الأزمة الإنسانية في اليمن تتفاقم (AP)
تابعنا

ما المهم: نالت الأوضاع الصحية المنهارة من اليمنيين بشكل كبير، في البلد الذي تحوّل على وقع سنوات الحرب المتواصلة، إلى مستنقع للأوبئة والأمراض، وأحدثها وباء "إنفلونزا الخنازير" (A/H1N1)، الذي تفشى في محافظات الشمال خلال الأيام الماضية.

وانتشر الوباء بعد أيام من وفاة 160 يمنياً بمرض الدفتيريا، وفي ظل زيادة عدد المصابين بوباء الكوليرا، وسط نقص المعونات الطبية بسبب الحرب.

في الوقت الذي تسير فيه العملية السياسية ببطء وحذر، حيث نفت الأمم المتحدة، الثلاثاء، استقالة الجنرال الهولندي باتريك كاميرت؛ رئيس فريق المراقبين الدوليين لوقف إطلاق النار في مدينة الحديدة غربي اليمن.

المشهد: ضمن محاولات احتواء الأزمة اليمنية، قال المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث، مساء الثلاثاء، إن الحكومة اليمنية والحوثيين حققا "خطوة مهمة" على طريق تنفيذ التبادل الفعلي للأسرى والمعتقلين.

وأضاف غريفيث، في تغريدة على حسابه بموقع تويتر، أن طرفي النزاع سلّما ملاحظاتهما على الإفادات المتعلقة بالأسرى والمعتقلين، بشأن اجتماعاتهم بالعاصمة الأردنية عمّان.

وتوصلت مشاورات السويد لاتفاق يقضي بتبادل أكثر من 16 ألف أسير من الجانبين في الـ19 من يناير/كانون الثاني الجاري، كما نص الاتفاق على وقف إطلاق النار والانسحاب من الحديدة (غرب) في غضون 21 يوماً من التوصل للاتفاق، والتهدئة في تعز.

وعلى صعيد آخر نفى استيفان دوغريك، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، استقالة الجنرال الهولندي باتريك كاميرت؛ رئيس فريق المراقبين الدوليين لوقف إطلاق النار في مدينة الحديدة. وكانت وسائل إعلامية قد ذكرت أن الجنرال الهولندي استقال من منصبه.

وفي 17 يناير/كانون الثاني الجاري تعرض موكب كاميرت لإطلاق نار في الحديدة، وقللت الأمم المتحدة من أهمية الحادث، دون التعرف على مصدر النيران، وسط اتهامات حكومية للحوثيين بالوقوف وراء الحادث.

وكان خمسة خبراء أجانب في مجال إزالة الألغام قد لقوا مصرعهم في وقت سابق إثر انفجار ألغام في اليمن، وفقاً لما نقلته جمعية مركز الملك سلمان للمساعدات الإنسانية والإنقاذ الخيرية.

وقُتل الخبراء، وهم مواطنان من جنوب أفريقيا ومواطن كرواتي ومواطن بوسني ومواطن كوسوفي، بانفجار لغم داخل سيارة كانت تقلهم في مأرب؛ حيث كانت الألغام محملة في السيارة بغية تدميرها في مكان خاص.

بين السطور: حذر المتحدث باسم وزارة الصحة في إدارة الحوثيين يوسف الحاضري، من "كارثة صحية في حال تعاظم عدد المصابين بوباء إنفلونزا الخنازير، البالغ عددهم حالياً 385، بعد أن توفي منهم 79 حتى اليوم".

وأضاف الحاضري أن "العشرات من المصابين بالفيروس يتوفون في منازلهم بصمت، لعجز أهاليهم عن إسعافهم إلى المستشفيات، لأن نحو 22 مليون يمني (من أصل أكثر من 29 مليون نسمة) يصنفون ضمن الفقراء".

وكان وباء الكوليرا قد تسبب في وفاة نحو 2700 يمني، ثلثهم أطفال، فيما أصيب حوالي مليون وأربعمائة ألف شخص، بينهم 657 ألف طفل، بحسب تقرير للأمم المتحدة أواخر ديسمبر/كانون الأول الماضي.

