منذ عرض الإعلان التشويقي للمسلسل المصري "الطاووس"، قبل بداية شهر رمضان بأيام، توقع المشاهدون أنهم أمام مسلسل مثير للجدل، يناقش قضية مجتمعية حساسة تثير اهتمام الرأي العام في الآونة الأخيرة، وهي التحرش والاغتصاب وتمدد نفوذ طبقات اجتماعية على حساب البسطاء.
ولم تمر أيام على عرض المسلسل بالفعل، حتى قام المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام بـ"فتح تحقيق عاجل مع صناع المسلسل والقنوات التي تعرضه على شاشاتها".
وأثار القرار ردود فعل واسعة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، أيّد البعض فيها قرار المجلس الأعلى، فيما عارضه آخرون بشدة، محذرين من عواقب تدخل السلطات ومنع مسلسل اعتبره كثيرون "توعوياً وهادفاً"، فما الحكاية؟
التحقيقات
عزا المجلس الأعلى للإعلام قراره بالتحقيق الفوري مع صناع المسلسل إلى تلقيه "شكاوى عديدة حول استخدام لغة لا تتفق مع معايير المجلس"، لافتاً إلى أن دوره الحفاظ على "إعلاء القيم وعدم المساس بالأسر المصرية أو إظهارها بصورة تسيء إليها".
ويعالج المسلسل قضية التحرش والاغتصاب في المجتمع المصري من خلال عرض قصة "أمنية"، وهي فتاة بسيطة من أسرة كادحة وتعمل في قرية سياحية لمساعدة أهلها، تعرضت لاغتصاب جماعي على يد 3 شبّان متنفذين، بعد إعطائها مادة مخدرة، وتم تصويرها بالفيديو ونشره عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وقد تعرض المسلسل لأزمة سابقة قبل عرضه، حينما ربط متابعون بين قصته وقضية "الفيرمونت" الشهيرة التي سببت صدمة واسعة في الرأي العام المصري، وما زالت التحقيقات جارية فيها منذ العام الماضي.
لكن صناع العمل نفوا مراراً أي صلة بين أحداث المسلسل والقضية، مؤكدين أن القصة تتناول أزمة واقعية، يعاني منها الكثيرون.
والقضية الشهيرة وقعت أحداثها في "فندق فيرمونت" بالقاهرة عام 2014، وتناوب فيها 6 شبان من عائلات ثرية ومتنفذة على اغتصاب فتاة بعد إعطائها مادة مخدرة في إحدى الحفلات، وتم تسريب فيديو الواقعة لاحقاً.
ردود فعل واسعة
قام بعض المتابعين بإطلاق حملة إلكترونية تحت وسم #ادعم_مسلسل_ الطاووس، عقب قرار المجلس الأعلى للإعلام وتهديده بوقف عرض المسلسل، وتصدر الوسم موقع تويتر، فيما اعترض آخرون بأعداد أقل تحت وسم #مسلسل_الطاووس_ضد_القيم، واستغل البعض الوسم المضاد لدعم المسلسل.
ورأى مؤيدو استمرار عرض المسلسل أن قرار الوقف نابع من التخوف من الربط مع قضية الفيرمونت التي تمسّ أبناء شخصيات هامة ومتنفذة، فيما اعتبره مثلاً الأديب المصري إبراهيم عبد المجيد اعتداءً على "حرية الإبداع".
وقال عبد المجيد عبر صفحته الشخصية على فيسبوك: "التدخل باسم الدفاع عن القيم والأسرة هو نوع من الفاشية التي صارت طريقة كل مسؤول والتي دمرت أمم وشعوب".
وأضاف: "الشعارات الكلية زي القيم والأسرة والاخلاق والتراث دي مقصود بيها محدش يقول رايه غير السلطة، الحفاظ على دا إنك تمنع الفساد وتفتح باب الحرية".
ويقوم بأداء البطولة النجم جمال سليمان، والنجمة الكبيرة سميحة أيوب، بالإضافة إلى سهر الصايغ التي تؤدي دور الفتاة البسيطة "أمنية"، والمسلسل من إخراج رؤوف عبد العزيز.