تجُّمع المهنيين السودان سيعقد مؤتمراً صحفيّاً أمام مقر قيادة الجيش السوداني يعلن فيه تصوُّره للمرحلة الانتقالية (Reuters)
تابعنا

قال تجمع المهنيين السودان في بيان، الجمعة، إنه سيعقد مؤتمراً صحفياً في أرض الاعتصام أمام مقر قيادة الجيش السوداني بالخرطوم، الأحد المقبل، يعلن فيه تصوُّره للمرحلة الانتقالية.

وأضاف التجمع أنه "سيُعلن في المؤتمر الصحفي عن الأسماء المختارة لتولي المجلس السيادي المدني، الذي سيضطلع بالمهامّ السيادية في الدولة".

يأتي ذلك وسط تساؤلات عن الأسماء التي ستُختار لتشكيل المجلس، وعن الأرضية المطلبية التي سينطلق منها، وعن إمكانية تفاعل المجلس العسكري الانتقالي معه.

في الوقت ذاته تُطرح عدة تساؤلات حول المجلس العسكري نفسه، ونياته، خصوصاً بعد أنباء عن تواصله مع كل من الإمارات والسعودية، الأمر الذي يتوجس منه الشارع السوداني.

مواجهة المجلس العسكري؟

قال قيادي بارز في المعارضة السودانية، إن المجلس الذي ستطرحه المعارضة يضم قائمة مرشحين أغلبهم تكنوقراط، لتشكيل مجلس مدني مؤقَّت يتولى شؤون البلاد، حسب وكالة رويترز.

إعلان تجمع المهنيين السودان، عن الأسماء المختارة لقيادة مجلس مدني خلال المرحلة الانتقالية، يأتي في ظل تباعد المواقف بين المهنيين وتحالفات المعارضة من جهة، والمجلس العسكري الانتقالي من جهة أخرى.

ويُعَدّ إعلان التجمع عن مجلس سيادي، تصعيداً في مواجهة المجلس العسكري، وسحباً للبساط من تحت أقدامه، لا سيما بعد إصداره عدداً من القرارات لإضفاء شرعية على عمله في المرحلة المقبلة.

وعن لجوء تجمع المهنيين إلى هذه الخطوة يقول الصحفي والمحلل السياسي عبد الحميد عوض الكريم، إن تأخُّر ردّ المجلس في الرد على مقترحات المعارضة للمرحلة الانتقالية، أحد الأسباب الرئيسة في رد فعل تجمع المهنيين، حسب ما نقلته وكالة الأناضول.

وأضاف الكريم أن "التأخير ليس في صالح المهنيين الموجودين على الأرض، وإعلان المهنيين يأتي لمزيد من الضغط على المجلس لتنفيذ المطالب".

من جهتها ترى الصحفية مي المبارك، أن إعلان تجمع المهنيين جاء متأخراً، إلا أن ضغط الشارع على المهنيين هو ما جعلهم يذهبون إلى الإعلان عن المجلس الرئاسي وخطواتهم للفترة القادمة.

فيما قال الكاتب والمحلل السياسي عمر الفاروق، إن "التجمع بموقفه هذا، وضع الضغط على المجلس العسكري، ودعم موقفه التفاوضي أمام المجلس العسكري، الذي انصرف إلى قضايا أخرى من لقاءات مع أطراف خارجية وإصدار قرارات كأنه يملك زمام الأمور".

من يتصدر مشهد الشارع؟

في انتظار تشكيل المجلس المدني، تُطرح تساؤلات عمّن يقود حركة الاحتجاجات التي دخلت شهرها الرابع، وعمّن يصوغ مطالب الشارع.

وأشارت وكالة الصحافة الفرنسية إلى أن تجمع المهنيين السودانيين الذي يتصدر المشهد في السودان، يضمّ وجوهاً تقوده، أبرزها الأستاذان الجامعيان محمد يوسف أحمد مصطفى وأحمد الربيعة، والطبيبان محمد ناجي، عمر صلاح.

كما انضمّ بعد أسابيع على التظاهر، عديد من الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني، إلى تجمع المهنيين في تحالف "قوى إعلان الحرية والتغيير".

ويضم هذا التحالف أكبر الأحزاب المعارضة وهو حزب الأمة، وأحزاباً أخرى مثل حزب المؤتمر السوداني، والحزب الشيوعي السوداني، بالإضافة إلى مجموعات من أقاليم دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق، حاربت القوات الحكومية لسنوات في الولايات الثلاث.

وتطالب المعارضة بحلّ المجلس العسكري، ونقل السلطة إلى حكومة مدنية انتقالية تتولى الحكم لأربع سنوات تنظّم بعدها الانتخابات. كما يريدون حل حزب المؤتمر الوطني الذي كان يتزعمه البشير، ومحاكمة كبار قادته ومصادرة ممتلكاته.

وتشدّد المعارضة على ضرورة إنهاء حالة الطوارئ التي فرضها البشير في 22 فبراير/شباط، وإعادة العمل بدستور عام 2005، والإفراج عن جميع المتظاهرين المدنيين والعسكريين.

توجُّس من التدخُّل الإماراتي-السعودي

تربط كلّاً من رئيس المجلس العسكري الانتقالي عبد الفتاح البرهان ونائبه، علاقات مع السعودية والإمارات، منذ مشاركة السودان في التحالف بقيادة السعودية في اليمن، حسب ما أوردته وكالة رويترز.

ويبدو أن القائدين العسكريين يميلان نحو الإمارات والسعودية من جهة، ويحاولان النأي بنفسيهما عن قطر من جهة أخرى، وهو ما أشارت إليه إقالة وكيل وزارة الخارجية السودانية من منصبه بسبب بيان للوزارة قال إن التحضيرات جارية لزيارة وفد من قطر، التي تخوض نزاعاً مع السعودية والإمارات.

وفي تبرير للإقالة، نقلت وكالة السودان للأنباء عن المتحدث باسم المجلس العسكري الفريق الركن شمس الدين كباشي، قوله إن وزارة الخارجية أصدرت البيان دون التشاور مع المجلس.

التقارب بين المجلس والبلدين الخليجيَّين يظهر أيضاً من الخطوات التي تلت إعلان تولِّي البرهان رئاسة المجلس، إذ أعلنت الرياض وأبوظبي دعمهما البرهان ومجلسه وخطواته، في أول موقف منذ الإطاحة بالبشير.

كما أجرى قادة الإمارات والسعودية، الإثنين، اتصالات هاتفية مع البرهان، تلاها وصول وفد إماراتي-سعودي رفيع المستوى إلى الخرطوم، الثلاثاء، في زيارة استغرقت يومين.

هذه الخطوات، رفضها المعتصمون أمام مقر قيادة الجيش، عبر ترديد هتافات ورفع شعارات ولافتات ضدّ السعودية والإمارات، وضدّ ما اعتبروه رفض الدولتين لثورات الربيع العربي.

في هذا الصدد، جاء في تقدير موقف نشره المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، أن "العلاقة الواضحة بين محور الإمارات والسعودية، وبعض عناصر المجلس العسكري في السودان، تُنذِر بتكرار تجربة المجلس العسكري المصري".

وأضاف أن تطورات التغيير في السودان "مهدَّدة من أطراف في النظام الإقليمي العربي"، وأن نجاح التغيير في البلاد رهين باستمرار الحشود في الاعتصام، مما سيمكّن البلاد من تخطِّي "كل محاولات الالتفاف من جانب مجموعة الفاعلين الداخليين والخارجيين".

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً