تعيش فنزويلا، منذ 23 يناير/كانون الثاني الماضي، توتراً إثر إعلان رئيس البرلمان خوان غوايدو أحقيته في تولّي الرئاسة (Reuters)
تابعنا

ما المهم: في الوقت الذي بدا فيه أن الأزمة الفنزويلية وصلت إلى باب مسدود، رشحت أنباء عن إجراء مفاوضات بين ممثلين عن السلطة والمعارضة في العاصمة النرويجية أوسلو، فيما يبدو أنه تقدّم جديد قد يخفّف حدّة التصعيد في البلاد.

وعلى الرغم من أن المباحثات في حد ذاتها أمر إيجابي، فإنّ عدداً من المراقبين والمختصين يرون أن أفقها قد يكون محدوداً و"من المهم عدم إشاعة آمال مفرطة" حولها.

المشهد: قال سفير فنزويلا لدى الأمم المتحدة خورخي فاليرو، الخميس، إن محادثات تجري في النرويج بين حكومة فنزويلا و"شق ديمقراطي" من المعارضة، لا هؤلاء المدعومين من الرئيس الأمريكي دونالد ترمب.

وأضاف فاليرو دون الخوض في تفاصيل "هناك معارضة يمكن تصنيفها على أنها ديمقراطية وأخرى مجرد دمى للإمبراطورية الأمريكية"، متابعاً "يمكنني أن أؤكد أن هناك محادثات لكن لا يمكنني الخوض في تفاصيل".

بدورها، أكدت شبكة الإذاعة والتلفزيون النرويجية الحكومية NRK، الخميس، نقلاً عن مصادر لم تكشفها، أن "مفاوضات سلام" بين ممثلين عن السلطة والمعارضة في فنزويلا تعقد هذا الأسبوع في أوسلو.

وأضافت الشبكة النروجية أن المفاوضات تعقد في مكان سري، منذ "عدة أيام"، ومن المقرر أن تنتهي الخميس.

تعليقاً على الخبر، قالت المتحدثة باسم الخارجية النرويجية آن هافاردسداتير لوندي "لا نستطيع أن ننفي أو نؤكد مشاركة النرويج في عمليات سلام أو مبادرات حوار"، حسب وكالة الصحافة الفرنسية.

ويشارك في المفاوضات عن الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، كل من وزير الاتصالات خورخي رودريغيز وحاكم ولاية ميراندا هكتور رودريغيز، فيما يمثّل المعارضة النائب السابق جيراردو بليده، والوزير السابق فرناندو مارتينيز موتولار، ونائب رئيس البرلمان ستالين غونزاليس، حسب وسائل إعلام جنوب أمريكية.

ولم تؤكد الحكومة الفنزويلية من جهتها خبر المفاوضات والممثلين، لكن الرئيس مادورو أعلن أن خورخي رودريغيز "في الخارج من أجل مهمة شديدة الأهمية".

من جانبه، كتب زعيم المعارضة خوان غوايدو في تغريدة أن "مجموعة الاتصال كندا-المملكة المتحدة-النرويج ومجموعة ليما ومبادرات أخرى، تساعدنا في التوصل إلى حلّ للأزمة".

الخلفية والدوافع: تملك النرويج تاريخاً طويلاً باعتبارها طرفاً مسهّلاً في عمليات السلام عبر العالم وفي أمريكا الجنوبية، خصوصاً الوساطة الناجحة بين الحكومة الكولومبية وحركة فارك هام 2016.

وفيما اعترفت دول أوروبية عدة بخوان غوايدو لدى إعلان نفسه "رئيساً" مؤقتاً لفنزويلا، اكتفت النرويج بالدعوة لانتخابات حرّة، في موقف يجسد الرغبة في القيام بدور الوسيط بين المعسكرين.

وفي أواخر يناير/كانون الثاني، قالت وزيرة الخارجية النرويجية إيني إريكسن سوريدي إن بلادها "جاهزة لتقديم المساعدة متى أراد الطرفان وإذا أرادا ذلك".

رغبة الطرفين في الحوار تشكل في حد ذاتها تغييراً حديثاً يمكن أن يبرّر تفاؤلاً حذراً

ليف مارستينتيردت - أستاذ في جامعة بيرغن النرويجية

وتعيش فنزويلا، منذ 23 يناير/كانون الثاني الماضي، توتراً إثر إعلان رئيس البرلمان خوان غوايدو أحقيته في تولي الرئاسة مؤقتاً إلى حين إجراء انتخابات جديدة.

وأقدمت مجموعة صغيرة من العسكريين مرتبطة بالمعارضة الفنزويلية، في 30 أبريل/نيسان الماضي، على تنفيذ محاولة انقلاب، فيما أعلنت الحكومة في وقت لاحق من اليوم ذاته إفشالها.

وتضاف إلى الأزمة السياسية التي يتخللها عنف خلّف عشرات القتلى، أسوأ أزمة اقتصادية في تاريخ فنزويلا الحديث، إذ يحتاج سبعة ملايين شخص إلى مساعدة إنسانية عاجلة، حسب الأمم المتحدة.

بين السطور: لم يتسرّب حتى الآن شيء عن محتوى المفاوضات ولا نتيجتها، في الوقت الذي يبدو فيه أفق المباحثات غير واضح، إذ أشاد خبراء نرويجيون في قضايا جنوب أمريكا بعقد هذه المباحثات لكن بحذر.

في هذا الصدد، قالت الأستاذة في جامعة أوسلو بينيدكت بول "من الخطير منح المباحثات أهمية مفرطة"، وأضافت "أمر إيجابي جداً أن يتباحث الطرفان، لكن من المهم عدم إشاعة آمال مفرطة".

وتابعت "شهدنا في الماضي، لثلاث مرات، مباحثات رسمية لكنها سرعان ما فشلت"، "مع ذلك فإن الوضع اليوم دقيق حقاً، ومن المهم أن يتم فعل شيء ما"، حسب ما نقلته عنها وكالة الصحافة الفرنسية.

من جهته، قال الأستاذ في جامعة بيرغن النرويجية ليف مارستينتيردت "لا نزال في مرحلة مبكرة، وأعتقد أنه من غير الواقعي تماماً توقّع نتائج سريعة"، وأضاف "لكن رغبة الطرفين في الحوار، تشكل في حد ذاتها تغييراً حديثاً يمكن أن يبرّر تفاؤلاً حذراً".

بدورها، كتبت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية أن "المحادثات في النرويج ربما تشير إلى أن كلا الطرفين يعتقدان، حالياً، أنهما غير قادرين على الفوز".

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً