

وواصل: "في هذا الصدد، جادلت تركيا، مثل المنظمات الدولية الأخرى، بأن على الناتو إجراء بعض الإصلاحات ضد التهديدات الأمنية الجديدة. أدى الإخفاق في اتخاذ خطوات مناسبة نحو الأمن الجماعي، خاصة فيما يتعلق بالتهديد الإرهابي (على الرغم من الاستهداف المباشر للعديد من الدول الأعضاء)، إلى الإضرار بالتعاون الأمني ​​وخلق عدم ثقة عميق بالمنظمة في الرأي العام لدول الناتو".

وشدد على أن "تركيا أكدت على هذا الوضع في جميع قمم الناتو التي حضرتها وقالت إن التعاون الدولي ضروري لتغيير الحرب ضد الإرهاب"، مضيفاً: "أردنا أن يتعاون الناتو بشكل أقوى في الشؤون الاستخباراتية والعسكرية أثناء محاربة المنظمات الإرهابية".

وأوضح الرئيس التركي أن حرب أوكرانيا كشفت عن مدى أهمية الموقع الجغرافي والسياسي لتركيا، مؤكداً: "كانت تركيا على حق عندما أخبرت أعضاء الناتو أنهم بحاجة إلى الاستعداد لمواجهة التحديات الجيوسياسية في المستقبل".

وحول طلب انضمام كل من السويد وفنلندا إلى الناتو، قال أردوغان: "من المؤسف أن بعض الأعضاء يفشلون في تقدير بعض التهديدات التي تتعرض لها تركيا، بينما يؤكد جميع الأعضاء على مدى أهمية تركيا بالنسبة لحلف شمال الأطلسي".

وواصل: "وفقاً لتركيا، فإن قبول السويد وفنلندا في العضوية يشكل مخاطر على أمنها ومستقبل الحلف (الناتو)"، مشدداً على أنه "من حقنا الطبيعي أن نتوقع أن هذه الدول، التي تتوقع أن يأتي ثاني أكبر جيش في الناتو لمساعدتها، ستمنع أنشطة التجنيد والتمويل والدعاية لـPKK، الذي يعتبره الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة أيضاً منظمة إرهابية".

وأردف أردوغان: "تطالب تركيا الدول المرشحة بوقف أنشطة كل التنظيمات الإرهابية وتسليم أعضائها إلى تركيا. شوركت أدلة واضحة مع سلطات هذه البلدان وكان من المتوقع أن تتخذ الإجراءات اللازمة".

وقال: "بالإضافة إلى ذلك، تتمنى تركيا أن تدعم هذه الدول عمليات مكافحة الإرهاب التي ينفذها دول الناتو. يشكل الإرهاب تهديداً لجميع الدول الأعضاء ويجب على الدول المرشحة قبول هذه الحقيقة قبل الانضمام إلى المنظمة"، مشدداً على أنه "إذا لم يتخذوا الخطوات اللازمة، فلن تغير تركيا موقفها من هذه القضية".

وحول حظر السويد توريد بعض أنواع الأسلحة إلى تركيا، أوضح أردوغان أن "تركيا ترى أن أي حظر على الأسلحة يتعارض مع روح الشراكة العسكرية تحت مظلة حلف شمال الأطلسي"، مضيفاً أن "هذه القيود لها عواقب وخيمة ليس فقط على أمننا القومي ولكن أيضاً على هوية الناتو".

وأكد: "أضاف إصرار السويد وفنلندا على الانضمام إلى الحلف بنداً غير ضروري على أجندة الناتو".

وكتب أردوغان أن "اعتراض تركيا على عضوية السويد وفنلندا هو أيضاً خطوة حاسمة اتُخِذت نيابة عن جميع الأعضاء الذين كانوا أهدافاً للإرهاب حتى الآن. الإرهاب ليس له دين أو أمة أو لون. من أهم مهام هذا التحالف الوقوف بحزم ضد كل منظمة هدفها إلحاق الضرر بالسكان المدنيين. لا امتياز لبلد في هذا الصدد".

وشدد على أنه لا توجد دائماً طرق مختصرة عندما يتعلق الأمر بحل المشكلات وتعزيز السلام والاستقرار العالميين، موضحاً أنه "يمكن اختصار هذه المسارات قدر الإمكان بفضل الخطوات الشجاعة والصحيحة التي يمكن اتخاذها".

ونوّه إلى أن "موقف السويد وفنلندا فيما يتعلق بالمخاوف الأمنية وحساسيات الدولتان التي تريدان أن تكونا حليفتيْن لتركيا سيحدد مدى رغبتها (تركيا) في رؤية هاتين الدولتين حليفتيْن أيضاً".

TRT عربي
الأكثر تداولاً