أردوغان تعهد بتوفير الأمن عند تسلم إدارة المنطقة الآمنة في الشمال السوري (TRT Arabi)
تابعنا

استضافت شبكة TRT، الأحد، الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في مقابلة خاصة للحديث عن الانتخابات البلدية المرتقبة وبرنامج حزب العدالة والتنمية، وأبرز القضايا على الساحة الإقليمية والدولية.

وأعلن أردوغان خلال اللقاء أنه سيعقد اجتماعاً مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين في 14 فبراير/شباط الحالي، في قمة ثلاثية جديدة تضم تركيا وروسيا وإيران، وقد أكد الكرملين الروسي أنباء عقد القمة.

كما تحدث أردوغان، خلال اللقاء الذي أجراه معه رئيس تحرير القنوات الدولية في شبكة TRT سردار كاراغوز والمذيعة سرمين بايسال أتا، عن الانتخابات البلدية وبرنامج حزب العدالة والتنمية بها، وعن التحالفات التي تجري على مستوى الأحزاب داخل تركيا، وأشار إلى أنه ما زال هناك الكثير من العمل لتطهير مؤسسات الدولة من تنظيم غولن الإرهابي، فيما أوضح بالخرائط أبرز ملامح سياسة أنقرة على مستوى تدخلها في الشمال السوري لحماية أمنها القومي.

السياسة التركية تجاه سوريا

أوضح الرئيس التركي خلال اللقاء أن السياسة التركية تجاه سوريا، وخاصة في الشمال، قائمة بالأساس على المحافظة على وحدة الأراضي السورية.

وأضاف أردوغان "ركزنا بشكل كبير على أهمية وحدة الأراضي السورية في كل الاجتماعات التي عقدناها في سوتشي مع إيران وروسيا".

وأشار إلى أن تركيا تريد في الشمال السوري "منطقة آمنة"بعمق ما بين 30 و 32 كلم، في حين يريدها البعض "منطقة عازلة" وهو ما لا تريده تركيا.

وفيما يخص عمليتي درع الفرات وغصن الزيتون، قال أردوغان إن هدفهما كان منع التنظيمات الإرهابية من استخدام شمالي سوريا كمناطق عازلة.

وحول منبج شرح الرئيس بالخرائط الوضع الديموغرافي هناك، موضحاً أن نحو 90% من سكان منبج الأصليين كانوا من العرب، لكن تنظيم YPG الإرهابي عمل على تغيير الواقع الديموغرافي فيها.

وخلال حديثه عن الوضع السوري أعلن أردوغان أن وزير الخارجية التركي سيعقد اجتماعات في واشنطن في الخامس من هذا الشهر، ثم سيكون اجتماع سوتشي في 14من الشهر ذاته، على أن تكون وحدة الأراضي السورية أولوية في هذه اللقاءات.

وفي هذا الصدد أوضح مراسلTRT عربي في أنقرة مروان زعتر أن الإعلان عن القمة الثلاثية الجديدة يُعد أحد أبرز النقاط التي تحدث عنها أردوغان في لقائه؛ حيث إن القضية السورية ستكون حاضرة بكافة أبعادها على طاولة النقاش وليس الوضع في الشمال السوري فقط، خاصة بعد عودة وفد من وزارة الدفاع التركية من العاصمة موسكو بتطورات إيجابية.

وقال أردوغان إن 300 ألف سوري عادوا من تركيا إلى بلادهم، ولو لم تنفذ تركيا عمليات عسكرية في شمالي سوريا، لوصلت التنظيمات الإرهابية إلى البحر المتوسط.

وعلى صعيد الأوضاع الميدانية في الشمال السوري، أكد أردوغان أن "الاتحاد الأوروبي لم يلتزم بما وعد به من دعم، لكن تركيا لا تأبه بذلك ومستمرون في مكافحة الإرهاب شمالي سوريا واستثمرنا المليارات في تلك المناطق".

واستكمل أردوغان "نحن لا نبحث عن البترول أو الدخل المادي من تحركنا في شمالي سوريا"، بينما أكد أن تنظيم داعش الإرهابي يقوم بتصفية البترول بطرق بدائية للحصول على دخل مادي كبير.

وأضاف "هناك مناطق في الشمال السوري غنية بالنفط ويستغلها الإرهابيون في تمويل تنظيماتهم وتقدر العائدات بحوالي 750 مليون دولار سنوياً، كما أن لديهم مصادر أخرى".

وحول التفاصيل الميدانية التي تحدث عنها أردوغان قال مراسل TRT عربي في مدينة غازي عنتاب، أحمد سعيد، أن حديث الرئيس يؤكد تمسك تركيا بإدارة الملف الأمني في شمال سوريا، وتحديداً المنطقة الآمنة؛ حيث أعلن أردوغان أنه لا يثق في إدارة التحالف الدولي لهذا الملف، مؤكداً إصرار الجانب التركي على إنشاء منطقة آمنة وليس عازلة، تكون لأنقرة اليد الطولى في إدارتها.

وأعرب الرئيس التركي عن تمنيه تنفيذ ترمب وعده بالانسحاب من سوريا في أقرب وقت ممكن، بعد عدم تنفيذ عدة وعود سابقة منذ عهد أوباما.

وحول التسليح الأمريكي للتنظيمات الإرهابية في شمال سوريا قال أردوغان إن "تركيا رصدت دخول 23 ألف شاحنة محملة بالسلاح من العراق إلى شمال سوريا بعضها أمريكي"، مشيراً إلى أن هذه الأسلحة تباع في الأسواق، وأصبحت دخلاً للتنظيمات الإرهابية.

وأكد أنه لا يمكن ترك إدارة المنطقة الآمنة في شمال سوريا في يد قوات التحالف الدولي، لأن تركيا لا تثق بهم بناء على تجارب سابقة.

وتعقيباً على حديث أردوغان بشأن المنطقة الآمنة قال الباحث السياسي التركي برهان كورأوغلو لـTRT عربي، إن المسألة تُعد أمناً قومياً للجانب التركي لمواجهة التنظيمات الإرهابية التي تواجه تركيا على حدودها.

تركيا تريد الحقيقة في قضية خاشقجي

وعلى صعيد قضية مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي داخل قنصلية بلاده في إسطنبول، أكد الرئيس التركي أن وزير الخارجية السعودي السابق عادل الجبير كذب في قضية خاشقجي ثم عُزل من منصبه، كما أشار إلى وجود كذب في تصريحات ولي العهد السعودي حول القضية ذاتها.

وقال أردوغان إنه "لا يمكن تحمل سماع تسجيلات مقتل خاشقجي، ولا يمكن لأي شخص سليم أن يقوم بهذه الجريمة".

وأوضح أن مدبري قتل خاشقجي ربما تخلصوا من بعض الضالعين في الجريمة عبر حوادث سير، مستغرباً صمت الولايات المتحدة حيال القضية.

وطالب أردوغان السلطات السعودية بكشف الحقيقة كاملة، مؤكداً أن وظيفته كرئيس للجمهورية هو إظهار الحقيقة التامة في القضية، وأنه على الجانب السعودي الإجابة عن الأسئلة العالقة حول هذه الجريمة، واصفاً من قام بالانقلاب في مصر، ومن نفذ جريمة قتل خاشقجي بامتلاك "نفس العقلية".

TRT عربي
الأكثر تداولاً