وأوضحت وزارة الصحة في إدارة الحوثيين، في تقرير صدر مطلع الأسبوع الجاري، أن 200 ألف طفل أصيبوا بالملاريا، و2173 بالبلهارسيا، و12 ألفاً بالجدري، فيما أصيب 13 ألف طفل بمرض النكاف (التهاب الغدة النكافية).

وتم تسجيل إصابة 3813 طفلاً بحمى الضنك، و1847 بالتهابات السحايا، إضافة إلى إصابة 2147 طفلاً بالسعال الديكي، و15 ألفاً و 911 إصابة بالحصبة.

الخلفيات والدوافع:وعلى صعيد الهدنة تجري اللجنة الدولية للصليب الأحمر استعدادات مكثفة لتنفيذ أكبر عملية تبادل أسرى بين طرفي الحرب في اليمن، وفقاً لاتفاق تم التوصل إليه برعاية أممية، رغم أن الطرفين لم ينجزا بعد النسخة النهائية من قوائم الأسرى.

وأعلنت اللجنة الأربعاء أنها أرسلت 15مندوباً لتبادل الأسرى في اليمن، وقال المدير الإقليمي للجنة الدولية للصليب الأحمر لمنطقة الشرق الأدنى والأوسط فابريزيو كاربوني، في بيان صحفي، إن" اللجنة تأمل وتؤمن بأن الإفراج عن المحتجزين في اليمن ونقلهم حسب ما هو مخطط له سيجلب الارتياح إلى نفوس آلاف العائلات التي فقدت الاتصال بذويها أو انفصلت عنهم جراء النزاع الدائر".

وقال ممثل عن الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً الأربعاء، إنه من المتوقع أن يتفق الطرفان المتحاربان في اليمن على شروط تبادل الأسرى في غضون عشرة أيام.

وجرت محادثات بين الطرفين في الأردن الأسبوع الماضي، ويتعين على الطرفين الاتفاق على قائمتين بأسماء الأسرى الذين سيتم تبادلهم.

وغادر مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث، ورئيس فريق المراقبين الدوليين الجنرال الهولندي باتريك كاميرت، الأربعاء، العاصمة صنعاء، متوجهين إلى العاصمة السعودية الرياض.

ومن المرجح أن يعقد غريفيث لقاءات في العاصمة السعودية مع الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي حول مستجدات الأزمة وسبل تنفيذ اتفاق السويد

ما التالي: أشار توفيق الحميدي رئيس منظمة سام للحقوق والحريات إلى أن "الوضع الإنساني والصحي في اليمن أحد أهم تداعيات الحرب اليمنية، التي تأثر بها تقريباً كل بيت يمني بصورة مباشرة أو غير مباشرة، خاصة في ظل عدم التزام الأطراف المتقاتلة بقوانين الحرب".

وقال الحميدي "كانت المشافي عرضة للقصف أو الحصار أو التحويل إلى ثكنات عسكرية خاصة في مناطق سيطرة الحوثيين، مما أثر على القدرة الاستيعابية للقطاع الصحي، وفاقم من معاناة المدنيين خاصة الأطفال والرضع".

وأضاف الحميدي في حديث لـTRT عربي "أصبح 5 ملايين بحاجة إلى تدخل عاجل و14مليون بحاجة لمساعدات، وللأسف برغم المعاناة الشديدة إلا أن المساعدات لم تكن بمستوى التحديات خاصة من الدول، إضافة إلى الفساد الذي كشف عنه مؤخراً من قبل برنامج الغذاء الذي لم يصل إلى مستحقيه من المتضررين".

وأشار الحميدي إلى "أن الوضع المضطرب للهدنة والاتهامات الأخيرة للحوثيين من قبل الأمم المتحدة وبرنامج الإغاثة سيكون لهما دور ذو تأثير سلبي بلا شك، إضافة إلى ضعف الخطط الفاعلة في جانب التحالف والشرعية التي تتجاذبها خلافات عميقة بالأهداف والوسائل، كل ذلك أثّر على تحول موانئ عدن والمخا والمكلا إلى بدائل موثوقة للإنقاذ ونقل المساعدات".

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً