عبد الفتاح السيسي يتسلم رئاسة الاتحاد الإفريقي خلال الدورة الـ32 للقمة الإفريقية (AFP)
تابعنا

انطلقت، الأحد، أعمال الدورة العادية للقمة الـ32 للاتحاد الإفريقي في العاصمة الأثيوبية أديس أبابا، تحت شعار "اللاجئون والعائدون والنازحون داخلياً.. نحو حلول دائمة للنزوح القسري في أفريقيا". وتتناول القمة محاور التنمية والسلم والأمن ومكافحة الإرهاب بالإضافة إلى الارتقاء بآليات تنفيذ عملية الإصلاح المؤسسي والهيكلي للاتحاد وملف الجواز الإفريقي الموحد.

ويترأس الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الاتحاد الإفريقي لمدة عام، كما يترأس أعمال الدورة العادية الـ32 لقمة رؤساء الدول والحكومات الأفارقة في المنظمة، خلفاً لرئيسها الحالي الرئيس الرواندي بول كاغامي.

وتتولى القاهرة رئاسة المنظمة الإفريقية بعد ست سنوات تقريباً من تعليق الاتحاد الإفريقي عضويتها، حين أطاح الجيش عام 2013 بالرئيس محمد مرسي، إلا أن عودتها إلى رئاسة الاتحاد جاءت في ظل مشاكل لم تحل مع دول الجوار خاصة في ملف أزمة المياه، ووسط انتقادات دولية للأوضاع الحقوقية داخلها.

عقدة سد النهضة

تتسلم مصر رئاسة الاتحاد في سياق مربك إقليمياً، فما زالت أزمة سد النهضة تلقي بظلالها على العلاقات بين القاهرة وأديس أبابا والخرطوم، التي تشهد اضطراباً منذ سنوات.

ومن أجل الوصول إلى حلول لهذه الأزمة، أعلنت مصر، عن عقد قمة رئاسية على هامش أعمال القمة الإفريقية بحضور كل من رئيس وزراء أثيوبيا أبى أحمد والرئيس السودانى عمر البشير.

وحسب وكالة أنباء الشرق الأوسط فإن القمة الثلاثية تتناول العلاقات المشتركة بين الدول الثلاث، دون ذكر المزيد من التفاصيل.

وتأتي القمة الثلاثية، في سياقها الزماني، بعد أيام من قمة ثنائية جمعت البشير والسيسي في القاهرة وتطرقت إلى ملف سد النهضة الأثيوبي، واتفق الرئيسان، في قمة 27 يناير/كانون الثاني الماضي، على "أهمية التوصل إلى اتفاق حول سد النهضة في أقرب وقت".

وقال البشير وقتها في مؤتمر صحفي "تكملة الاتفاقيات حول سد النهضة حول الملء والتشغيل مهمة، ونحن على تواصل مع إثيوبيا ومصر لضمان حقوق مصر والسودان في مياه النيل وعدم التأثير عليها".

ورغم تواصل اجتماعات مصر والسودان وإثيوبيا بشأن الدراسات الفنية لبناء سد النهضة بين وقت وآخر، فإنه لم يتم الوصول إلى حل يرضي الدول الثلاث.

وتتخوف القاهرة من تأثير سلبي محتمل للسد الأثيوبي على تدفق حصتها السنوية من مياه النيل التي تقدر بـ55 مليار متر مكعب، بينما يقول الجانب الأثيوبي إن السد سيمثل نفعاً له، خاصة في مجال توليد الطاقة، ولن يمثل ضرراً على دولتي مصب النيل، السودان ومصر.

خندق حقوق الإنسان

على إثر تسلم مصر رئاسة الاتحاد، سارعت منظمة العفو الدولية بمطالبة الدول الأعضاء في الاتحاد الإفريقي بأن "يضمنوا ألا تؤدي رئاسة مصر إلى تقويض آليات حقوق الإنسان في المنظمة".

وقالت ناجية بونعيم، مديرة إدارة شمال أفريقيا في منظمة العفو الدولية، إن "هناك مخاوف حقيقية بشأن التأثير المحتمل لرئاسة مصر على استقلال آليات حقوق الإنسان الإقليمية ومستقبل تعاونها مع المجتمع المدني". وكان السيسي تعرّض لانتقادات واسعة بسبب ملف المعتقلين السياسيين، آخرها من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال زيارته لمصر.

ووجهت له منظمات حقوقية اتهامات بتصفية المعارضين وإخفائهم قسرياً، كما عارضت أحكام الإعدام في حق مئات المعتقلين، والتي نفذ منها ثلاثة قبل أيام.

ورقة الهجرة غير القانونية

من المقرر أن تركز قمة الاتحاد الإفريقي على ملف "اللاجئين والعائدين والأشخاص المشردين محلياً" شرط أن يتم تقديمه في سياق أمني وسياسي. وتعدّ القاهرة نفسها رأس حربة في المعركة ضد الهجرة غير القانونية، ونموذجاً لاستضافة اللاجئين على أراضيها.

ولا يتوقف الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عن استخدام قضية اللاجئين والهجرة غير القانونية في لقاءاته مع الزعماء الأوروبيين، كورقة يضغط بها على الدول الأوروبية، لإخفاء الأزمات التي تشوب ملف حقوق الإنسان في مصر.

وفي اجتماعه الأخير مع الرئيس الفرنسي ماكرون، ذكّر السيسي بالدور الذي تلعبه مصر في مواجهة اللاجئين والهاربين من مناطق النزاع إلى أوروبا "حتى لا ينطلقوا بعمليات إرهابية تؤثر على تلك الدول واستقرارها".

وفي إطار مطالبته بالدعم السياسي والمالي، قال السيسي إنه لن يسمح بمرور اللاجئين والمهاجرين إلى البحر، مذكّراً بوجود 5 ملايين لاجئ في مصر.

لقاء عبد الفتاح السيسي مع عمر البشير حول ملف سد النهضة (Reuters)
TRT عربي
الأكثر تداولاً